بقلم : محمود مطر
حين سُئلت كوكب الشرق أم كلثوم عن مطربها المفضل من الرجال، قالت بلا تردد :” أنه محمد قنديل ..وأنه المطرب الوحيد القادرعلى أن يطربها ويمتعها بغنائه”، وهو في رأيها صاحب صوت قوي ودافئ ومختلف ، إنه إذن مطرب أم كلثوم المفضل.
وكانت قد بادرت مبكراً بإشراكه معها في الغناء في فيلم “عايدة”، وهو صاحب خصوصية غنائية، وربما يرى البعض أن أم كلثوم قالت هذا الرأي الداعم لقنديل، والمفضل له، نكاية في عبد الحليم حافظ، ومن باب المكايدة، والكل يعرف أن علاقتها بالعندليب الأسمر، لم تكن أبداً على ما يرام.
والواقعة الشهيرة بينهما حين غنت أم كلثوم في إحدى احتفالات ذكرى ثورة يوليو أمام الزعيم جمال عبد الناصر، فأطالت كثيراً إلى وقت متأخر جداً؛ لكي تفوت الفرصة في الوقت والمساحة الزمنية على حليم، الذي كان مقرراً أن يغني بعدها هي واقعة معروفة للجميع، وساعتها تكلم حليم قبل أن يغني وألمح إلى قصدية أم كلثوم وهدفها من الإطالة في الغناء قبل فقرته.
إقرأ أيضاً للكاتب : نوستالجيا الحب الضائع
صوت محمد قنديل .. الجميل الأسمر
غير أن هذا “الرأي الكلثومي” لم يكن يجافي حقيقة مهمة، هي أن محمد قنديل بالفعل، هو صوت قوي ومختلف ومبهر، وصاحب أغانِ شديدة التفرد في تاريخ الغناء العربي، وأغاني من قبيل “جميل وأسمر” و”أبو سمرة السكرة”، و”ثلاث سلامات”، و”يا رايحين الغورية”، و”يا أهل إسكندرية”، و”يا حلو صبح يا حلو طل”، و”بعودة يا رمضان” هي أغاني صنعت خصوصية وتميزاً حقيقياً لقنديل، وخلقت له ذائقته الغنائية الخاصة في الغناء العربي.
إبن شبرا نشأ في بيئة فنية
وربما لايعرف الكثيرون أن المطرب المصري محمد قنديل هو إبن بيئة فنية، أبوه كان عازفاً موهوباً للعود، وجدته كانت مطربة قديمة تدعى “سيدة السويسية”، وأخوه عبد الله كان صاحب صوت جميل، وقام بالتمثيل في بعض أفلام أوائل الأربعينيات؛ لذلك بدأ قنديل المولود في في حي شبرا نهاية عشرينيات القرن الماضي، حياته الغنائية والفنية مبكراً حين شدا بأغنية “يا 100 لطافة يا تمر حنة” عام 1946، وعمره لم يكن قد تجاوزالسابعة عشرة.. ثم توالت أغنياته التي زادت على الثمانمائة أغنية.
محمد قنديل و الغناء العاطفي
وعلى تفرد قنديل في اللون الغنائي الشعبي، فإنه أيضاً تفرد في الغناء العاطفي، وقد غنى بتمكن واقتدار أغلب الأشكال الغنائية؛ فغنى الموال والطقطوقة والأغنية ذات الإيقاع الحديث وغيرها، وقام بالمشاركة بالغناء في بعض الأفلام السينمائية؛ فغنى مثلاً” يا مهون هونها” في فيلم “صراع في النيل”، وغنى “يا حلو صبح يا حلو طل يا حلو صبح نهارنا فل” في فيلم “شاطئ الأسرار” وغنى أغنية “مالي بيه أنا مالي بيه” في فيلم “إبن ذوات” لإسماعيل ياسين، وغنى في أخريات حياته تتر مسلسل “الأصدقاء” .
محمد قنديل الممثل
و رغم أدائه بعض الأدوار في عدد من الأفلام، فإنه كممثل لم يحقق النجاح والقبول اللائق به كمطرب شهير، وربما كانت ملامحه الشكلية والجسمانية هي السبب في عدم تحققه على مستوى التمثيل؛ فقد كان ضخم الجسم، يلعب رياضتي المصارعة، ورفع الأثقال؛ لذا اعتزل التمثيل منذ نهاية السبعينيات.
إقرأ أيضا للكاتب : الشابي ..شاعر الحب والحياة
الحياة الخاصة لمحمد قنديل
أما عن حياته الخاصة، فقد تزوج الفنان المصري في بداياته من الراقصة رجاء توفيق، ثم طلقها، وتزوج من خارج الوسط الفني، ورحل قنديل في يونيو (حزيران) عام 2004، عن خمسة وسبعين عاماً، لكنه يبقى في وجداننا واحداً من مطربينا العظام، امتلك موهبة صوت نادرة، وكان وسيظل رقماً مهماً في تراثنا الغنائي، وربما خاصمته نجومية الشكل والكاريزما شأنه شأن عمالقة غناء آخرين مثل كارم محمود، وعبد العزيز محمود ،وعبد الغني السيد، وغيرهم، لكنهم ينتظمون في سلسلة إبداع لا يتكرر، لكنه ولكنهم سيظلون جميعاً، عمداً راسخة في تاريخنا الفني والغنائي الأصيل.
الكلمات المفتاحية
#ثلاث سلامات للجميل الأسمر محمد قنديل، #محمد قنديل،#المطرب محمد قنديل،# نشأة محمد قنديل،#أغاني محمد قنديل،#أفلام محمد قنديل،#محمد قنديل وأم كلثوم،#المطرب المفضل لأم كلثوم،#محمد قنديل إبن شبرا،#محمد قنديل حياته الخاصة، محمد قنديل الممثل،#فنان،#فنان مصري #مطرب مصري،#نوستالجيا،#محمود مطر .