بقلم : سلسبيل فايز بكر
الحب هو أجمل شعور خلقه الله عز وجل، يملأ القلب فرحة وسعادة؛ فعندما يرى المحب حبيبه يتحرك قلبه بين ضلوعه، كذلك تتبدل ملامح الوجه؛ لتظهر السعادة وتختفي تجاعيد الوجه ويتراقص القلب فرحاً، وتتنفس الهواء بدرجة أكبر، إنه شعور من شدة جماله لا تستطيع الكلمات وصفه.
الحب الحقيقي
الحب الحقيقي هو أجمل شعور يُمكن أن يمر به الإنسان، والمقصود هنا الحب بشتى أنواعه، وليس حب الحبيب لحبيبته فقط، بل حب الأسرة والعائلة والأصدقاء، لكن هل لايزال الحب موجودا في أسمى صوره؟! .سؤال تصعب الإجابة عنه، في ظل ما أصبحنا نعيشه من مشاعر مزيفة، ومجتمع تحكمه المصالح، فأصبحت الأحاسيس غير حقيقية، ومؤقتة، وإن كان ظاهرها الحب، فهو إلا أنه يهيمن عليها هدف ما أو مصلحة بعينها!.
إقرأ أيضاً: الشابي ..شاعر الحب والحياة
عبر عن حبك
في المقابل هناك آخرون لديهم الحب، ولكنهم يفتقدون القدرة على التعبير عن مشاعرهم، والسؤال هنا أين الحب؟ لماذا اختفى؟ لماذا يرتبط ظهوره بالمصلحة؟.
إذن أين المشكلة؟ هل نقول إنعدام التربية السليمة؟ لا أعتقد؛ فهناك أُشخاص يتمتعون بالأخلاق، لكن يرتبط الحب والود لديهم بالمصلحة؛ فتجد أحدهم يتواصل معك من أجل المصلحة فقط، يحب أن يُظهر للآخر أنه ممتلئاً بالشهامة والمروءة، وبمجرد تعارض مصلحته مع وجودك يدهسك تحت قدميه، فيتكون بداخلك ذكرى سيئة عن الحب حتى تكره في يوم أنك أحببت.
التعبير عن الحب للأبناء
وهناك آخرون تملؤهم الطيبة والحب، لكنهم يعانون من نقص تام في التعبير عن مشاعرهم تجاه الآخرين خصوصاً مع أبنائهم، وهو عيب خطير؛ لأنهم في كثير من الأوقات، أو طيلة الوقت، يحتاجون إلى الإستماع إلى كلمات الحب، أو حتى الكلام الطيب، وإلى الأحضان التي تشعرهم بالأمان والطمأنينة.
ومع افتقاد كل هذه المشاعر،يشعر الطفل أنه غير محبوب، ويصاب بإضطراب في الشخصية، وينعكس ذلك على سلوكه، وقد يستمر ذلك الإضطراب ملازماً له طوال حياته.
الحب والتربية النفسية
يبدو أن الموضوع مرجعه للتربية النفسية؛ فيجب أن نهتم بالتربية النفسية لأطفالنا، ونزرع الحب بقلوبهم والزرع يكون بتقديم الحب وإظهار مشاعرنا التي تجعلهم يشعرون بالدفء، والأمان، ومن ثم ينعكس ذلك على تصرفاتهم، ويكون بإمكانهم تقديم الحب للآخرين، ويصبح الحب لديهم غاية، يسعون دائماً للوصول إليها؛ لتزدهر حياتهم بالأمان والطمأنينة.
إقرأ أيضاً: بعد لقاء رامي جمال مع منى الشاذلي: هل الحب من أول نظرة حقيقي ؟
الحب من أجل الحب
مع الأخذ الاعتبار أن نزرع فيهم،عدم ارتباط الحب بالمصلحة، ولكنه الحب من أجل الحب. وبذلك نكون قد حققنا الدفء الأسري وزرعنا الحب بين الأخوه والأب والأم، ومن ثم تأتي الروابط القوية، والصداقات بمعناها الأصيل ، ويساعد كل منا الآخر فقط من أجل الحب.
الحب الرومانسي
وإذا تأسس مفهوم الحب بهذا الإخلاص، فيبقى من السهولة وجود الحب بين حبيبين، إنه الحب الرومانسي، حيث لا يريد كل منهما من الآخر سوى الحب، ليس لخداع كل منهما للآخر، والتلاعب بمشاعره من أجل التسلية، ولكن البقاء مع بعضهما البعض، ومن ثم تكوين أسرة تملؤها الحب والدفء والأمان وهكذا تتكرر وتستمر الكَرة،حتى يعم الحب الحياة.

الكلمات المفتاحية
#الحب،#الحب أجمل إحساس،#الحب الحقيقي،#الحب الرومانسي،#الحب من أجل الحب،#عبر عن حبك،#التربية النفسية،#الدفء الأسري،#الأمان،#مشاعر،#رؤى شبابية.