لست خبيراً في السموم، ولا أدعى ذلك، ولكن منذ عدة أيام نظرت قدراً “تحت الحوض” فوجدت أكثر من عبوة مبيدات حشرية قابعة في هذا المكان منذ عدة سنوات.
ربما تزيد العبوة الوادة عن خمس سنوات بقليل، وعندما حاولت أن أقرا تاريخ الإنتاج المدون، أو تاريخ انتهاء الصلاحية لم أستطع تبينهما.
وذلك نظرا لطمس تلك المعلومات؛ نتيجة الطباعة الرديئة على جسم العبوة، وتلك قضية أخرى قد تحتاج الى مقال آخر.
إقرأ أيضاً للكاتب : عفواً… في المعرفة “مالكش حجة”!
نظرة سريعة
على أية حال فإن تلك النظرة السريعة فتحت المجال لأفكار عدة مرتبطة بفترة الصلاحية كمبدأ عام.
هل توجد فترة صلاحية لكل شيء؟ أم توجد استثناءات، أعرف أن الخمور يزداد سعرها كلما كانت أكثر قدماً.
والباحث عن تلك المعلومة على شبكة الإنترنت سيجد بسهولة خبراً عن بيع زجاجة نبيذ تعود إلى عام 1945.
نعم عام 1945 -أي قبل ثمانين عاما من الآن- تم بيعها في مزاد بمدينة نيويورك بسعر يتعدى نصف مليون دولار.
سموم من الأفكار والتوجهات
أما في حالة السموم فإن الخبراء يقولون أن الأمر يختلف ففي الغالب يفقد السم فاعليته بمرور الوقت، وليس الوقت هو العامل الوحيد لفقدان الفاعلية.
بل يشمل الأمر أيضا ظروف التخزين ونوع السم …الخ.
ولذلك فإنه مع المعرفة والإقرار بأنه حتى السموم لها فترة صلاحية فإن هذا يدفعنا الى إعادة التفكير والنظر في سموم من نوع اخر.
وهذه السموم التي أقصدها هذه المرة تأتي على شكل أفكار أو توجهات أو معتقدات.
أو قد تكون سموم على هيئة اشخاص ومواقف للأسف الشديد قد يتأثر بها البعض، و يستمر في هذا التأثر لسنوات و ربما حتى الموت.
فعلى سبيل المثال كم سمعنا عن مأسي يعيشها البعض نتيجة مشكلات أو صدمات في سنوات الطفولة الأولى تستمر مع صاحبها فتؤرق عليه حياته.
بل قد تدفعه إلى الإنحراف والإفساد وربما الإدمان أو اقتراف الجرائم او الانتحار أو الموت كمداً.
أو أن يتعرض أحد إلى موقف أو يستمع إلى خبر عن فيروس جديد، أو وباء متوقع فتتحول حياته إلى جحيم في انتظار هذا الخراب الذى ربما لن يأتي أبدا.
إقرأ أيضاً للكاتب : عن الرعب والمرح .. زمان والآن !
السموم والذباب الإلكتروني
من السموم منتهية الصلاحية ما يثيره الذباب الإلكتروني على شبكات التواصل الإجتماعي من أخبار أو محاولات لتسميم حياة الآخرين.
ويكون ذلك لأسباب سياسية أو ثقافية أو حتى دينية.
والعجيب ان تكرار استخدامها وبثها مع أنه يدل على خواء صاحبه، إلا أن التأثير على بعض من ضعاف النفوس.
أوالتأثير على أصحاب الوعي غير المكتمل يساهم في استمرار نشر تلك السموم.
وذلك بالرغم من أنها كما قلنا “منتهية الصلاحية”.