أثناء التوجه إلى العمل في الصباح آتى صوت شادية مغرداً من مذياع السيارة قائلة “القلب معاك ثانية بثانية…لو حتى تروح آخر الدينا” من كلمات فتحي قورة، وألحان العبقري منير مراد.
وبالرغم من أن تلك الاغنية ظهرت عام 1958 أى قبل 67 عام من اليوم إلا أن كلماتها ومعانيها تمثل الحب في أسمي صوره وألطفها.
ولكن بعد الإستماع إلى عدة مقاطع من أغنية شادية مثل المقطع الذي يقول “أنا هبعت روحي تهيم حواليك ع البعد عشان تفتنلى عليك”.
“بتكلم مين وتبص لمين …في غيابي و مين حليت في عينيك… إياك إياك …لأبقى مخصماك”.
إقرأ أيضاً للكاتب : منير مراد والزمن الجميل
إعادة صياغة أغنية شادية بمستجدات العصر
بدأت في استحضار روح السخرية؛ في محاولة لإعادة صياغة الأغنية بمستجدات العصر من تقنيات وأدوات تختلف كثيراً عن تلك التي كانت متاحة في حينها.
فبدلاً من أن “تبعت روحها تهيم حواليه” من الممكن أن تقوم شادية بتركيب كاميرات مراقبة صغيرة في الأماكن التي يذهب إليها!.
أو أن تقوم شادية بتثبيت أحد برامج المراقبة والتتبع بهاتفه الذكي، و بذلك تستطيع أن تعرف “بيكلم مين و بيبص لمين”.
شادية وباقة إنترنت كبيرة !
وتوضح أغنية الفنانة شادية أيضاً مدى الإرتباط حين تقول “هبعتلك كل دقيقة سلام، من ساعة ما أصحى لحد ما أنام”.
وهذا من الممكن أن يحدث من خلال الإتصال التليفوني المتكرر، أو إغراقه برسائل قصيرة، أو على الواتساب أو الماسنجر.
وهو ما يتطلب أن تكون متصلة بشبكة الإنترنت طوال الوقت؛ لتستطيع أن “تبعت له كل دقيقة سلام”، وهى حالة ستكلفها الكثير من المال؛ لإقتناء باقة إنترنت كبيرة!.
و بالرغم من أن ختام الأغنية يشير إلى أن الإرتباط الروحى هو الأهم “أنا قلبى معاك لو حتى تروح أخر الدنيا أخر الدنيا” .
حيث أن الذهاب إلى آخر الدنيا سنة 1958 يوحى بإنقطاع سبل الاتصال إلا أن “آخر الدينا 2025” لا تعنى ذلك على الإطلاق.
ذلك أن شبكات الهاتف المحمول تغطى الكرة الأرضية كلها جنباً إلى جنب مع شبكات الإتصالات التي تعتمد على الأقمار الصناعية.
إقرأ أيضاً للكاتب : توأم البهجة
تطبيقات التواصل الإجتماعى
و مع توافر تطبيقات التواصل الإجتماعى المتعددة تستطيع أن تستمر في رؤيته والحديث معه.
حتى أثناء تسلقه لقمة جبال الهيمالايا وهى تجلس في غرفتها تستمع إلى أغنية عاطفية عبر اليوتيوب!.
أوحتى أثناء قيامها بتصفيف شعرها لدى الكوافير!.
و لكن للأسف فإن هذه الأغنية تتجاهل المقولة الأخرى التي تقول “إبعد حبة تزيد محبة”، وهو ما يؤكد على أن “خير الأمور الوسط” هو الأمر الأفضل على الإطلاق.