أثينا/ عبد السلام الزغيبي
في الطابق الأول من المبنى رقم 56 في شارع 3 سبتمبر يقع مقر جمعية المصريين اليونانيين، التي تحمل تاريخ طويل من النشاط بدأ عام 1933 ومستمر حتى الآن، منذ لحظة دخولك مقر الجمعية يقابلك تمثال نصفي للشاعراليوناني الكبير قسطنطينوس كفافي الذي ولد وعاش بالإسكندرية، يؤكد الارتباط العميق بين اليونان ومصر، مع أعلام البلدين خلف الأريكة الكبيرة، وكذلك المكتبة الغنية التي تشمل الأدب الأجنبي واليوناني والكتاب المصريين والكتاب اليونانيين الذين يكتبون عن مصر.
قد يهمك أيضا : ” اليونان والاغتراب .. جرح دائم “…. خطابات وأشعار وذكريات (azwaaq.com)

لوحة عن مصر رسمها أحد المصريين اليونانيين وتحتضنها جدران الجمعية (أذواق)
وهناك استقبلني السيد كوستاس ميخاليدس رئيس الجمعية، ونائبه السيد يورغوس ماركولي، يقول السيد الرئيس إن الجمعية تم إنشاؤها منذ حوالي 90 عاما من قبل مجموعة صغيرة من اليونانيين في مصر، عندما أصبحت الأمور صعبة في البلاد مع التأميمات” ويتابع :”جاء المزيد من الناس إلى اليونان، وبالتالي نمت الجمعية، وأصبحت أقوى رغم المراحل المختلفة التي مرت بها”.
تعمل الجمعية كمجتمع يجمع المصريين اليونانيين الذين يعيشون حاليا في اليونان، بينما تحاول في نفس الوقت، من ناحية على الحفاظ على تاريخهم وثقافتهم على قيد الحياة، ومن ناحية أخرى، إبراز هذه الذاكرة للعالم الخارجي. “نحن نقول: عندما تشرب الماء من النيل، فإنك لا تنسى.” نحن مرتبطون بتاريخ مصر” .
قد يهمك أيضا : توقيع كتاب “المرأة و غواية التصوير الفوتوغرافي” للدكتورة تقوى مناد” في تونس (azwaaq.com)

تمثال نصفي للشاعراليوناني الكبير قسطنطينوس كفافي الذي ولد وعاش بالإسكندرية (أذواق)
وعن نشاطات “جمعية المصريين اليونانيين” يقول السيد ميخاليدس:”جمعيتنا نشطة للغاية وتنظم فعاليات أسبوعية تشمل محاضرات وخطب ومعارض ومؤتمرات ورحلات وحفلات فنية ، ولدينا كورال تم تكريمه مرات عديدة من قبل أكاديمية أثينا، ونقدم دروس لغة عربية وكمبيوتر لأعضاء الجمعية”. و ويواصل ميخاليدس حديثه ل”أذواق” قائلاً:”لدينا الكثير من أعضاء الجمعية المحتاجين الذين ندعمهم كل شهر، و يأتي هذا المبلغ من التبرعات، من مساهمات أعضائنا، كما ندعم الكثير من العائلات المحتاجة ، بالغذاء والدواء وكل ما يحتاجونه.
وعن عدد أعضاء الجمعية ومجلس الإدارة قال السيد الرئيس:” تضم الجمعية حاليا ما يقرب من 2000 عضو نشط، منهم 1000 عضو يدفعون اشتراكات بشكل منتظم” لافتاً:” في الانتخابات الأخيرة انضم إلينا خمسة شبان في مجلس الإدارة، وعندما نقول شاباً، فإننا نعني أقل من 40 عاما ً؛ لأننا جميعا الآن 70 عاما أو أكثر”. وأضاف ميخاليدس :”نساعدهم على تولي المسؤولية، وعندما يحتاجون إلى المساعدة، سنكون هنا، ولا نقطع روابطنا”.

الكاتب عبد السلام الزغيبي مع مسئولي الجمعية داخل مقرها (أذواق)
و”تضع الجمعية تضع آمالها في استمرار عملها في كل الأحوال والمناسبات” وفق السيد ميخاليذيس الذي أضاف موضحاً أن “ومن الأنشطة الرئيسية ل”جمعية المصريين اليونانيين” الحفاظ على ثقافة الطعام التي عشناها في مصر، ولهذا يوجد مطعم، وهو مفتوح لأي شخص لزيارته، سواء أكانوا ينتمون إلى الجمعية أم لا” لافتاً:” والمطعم عبارة عن توجد قاعة كبيرة بها عشرات الطاولات المجهزة جيداً، وهي جاهزة للترحيب بأي شخص يريد – حرفياً- تذوق الأطباق المصرية الأصيلة مثل الفول والفلافل والملوخية والأرزوالكفتة والبسطرمة، ومشروبات مثل الشاهي والمانجو، وحلويات مثل البسبوسةوالهريسة الإسكندرانية، وذلك تحت إشراف الشيف المصري “رضا شيشة” الذي يعمل هنا منذ سنوات طويلة”.

تاريخ من العطاء والنجاحات للجمعية (أذواق)

لافتة تقدير لأديب الأدب العربي طه حسين والذي فتح أبواب الجامعات المصرية أمام اليونانيين (أذواق)