شحاته زكريا كاتب يضيء زوايا الإنسانية بقلم صادق ورؤية عميقة
في حياة كل منا شخص من ذهب.. نجحنا أن نفرط فيه!
في لحظات”متهورة”يسودها الإندفاع، التسرع، أوالغضب اللامحسوب، قد لانشعر فيها بقيمة من حولنا ، ونخسرأثمن ما نملك …الأحباء أو”أقرب المقربين” الذين لايمكن وصفهم سوى أنهم”أشخاص من ذهب”.
كانوا دائما بجانبنا، لايريدون منا شيئا سوى أن نكون بخير.. تمر الأيام ونحن نغفل عنهم، نهدروقتناً في ملاحقة من لا يستحقون، نغلق أعيننا عن العطاء الحقيقي الذي كان يسكن قلوب من قدموا لنا كل شيء من دون أن يطلبوا أي شيء في المقابل.
في حياة كل منا شخص صادق، لايسعى إلى مصلحته، يهتم لأمرك أنت، يقف إلى جانبك في كل محنة، يمنحك حبه واهتمامه من دون انتظار الثمن، لكننا أحيانا لانرى هذه النعمة، لا نشعر بها، لا نمنحها المكانة التي تستحقها في قلوبنا، نتصرف بلامبالاة، ننسى التقدير، وربما نفقده في النهاية.
مثال مؤثرمن الواقع، فكرفي صديق قديم كان دائما حاضراً عندما احتجت إليه، يقدم لك الدعم حتى دون أن تطلب. مرالوقت وأصبحت مشغولاً بعلاقات جديدة، لا تدرك قيمته إلا عندما تختفي مشاعره الحقيقية من حياتك.
قد يهمك أيضا : بمناسبة مسلسل “عمر أفندي”: عن “عمى الدبب” و”مشش الركب” و”البو” ! (azwaaq.com)
وفي يوم ما، تجد نفسك وحيداً، تلتفت لتبحث عنه فلا تجده، حينها فقط تستوعب أنك كنت تمتلك كنزاً وضيعته بيديك، إنها اللحظة الحاسمة في حياة الشخص النقي الذي لايجد التقديرالكافي في حياتك، سيأتي عليه وقت يجمع فيه مشاعره ويرحل، قد لايخبرك بذلك، وقد لا يترك أثراً، لكنه سيبتعد؛ لأنه تعب من إهدارمشاعره في مكان لا يقدّرها.
عندما تدرك خسارته، وتقررالعودة لتبحث عنه، قد تواجه الحقيقة القاسية:”جاي بعد إيه؟، في تلك اللحظة فقط ، ستشعربثقل الفراغ الذي تركه، وستدرك أن من فضلتهم عليه لن يعوضوك أبدا عن حبه وإخلاصه، ستواجه نفسك بحقيقة مؤلمة: “لقد أضعت من كان لك سنداً دون أن أشعر”.
قد يهمك أيضا : كيف نعالج أخطاء الأبناء؟ (azwaaq.com)
لذلك عليك دوماً أن تتذكر: إن الأشخاص النادرين هم نعمة لا تُقدربثمن، إذا كان لديك شخص في حياتك يقدم لك العطاء بلا حساب، بلامقابل، بلاضجيج، احترمه، قدره، ولا تجعل غرورك، أوإنشغالك يبعدك عنه؛ لأن اللحظة التي تتخلى فيها عنه، أو تعامله فيها بدون احترام كافِ قد تكون اللحظة التي لايمكن بعدها العودة مرة أخرى.
لاتدع إنشغالك، أوغضبك أوإغراءات الحياة أوغرور اللحظة يجعلك تخسرمن يحبك بصدق، إسأل نفسك قبل أن تفقدهم: هل ستجد من يعوضك عنهم حقاً؟ لأنك قد تسمع وقتها: “جاي بعد إيه؟”.