ماذا يحدث في المجتمع المصري؟ ماذا أصاب الأسرة في مصر؟ … ربة منزل تقوم بقتل زوجها، بإلقائه من شرفة مسكنهما بالطابق الخامس بدائرة قسم شرطة الهرم، ثم تدعي أن الزوج يتناول المواد المخدرة واختل توازنه وسقط من الشرفة.
إلى هذا الحد أصبحت العلاقات بين الأزواج مشوهة، ودافعة للقتل ؟ ولماذا لا يلجأ الزوجان إلى الطلاق عندما يصبح الاستمرار مستحيلا؟!
لقد دلت التحريات أن الزوجة التي قامت بإلقاء زوجها من الطابق االخامس في حادث مأساوي في الهرم قد سبق لهما أن انفصلا بالطلاق مرتين على مدار 10 سنوات، وأنه بعد عودة الزوجة إلى منزله وحتى وقوع الحادث والخلاف بينهما دائماً!.
قد يهمك أيضا : 8 خطوات للتخلص من ذكرياتك الموجعة وآلام الماضي (azwaaq.com)
إذن ألم يكن من الأفضل الطلاق، والاتفاق على رعاية على الأبناء بعيداً عن هذه المشكلات الدائمة بينهما، ولو صح ماقيل عن سبب الخلاف وهو قلة مصاريف المنزل، والمعاناة من الظروف الاقتصادية؛ كون الزوج بدون عمل، في حين أن لديهم أربع أبناءـ أصغرهم في السابعة من العمر ـ فإن ذلك يطرح مجموعة أخرى من التساؤلات مثل كيف أصبح الرجل يقبل على نفسه البطالة، خاصة إذا كانت لديه أسرة وأبناء؟!، لقد قالت الزوجة إن يعمل يوماً ويقعد عشرة! و هل لم يجد أي عمل ولوبسيط ينفق منه على أسرته؟ و طالما الأمر كذلك وهو محدود الإمكانيات فلماذا جنى على نفسه وعلى أبنائه بإنجاب 4 أطفال ؟! .
إن من الظواهر المؤسفة في مجتمعنا والمنتشرة الآن في الأسر متواضعي الحال أن الزوج أصبح عاطلاً والزوجة تعمل وتكد وتشقى !، وأصبحت الصورة معكوسة، ومؤلمة، قالتي لي صديقتي أن السيدة التي تأتي لمساعدتها في الأعمال المنزلية أبلغتها أن “الانترنت بوظ الرجالة قاعدين ليل نهار عليه و لايجرون على قوت يومهم و لايوفرون احتياجات أبنائهم !!”.
قد يهمك أيضا : بعد لقاء رامي جمال مع منى الشاذلي: هل الحب من أول نظرة حقيقي ؟ (azwaaq.com)
وبصرف النظر عن الإنترنت فإنها ظاهرة تستحق الدراسة لماذاترتفع الشكوي من الرجال العاطلين الذين يجعلون زوجاتهم يعملون وينفقون عليهم و على أبنائهم؟؟ كيف يقبلون على أنفسهم هذا العار؟ كيف تجردوا من مسئوليتهم؟ عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: أَلَا كُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، فَالْأَمِيرُ الَّذِي عَلَى النَّاسِ رَاعٍ، وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ، وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْهُمْ، وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ عَلَى بَيْتِ بَعْلِهَا وَوَلَدِهِ، وَهِيَ مَسْئُولَةٌ عَنْهُمْ، وَالْعَبْدُ رَاعٍ عَلَى مَالِ سَيِّدِهِ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْهُ، أَلَا فَكُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ.
إن هناك مسئولية للمساجد والإعلام وعلماء الاجتماع لوضع حلول لهذه المشكلة و مواجهتها، وكذلك أمام مشكلة العنف، فالبعض يرفع شعار”إن العنف هو الحل”!!، فكيف تسرب العنف إلى مجتمعنا إلى هذا الحد ؟! لقد أنكرت الزوجة قتل زوجها، وقالت “إزاي يجيلي قلب وأقتل أبو عيالي؟”.
قد يهمك أيضا : بعد حديث أسماء جلال عن وائل جسار : كيف تتغلب على الحب من طرف واحد ؟ (azwaaq.com)
لكن من ناحية أخرى فجر الابن ـ وهو الشخص الوحيد الذي كان معهما بالمنزل وقت وقوع الحادث ـ مفاجأة بقوله إن: “أمي زقت أبويا من البلكونة” كما قال عم الطفل “أخويا قبل ما يموت قال إنها اللي رمته”.إذن لقد رأت الزوجة أن حل المشكلة إنما يكمن في قتل زوجها !.
إن حادث دفع الزوجة في الهرم لزوجها من شرفة المنزل بالطابق الخامس في الهرم إنما يدق ناقوس الخطر، و علينا أن ننتبه جيداً، وأن ندرس هذا الحادث بأبعاده و جوانبه المختلفة قبل وقوع المزيد من الكوارث في المجتمع .
لقد أصبح كثير من الأبناء في المجتمع يفتقدون الإحساس بالأمان وحميمية العلاقات الأسرية، ونموذج الأب الذي يعد قدوة وسندا ودعما العمر كله، فمتى ننتبه و نعود إلى جذزورنا وعاداتنا وتقاليدنا؟!.