الدكتور عاصم حجازي أستاذ علم النفس التربوي المساعد بجامعة القاهرة
في ظل ما نشهده من تطورات كبيرة على المستوى التقني، وما أفرزته الثورة الرقمية من أدوات ووسائل وعلى رأسها الذكاء الإصطناعي، فإن الإكتفاء باستهلاك المعرفة لم يعد كافياً، وتفرض هذه الثورة الرقمية بطبيعتها تحديات كبيرة على الأسر، بل والدول أيضاً ليس فقط فيما يتعلق بجانب إنتاج هذه الوسائل والأدوات أو حتى في كيفية التعامل معها.
ولكن من جهة أخرى ينظر لهذه الأدوات على أنها وعاء تنتقل من خلاله الأخبار والمعلومات وبالتالي؛ فأنها تسهم بنصيب وافر في تشكيل البنية المعرفية للأبناء، والتي تشمل معتقداتهم وأفكارهم وقناعاتهم؛ لذا كان من الضروري وضع قائمة بالمهام التي يجب أن تقوم بها الأسرة؛ للسيطرة على هذا الزحف التكنولوجي والاحتفاظ بدورها الأساسي في تشكيل بنية الأبناء المعرفية بشكل صحيح .
ومن المهم في هذا الإطار أن تعمد الأسر إلى تدريب أبنائها على أن يفكروا في كل ما يقابلهم من أخبار أو معلومات بطريقة صحيحة تضمن عدم إنسياقهم وراء الشائعات أوالأفكار المغلوطة، وألا يصدقوا كل ما يرونه أو يقرأونه على صفحات التواصل الاجتماعي أوغيرها .
إقرأ أيضا للكاتب: كيف تتعامل مع الشخصيات الصعبة ؟
بل عليهم أن يتحققوا من صحة المصدر وصحة المعلومة، وأن يسيطروا على عواطفهم بشكل أفضل حتى لا يقعوا ضحية للإبتزاز العاطفي واللعب بمشاعرهم، وعلى الأبناء أن يتعلموا أن يشاركوا الأسرة في مناقشة أي أمرغريب أو يثير مشاعرهم أو يثير تفكيرهم على الإنترنت حتى يحصلوا على النصيحة في وقتها الصحيح
وهناك جانب اخر لابد من أن تهتم الأسرة بتعليمه للأبناء، ويكون جزءا من التربية، يتعلق بالاستخدام الأمن للإنترنت والحفاظ على الخصوصية والأمان على الإنترنت واستخدامه بشكل آمن ومفيد، وهي مهارات يجب أن تتعلمها الأسرة أولاً. أما فيما يتعلق بإنتاج أدوات الذكاء الإصطناعي والمشاركة الفعالة في هذا الجانب؛ فهو مطلب مهم جداً وتعززه الدولة وتدعمه بكل قوة وعلى الأسرة أن تسعى للاستفادة من هذا الدعم بتعليم الأبناء البرمجة لأنها الآن أصبحت من ضروريات العصر ومن أهم ركائز المعرفة .
إقرأ أيضا للكاتب: القدوة في التربية : الحال أفضل من المقال !
إن الرحلة قد تكون شاقة وتتطلب مجهوداً، ولكنها في النهاية مثمرة، وعلى الأسرة أن تدرك تماماً أنها ليست مخيرة في الاهتمام بهذه النقاط، ولكنها يجب أن تساعد أبنائها على التقدم؛ حتى لا تحدث بينهم وبين مجتمعهم فجوة معرفية تعوق تواصلهم، وتعوق نموهم النفسي والاجتماعي والمعرفي؛ فيجدون أنفسهم في عزلة عن العالم فرضتها عليهم الثورة الرقمية، أويجدوا أنفسهم أداة في أيدي العابثين بأفكارهم ومشاعرهم .
الكلمات المفتاحية
#الأبناء،#الأسرة،#الأسر،##التعليم،#الإنترنت،#الذكاءالإصطناعي،#البرمحة،#د.عاصم حجازي.أفكار،#مشاعر،مقالات،#التربية.