الوسوف، سلطان الطرب، أبو وديع، تلك بعض من أكثر الألقاب قرباً إلى قلب المطرب السوري الكبير جورج وسوف.
و ربما لايعرف الكثيرون أن جورج وسوف المولود في الثالث والعشرين من ديسمبر (كانون الأول) عام 1961 ، قد بدأ في الغناء في سن العاشرة.
وخلال تلك الفترة الطويلة تغيرت نبرة صوته من الطفولة إلى الشباب إلى الرجولة، وقريباً سيصل إلى مرحلة الكهولة-65-عاماً، وما يزال صوته مميزاً.
حتى أن بعض المطربين اشتهر بقرب صوته من “سلطان الطرب” مثل المطرب اللبناني الراحل جورج الراسي وغيره الكثير.
إقرأ أيضاً للكاتب : عفواً… في المعرفة “مالكش حجة”!
مصري الهوى
وخلال مشواره الطويل تميز جورج وسوف بالغناء باللهجة العامية المصرية، التي أحبها كثيراً .
كما تعاون المطرب السوري الكبير مع الكثير من كتاب الأغاني والملحنين المصريين.
وبالرغم من قلة زياراته إلى مصر، إلا أنك تشعر أنه مصري الهوى بجدارة؛ ولذلك تجد له ملايين المعجبين من مختلف الفئات.
فتجد أن جورج وسوف يسمعه الإرستقراطيون، ويسمعه متواضعو الحال بنفس الشغف، والحب، والسلطنة، وغير ذلك من مختلف الفئات.
رحلة جورج وسوف
ومع تغير نبرة صوت جورج وسوف بقوا يحبونه خلال رحلته الطويلة؛ فتجد أن أغانى مثل “حلف القمر”، و” الهوى سلطان” تختلف كثيراً عن فترة المنتصف الشهيرة.
عبر أغانى مثل “يا بياعين الهوى”، و”كلام الناس”، و” طبيب جراح” وصولاً إلى ما بعد إصابته بالجلطة في 2011.
وهو ما أثر على قدرته على التحرك على المسرح، و لكن لا شيء يهم، يكفى أن الوسوف موجود.
وكذلك يكفي أن جورج وسوف سيشدو، وسيقف أمام جمهوره؛ فلكل حاجة من حالاته رونقها وجماله.
ذلك بالرغم من معاناته الشخصية، التى يبرع الفنان في تحويلها إلى طرب، وإبداع، و مشاعر دافقة واضحة للجميع.
إقرأ أيضاً : توأم البهجة
فجيعة أبو وديع في إبنه
وحتى بعد فجيعته في ولده “وديع” في يناير عام 2023 ، تصور البعض أن الوسوف سينتهى، ولن يغني مرة أخرى.
و لكن ماحدث أنه سرعان ما ظهر مرة أخرى، لكنه ظهر أكثر نضجاً و أكثر إنسانية.
وهى ما ردها إليه الجمهور بالعودة إلى لقب “سلطان الطرب”، والتقليل من عن تلقيبه ب”أبو وديع”؛ وذلك حرصاً على مشاعره.
جورج وسوف وأم كلثوم
ويحب سلطان الطرب أن يستمع إلى أغاني كوكب الشرق أم كلثوم ، وكذلك أغاني العندليب عبد الحليم حافظ، وظلا
معه في كل حفلاته.
وذلك نظراً لموهبته وتذوقه للفن؛ حيث جعله ذلك يقدرأصحاب الطرب، خاصة أن خامة صوته القوية تعشق كل ما هو أصيل.
فلم ينس جورج وسوف يوماً الأصالة، والمحافظة على هويته العربية ويقول في لقاء متلفز:”علينا أن نحتفظ بالأصالة الوفية واللغة العربية”.
وقال أيضاً :”كل فنان مطلوب منه يهذب صوته بالاستماع إلى نجوم الزمن الجميل، وليس سهلاً على المطرب الرجل تحديداً أن يغني لكوكب الشرق أم كلثوم”.
إقرأ أيضاً للكاتب : الربع الكبير من القرن ال 21 : حدثني كيف ستقضي وقتك القادم !
ما سر جورج وسوف ؟
ودائما ما يتساءل الكثيرون : عن سر هذا الرجل، هل هي حلاوة الصوت؟، لكن أى صوت؟، هل هو صوت الطفل أم الشاب اليافع؟.
أم تراه هو صوت الرجل قاهر المرض؟، ولا أحد يدرى كذلك، هل يمكن أن يكمن السر في كلمات الأغانى أم الألحان؟.
ومع كل هذه الإجتهادات في التحليل، لسر جورج وسوف، لا يصل أصحابها إلى شيء! .
بل أنهم يعودون أدراجهم معترفين بأن الوسوف ظاهرة إنسانية، وكاريزما بنيت على الصدق والتواصل والأداء.
وذلك قبل أن تبنى على حلاوة الصوت، والأذن موسيقية، أو انتقاء الكلمات والألحان و إن كانت كل تلك العوامل مجتمعة موجودة فيه.
متعك الله يالصحة أستاذ جورج وسوف، وكل عام وأنت متاأق، و تمتعنا دائماُ بصوتك وأعمالك التي تترك آثارها .