أداء سلس خالي من الافتعال والتصطنع، إطلالة أنيقة تدعوك إلى تتبعها وتقليدها في صمت، خفة ظل لايشوبها أي ابتذال، موهبة حقيقية لم يكن ورائها الوساطة والمجاملة، اختيار واعِ لأدوار سينمائية تتفق مع شخصيته وإمكانياته، توليفة مصرية إيطالية، مجتمع راقِ لايعاني ضغوط ومشكلات تقهره صباح كل يوم، جمهور متحضر متذوق للفن الجميل … باختصار كانت هذه بعض من أسرار نجومية الفنان “رشدي أباظة” و نجاحه في التربع على عرش قلوب الملايين إلى اليوم، إلى الحد الذي يبقى فيه “تريند” يتصدر محركات البحث في جوجل بعد مرور 44 عاما على رحيله!.
قصة حياة “كلارك جيبل” السينما المصرية
ورشدي أباظة أو “كلارك جيبل السينما المصرية” كما أطلق عليه بسبب جاذبيته، وأداؤه التمثيلي المميز، ولد في عام 1926 لأم إيطالية وأب مصري، ينتمي للأسرة الأباظية الشهيرة بمدينة الزقازيق ( شرق دلتا مصر)، والده كان يعمل ضابطا، والدته سيدة إيطالية جميلة تدعى” تيريزا لويجى”.
وقد ولد فى العمارة رقم 20 بشارع بهجت على بحى الزمالك الراقي فى 3 أغسطس (آب ) عام 1926
ولكن كتب له القدرألا يعيش في هذا البيت طويلا، في أجواء أسرية هادئة،؛ فقد انفصل والده عن والدته، وانتقل رشدي أباظة في طفولته للإقامة مع جدته من والده، إلى أن وصل إلى مرحلة الشباب، فانتقل للعيش في القاهرة مع والدته.
قد يهمك أيضا : “فيلم المنزل رقم 13”.. حدث بالفعل ! (azwaaq.com)
وربما لايعلم الكثيرون عشقه للرياضة، قبل الاتجاه إلى التمثيل، فقد كان بطل ملاكمة وكمال أجسام، وأن ذلك كان من أهم أسرار تمتعه ببنية قوية، وجسد مثالي ساعده على أداء أدوار “الدون جوان” التي اشتهر بها طوال حياته الفنية.
حصل الفنان على البكالوريا من كلية “سان مارك”..مدرسة أبناء الطبقة الراقية من الذكور بالأسكندرية، والتحق بكلية الطيران ثم التجارة، لكنه لم يكمل دراسته الجامعية بسبب عشقه للرياضة كما أشرنا.
صدفة وراء اكتشاف رشدي أباظة
وقد يكون من المثير للدهشة أن هذا الفنان الشهير لم يكن من ضمن أحلامه التمثيل، أو الشهرة، ولم يسع إلى ذلك في بداية شبابه!، إنما السينما هي التي سعت إليه، واجتذبته إليها، عن طريق الصدفة.
ففي أحد الأيام وبينما كان يلعب البلياردو في ناد بالقاهرة، شاهده المخرج أحمد بدرخان ( وفي أقوال أخرى كان المخرج بركات) ، وعرض عليه العمل في السينما بعد أن أعجب بشخصيته و طلاقته في الحديث، فضلا عن وسامته وبنيانه الجسدي، وكلها سمات ملائمة للقيام بأدوار”الدون جوان” والنجومية السينمائية.
بدايته الفنية
بدأ حياته في عالم السينما حين أسند إليه المخرج بركات دورا مهما في فيلم “المليونيرة الصغيرة” عام 1948، من أهم أفلامه: (إمرأة على الطريق، صغيرة على الحب، الطريق، الحب الضائع، طريق الأمل، الرجل الثاني، صراع في النيل، في بيتنا رجل، الزوجة رقم 13).
