بالرغم من أن قدوم شهر رمضان، يرتبط برؤية الهلال، ومؤخراً أصبحت القياسات الفلكية شديدة الدقة؛ بما يسمح بمعرفة بداية الشهر.
وذلك قبل بداية العام الميلادي، وهو ما يظهر كثيرا، ً في تطابق النتيجة السنوية المطبوعة، مع ما تعلن عنه دارالإفتاء في آخر ليلة من شعبان.
بالرغم من ذلك، إلا أننا وفى كل عام، نتحرك في اللحظة الأخيرة، مرتدين ثوب المفاجأة؛ فترى الشوارع مزدحمة، والجميع يذهب لشراء مستلزمات رمضان!.
إقرأ أيضاً للكاتب : محمد مظهر الذي لا يعرفه أحد
سحور اليوم الأول من رمضان
وفي مقدمة هذه المستلزمات، سحور اليوم الأول من الشهر الكريم، والتي غالباً ما تتكون من الفول والبيض و الزبادي.
بينما يتم شراء ياميش رمضان، والتحفظ عليه قبل ذلك بأيام، على أن يتم تناوله بعد إفطار أول يوم.
قطايف رمضان
نفس الأمر المفاجئ يحدث مع بعض الحلويات الأخرى، كالقطايف والكنافة، والتي تحولت في الأعوام الأخيرة إلى “حقل تجارب”!.
حيث يتم خلط الكنافة وأحيانا القطايف أيضاً مع المانجو والفراولة والقشدة والجبن، وغير ذلك من إبتكارات وإفتكاسات.
ولاتنجو من ذلك البسبوسة البريئة، وهو أمر تطور إلى استحداث مسميات غريبة، لزوم التسويق، الذي أصبح أخيراً أهم من المنتج نفسه.
إقرأ أيضاً للكاتب : توأم البهجة
دراما رمضان
هذه المفاجأة تنتاب العاملين في الدراما، التي تقدم خلال الشهر، سواء من خلال شاشات التلفاز، أو في الحفلات الحية أيضاً.
فنجد الجميع قد جيش الجيوش للعمل والتصوير والبث والعرض، والذي يتم أحياناً يوما بيوم.
حالة المفاجأة المرتبطة بالشهر الكريم
والحقيقة أن تلك المفاجأة – أوحالة المفاجأة إن جاز التعبير- هي حالة مختلقة تماماً، ولكنها تنطوي على بهجة خفية.
ربما يكون سببها اننا نحب المفاجآت، فهي تجعل الإدرينالين يسرى في دمائنا خلال فترات الإعداد لأول سحور.
وكذلك لأول حلقة من مسلسل إذاعي، أو تليفزيوني، أو أول حفلة بمحيط مسجد “سيدنا الحسين”.
يحدث الأمر نفسه في تجهيزات صلاة التراويح، وموائد الرحمن، وشنطة رمضان، إلى يبرز قدراً من الروحانيات، والتكاتف بين الغني والفقير.
ومع شهر الصوم، نجد مئات الآلاف من قرارات الإقلاع عن التدخين، والتي يستغل صاحبها هذا الشهر؛ للإبتعاد التدريجي عن الدخان.
ولكن، و للأسف يحدث نكوص كبير في الأمر مع صبيحة يوم العيد!.
إقرأ أيضا للكاتب : منير مراد والزمن الجميل
فوازير رمضان
في الماضي كان رمضان، بالإضافة إلى كل ما سبق يعني وجود “فوازير إذاعية”، ثم “فوازيرإستعراضية”، يعرضها التلفاز بعد الإفطار مباشرة.
ثم أضيف إلى ذلك فوازير الأطفال، منذ منتصف الثمانينيات من القرن الماضي، مع وجود مسلسل واحد يلتف حوله الجميع.
وكان المسلسل يبدأ بعد صلاة العشاء، وربما مسلسل آخر- ديني- قرب السحور، الذي يتم في الغالب على أنغام “المسحراتى” للرائع سيد مكاوي.
إقرأ أيضاً للكاتب : كل هذه الكتب !
هل ننتبه إلى جوهر الشهر المبارك؟
أما اليوم، فالوضع أصبح أكثر تعقيداً؛ فالمسلسل تحول إلى عشرات المسلسلات، والفوازيرفقدت بريقها، وانتشرت المنصات الرقمية بمسلسلاتها وبرامجها.
كما إزدادت برامج المقالب، ومحصلة نهائية للقنوات الفضائية والمنصات الرقمية، قد تنبئ بيوم نجد فيه مسلسل، ومقلب، وبرنامج لكل صائم!.
وفي المقابل قد نجد للأسف أن الروابط باتت مقطوعة بين الجميع، كلُ في عالمه، مشغولاً بهمومه و تليفزيون رمضان !.
ذلك بالرغم من أنه في الأصل الأمر رمضان هو شهر الصوم، و العبادة والترابط، والدفء الأسري والإنساني، فهل ننتبه؟! .