كتبت : ندى علي
هذه اللوحة هي واحدة من روائع الفنان المصري كلاي قاسم، وتصورقصة “الملك خسراوان مع الحكماء الثلاثة”، الذين تقدموا إلى الملك يطلبون الزواج من بناته الثلاثة، ولكنه سخر من شيبتهم، وإعطائه ثلاثة هدايا مقابل الموافقة على هذه الزيجات.
و بعد أن قطع الملك العهد معهم، أعجبته الهدايا، فآثرها لنفسه، وحبسهم إلى آخر القصة، حتى تبين له سوء ما فعله، وأن من قطع عهد فعليه تنفيذه حتى تستقيم حياته؛ فتحول الحكماء الثلاثة إلى ثلاثة شباب، وقرر الملك أن يزوجهم بناته.
إقرأ أيضا :الفنان كلاي قاسم يفتتح معرضه “رسائل مؤجلة” في غاليري “موشن” غداً
قصة “الملك خسراوان والحكماء الثلاثة”
ويقول الفنان كلاي قاسم ل”أذواق”:”إن قصة “الملك خسراوان والحكماء الثلاثة” ومثل هذه القصص وغيرها التي تضمنتها “ألف ليلة وليلة”، تحمل مضامين وحكم وعظات؛ لتهذيب الروح التي كانت تبثها شهرزاد بدهاء وحنكة لتغير بها عقلية شهريار من دون أن يدري، ومن هنا وجدت نفسي متأثراً بها وأجسدها في هذه اللوحة”.
وكانت هذه اللوحة واحدة من مجموعة أعمال للفنان جسدت مرحلة فنية مختلفة وثرية أدخل فيها مفردات بصرية جديدة إلى عالمه الموجود على المسطح.
إقرأ أيضا : “إحتفالية القرد والحمار” … معرض جديد لصلاح المر بغاليري”بيكاسو”
ومن المفارقات أن ما أخذ الفنان كلاي قاسم إلى حكايات “ألف ليلة وليلة” التي استلهم منها هذه اللوحة وعددا آخر من أعماله الفنية هو عشقه للأوبرا!، يقول الفنان في حديثه ل”أذواق”:” كان الأمر ينبع من تجربة شخصية، عندما اشتغلت على مشروع “المرأة المصرية” التى وجدت لنفسها مكاناً ومكانة فى العالم، وكان من حسن حظى إختيارى للراقية والفنانة العالمية المتشبعة بحب عملها فاطمة سعيد، والتى أحببتنى فى الأوبرا من حكاياتها لى؛ فهى تنقل إلى الصورة بنوع من الشغف الذى عبرت من خلاله عن أوبرا “الناى السحرى” التى أدتها فاطمة سعيد ببراعة” .
كلاي قاسم و”ألف ليلة وليلة”
ويتابع ” وبعدها وقع إختيارى على “أوبرا عايدة”؛ لارتباطها بهويتنا وتاريخنا؛ فوجدت فيها ما أحب من التعبير عن الأبرا التى أحبها ولكن بصبغة مصرية، وهذا ما أسعدني وكنت أنتوي في معرضي هذا على تصوير ل” أوبرا “أكسير الحب” …تلك القصة الإيطالية الرائعة، إلى أن كان بالصدفة في حوار فني مع أحد الأصدقاء نتحاور حول الموروث الثقافى العربى، وإذ بى يجذبنى هذا الحديث إلى قراءة كتاب “ألف ليلة وليلة”.
ويواصل كلاي حكايته قائلاً:” ولكنني وبالرغم من سعادتي بتلك الصور التي تلتف حولي فى السماء عند قراءتها إلا إننى وجدتها مجحفة للمرأة العربية بشكل كبير لا ترى فيها إلا الجسد، فتركت قراءته ولإنجذابى لها ظللت أبحث حتى وجدت كنوزنا التى لا يعرف عنها الكثير فوجدت”ألف ليلة وليلة “الإذاعية ذلك الكنز الذى استمروا فى تسجيله 26 عاما هذا المجهود الجبار لطاهر أبو فاشة و محمود شعبان؛ فعندما كنت أستمع إليها كانت تتدفق الصور والشخوص إلى مخيلتي بنوع من الإستمتاع الشديد”.
تجربة كلاي قاسم في الإستلهام من الأدب
وعن إستلهامه من الأدب قال كلاي قاسم :” أرى أن الفنون جميعها ترتبط ببعضها البعض، إرتباطاً وثيقاً؛ فالموسيقى والفن التشكيلى والأدب و الأوبرا والمسرح أجدهم مكملين لبعضهم البعض؛ ولذا عندما أنتوى عمل صورة معبرة عن إحدى الفنون كالأوبرا أو الأدب فعند سماعها أو قرائتها أجدها كأطياف من حولي، ولكن لا أمنحها صيغة السرد أو المشهد، إنما أحاول الإستفادة من مضمون وفلسفة القصة، والتعبير عنها من خلال مفرداتها”.
الكلمات المفتاحية
# حكايات فنية، #لوحة “الحكماء الثلاثة” للفنان كلاي قاسم،# كلاي قاسم، #تشكيلي مصري، #الفن التشكيلي،#لوحة فنية، #ألف ليلة وليلة، #قصة “الملك خسراوان مع الحكماء الثلاثة”، #شهرازاد،#أوبرا عايدة،#الأوبرا،#فنون،#أذواق.