قد يهمك أيضا : سر صورة زينب صدقي وسلسلة ميمي شكيب! (azwaaq.com)
واستطاع رشدي أباظة تجسيد العديد من الأدوار التى لاتُنسى في تاريخ السينما المصرية، بسبب موهبته الفطرية و “الكاريزما” التي كان يتمتع بها، كما أجمع كل الفنانين والنقاد الذين عاصروه على حبه للفن، واحترامه لعمله، وشغفه بالحياة، إضافةً إلى بساطته الشديدة وتواضعه اللافت مع الجميع.
وفي هذا السياق كانت له مواقف إنسانية مع أصدقائه؛ فقد أنتج فيلما باسم ” عاشور قلب الأسد”، ليقوم ببطولته الفنان عبد السلام النابلسى ببطولته؛ لاقتناعه بموهبته، وتحقيقا لرغبة النابلسى في البطولة ولو مرة واحدة.
رشدي أباظة والمرأة
لعبت المرأة دورا كبيرا في حياته، وتعددت زيجاته حتى بلغت 5 زيجات، و كان يميل إلى حب المرأة الأكبر منه سنا، ربما لابتعاده عن أمه في سن صغير من طفولته، ولكنه قدم تفسيرا آخر وراء ذلك، إذ قال في إحدى أحاديثه الصحافية:”كل النساء اللاتي أحببتهن كن أكبر مني سناً، إلا واحدة هي الفنانة الجميلة “كاميليا” التي كانت صغيرة السن، لكنها كانت كبيرة في نضوجها وتفكيرها، لدرجة أن الملك فاروق أحبها ونافسني في حبها، ويرجع ذلك إلى أن المرأة التي تكبر الرجل في السن تقدره وتعطيه قيمته الحقيقية، أما المرأة الصغيرة فهى لا تفهم الرجل أبدا، وكل همها المظاهر لكن الموت فرق بيننا عندما ماتت في حادث طائرة”.
رشدي أباظة .. معشوق النساء
أما عن سرعشق النساء لرشدي أباظة فقد تحدثت عنه شقيقته منيرة في حوار تليفزيوني قائلة:” كان يمتلك طريقة خاصة للتعامل مع السيدات بشكل خاص؛ فقد كان كان يشعر كل سيدة بقيمتها وأناقتها، حتى لو كان وسط تجمع للنساء يتعامل مع كل واحدة منهن على أنها هي المميزة بين الجميع، فضلا عن تعامله الراقي معهن، ما جعله معشوق النساء”.
قسمت رشدي أباظة
وقسمت هي الإبنة الأولى والوحيدة لرشدي أباظة، والدتها هي مضيفة جوية أمريكية، تدعى باربرا، لم يدم زواجها من رشدي أباظة أكثر من ستة أشهر؛ وذلك قضت قسمت طفولتها في منزل سامية جمال، ووصفتها بأنها : “كانت طيبة وحنونة للغاية. تزوجت قسمت من الفنان أحمد دياب قبل احترافه التمثيل، وكان ذلك في حياة والدها الذي أوصلها لزوجها بنفسه، ولقسمت إبن وحيد هو أدهم، وصفته بأنه شديد الشبه بجده.
وقام الفنان رشدي أباظة بالتمثيل مع أشهر نجمات السينما المصرية، ومنهن فاتن حمامة، شادية، مريم فخر الدين، سعاد حسني، زبيدة ثروت، نجلاء فهمي، وردة، وغيرهن.
قد يهمك أيضا : زبيدة ثروت بعد الشهرة (azwaaq.com)
وفاة دنجوان السينما المصرية
توفي في عام 1980 بعد معاناة مع سرطان المخ عن عمر 54 عاما بمستشفى الجمعية الخيرية بالعجوزة، رفض علاجه على نفقة الدولة وأوصى بمنح جميع أعضاء طاقم التمريض بالمستشفى مكافأة مالية تقديرا لجهدهم معه أثناء مرضه.