جميعنا يمتلك قدراً من الإبداع يختلف مستواه من شخص لآخر، ولكن الإنسان بطبيعة تكوينه العقلي الفريد مؤهل لاتخاذ خطوات وطرح أفكار تتسم بالحداثة والابتكار، إلا أنه قد يعوق نمو هذه القدرات أو يمنعها من الظهور بعض العوامل البيئية أو الثقافية أو الاجتماعية أو الشخصية، كما قد يعمل الإثراء البيئي والتعديل في بيئة الفرد الثقافية والاجتماعية والمادية على تحرير طاقاته الإبداعية.
وهناك مجموعة من الإجراءات التي قد تفيد في جعل أفكار الفرد وقراراته واختياراته أكثر إبداعاً، عليك أن تضعها في اعتبارك، وتفكر ماذا ينقصك، كي تحرر طاقتك الإبداعية.
دعنا نناقش بعضها اليوم، ونقف أمامها ونتاملها، على سبيل المثال تبرز هنا أهمية الاستفادة من الخبرات السابقة والبناء على ما وصل إليه السابقون وعدم تجاهل ما أنجزوه؛ فالإطلاع الواسع والقراءة المتعمقة والبحث الجاد من أهم الأدوات التي توفر قاعدة معرفية لدى الفرد، والتي يمكنه من خلالها أن يؤسس عليها لفكرته الإبداعية.
قد يهمك أيضا : التربية الثقافية … ضرورة حياتية (azwaaq.com)
فعليك أن تتذكر دوما أن الأفكار الإبداعية لا تأتي من الفراغ، وإنما تحتاج إلى قاعدة متسعة من المعرفة والخبرة وكلما اتسعت هذه القاعدة كانت فرصة ظهور الإبداع أكبر.
أيضاً من المهم أن تف فكر كمبدع؛ فالمبدعون يفكرون دائماً في بدائل غير تقليدية، ويبحثون عن الحلول البعيدة والمتعددة، ولا يكتفون بطريقة واحدة للحل؛ من هنا يصبح من الضروري أن تجعل تفكيرك دائما في أكبر قدر ممكن من الحلول، ولا تقيد نفسك بحلول تقليدية وجاهزة، بل حتى بالنسبة للحلول التقليدية حاول أن تطورها أو أن تعرضها بطريقة جديدة. .
وعليك أن تنظر للموضوع الواحد من أكثر من زاوية، وأن تجرب أن تغير طريقة تفكيرك في الموضوع ، هنا أنصحك أن تنظر إليه بعين الناقد وأن تستطلع آراء الآخرين إن أمكن، تأكد من إدراك جميع جوانب القضية أو المهمة التي تشغلك؛ فتعدد وجهات النظر يوفر فرصا أكبر لظهور الإبداع. .
خصص وقتا وجهدا كافيا لممارسة الأنشطة الإبداعية، وتمتع بقدر كبير من التفاؤل و المشاعر الإيجابية وحافظ على نشاطك الجسمي والذهني، أيضا اتجه إلى ممارسة الرياضة بانتظام، و تناول غذاء صحيا وخذ وقتا كافيا من النوم والراحة؛ فالمخ لكي يبذل نشاطا معرفيا خلاقا فإنه يحتاج إلى الغذاء الجيد ودورة دموية نشطة تضمن وصول الأكسجين بكميات كافية إليه..
ولكي تحرر طاقتك الإبداعية أيضا عليك كن مرنا ومنفتحا على الآخرين وتقبل الاختلاف وتقبل وجهات النظر وناقشها وحاول تفهمها والاستفادة منها وتقبل الخطأ من نفسك ومن الآخرين، وخذ من الإخفاقات التي تعترض طريقك دروسا تمنحك المزيد من الخبرة.
اهتم بالتدريب واكتساب المهارات؛ فالإبداع لا يأتي من الفراغ،واهتم بالقراءة فهي وسيلتك الأساسية لاكتساب المعرفة وتوسيع مداركك وتنمية الخيال والإبداع لديك، ولاتنس أن التنظيم من الخطوات المهمة التي تعمل على توفير الظروف الملائمة لظهور الإبداع؛ فتنظيم المهام وتنظيم البيئة المادية التي يعمل أو يعيش فيها الفرد تعتبر من أهم بواعث الإبداع؛ لأن الدماغ تعمل بكفاءة في ظل وجود تنظيم للمهام والمعلومات بالإضافة إلى تنظيم البيئة المادية.
قد يهمك أيضا : ألم…جارة القمر (azwaaq.com)
احرص على توسيع بيئتك؛ فالخروج للتنزه في الأما:كن المفتوحة لا يقتصر دوره على الترفيه فقط وإنما يؤدي دورا مهما في توسيع بيئة الفرد وتعرضه للكثير من المثيرات التي تستثير تفكيره وتنشط ذهنه وتحفزه على الإبداع.
الضغوط النفسية هي العدو الأول للإبداع فإحرص على التخلص من ضغوطك أولا بأول ومارس تمارين الاسترخاء وكون شبكة دعم نفسي واجتماعي قوية من الأصدقاء والمقربين ولا تدع الضغوط تتراكم عليك ولكن اكتشف أسبابها واسع لحلها.
لا للاستسلام للمشاعر السلبية مثل الغضب والحزن والضجر فهي تعطل عمل المخ وتقلل من كفاءته؛ لذلك تخلص منها ولا تدعها تسيطر على تفكيرك، واحرص على مصاحبة المتفائلين والمرحين والإيجابيين وابتعد تماما عن مصاحبة المحبطين والمتشائمين.
وأخيرا احرص على أن تقدم لنفسك التعزيز والدعم والتشجيع وكافئ نفسك باستمرار على كل إنجاز تقدمه واحرص على اكتساب عادات إيجابية باستمرار كالتخطيط والتأمل وعادات العمل اليومية.