كتبت : ندى علي
تحت رعاية سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، نظمت وزارة الثقافة الإمارتية اليوم حفل تكريم الفائزين بجائزة “البُردة” العالمية لعام ،2024 في نسختها الثامنة عشرة في “متحف اللوفر” أبوظبي، و يأتي ذلك تزامناً مع العام العشرين لإطلاق هذه الجائزة التي تحتفي بالأعمال الفنية الإبداعية في الأنماط الفنية الإسلامية التقليدية، وقد استقطبت في دورتها الحالية أكثر من 1080 مُشاركاً من أكثر من 50 دولة.
وتم اختيار “النور” موضوعاً لجائزةِ هذا العام؛ بهدف تسليط الضوء على قوة الفنون وقدرتها على إنارة سبل الفهم والسلام والإبداع، واستلهَمته جائزة هذه الدورة من النص القرآني الكريم في الآية 15 من سورة المائدة: “قَدْ جَاءَكُم مِّنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ”.
“درب النور” … دعوة لاستلهام تعاليم النبي محمد ﷺ
وتضمنت الأمسية عروضاً أدائية بعنوان “درب النور”، كدعوة لاستلهام تعاليم النبي محمد ﷺ وتجسيدها في حياتنا، تنوعت ما بين فن تعابير المالد الإماراتي والمولد المغربي إلى جانب عروض مختلفة من حول العالم، فيما يمثل دعوة لاستلهام تعاليم النبي محمد ﷺ وتجسيدها في حياتنا المعاصرة، وضم العرض 5 أجزاء، يشكل كل منها متعة روحانية، تفيض بالإيمان و السلام، فكانت البداية مع “نور الوحي” مع المالد الإماراتي الذي يرمز لبزوغ فجر جديد مع قدوم النبي ﷺ، ومن ثم” نور الأخوّة”، وفيه إمتزجت أصوات المالد الإماراتي مع المولد المغربي في احتفاء بالأخوّة وقوة الوحدة، مروراً بفصل يحمل عنوان “نور الرحمة” التي أدت خلاله فرقة “المولد المغربية “مدائحاً لرحمة النبي ﷺ، تلاها فصل “نور المعرفة”، والتي أدته هند حمدان التي روت شوق الساعي للمعرفة واليقين، ثم قدمت بوجا غايتوندي فصلاً بعنوان “نور الإيمان” بأنغام القوالي،واختتمت العرض أغنية “درب النور” التي أدتها فرقة موسيقية محلية.
معرض “حين تشرق الشمس في الأفق”

ويقام مواكبة ًللجائزة معرض فني بعنوان “حين تشرق الشمس في الأفق”، ويضم المعرض 60 عملاً فنياً رائعاً في فنون الخط والتذهيب والشعر والفن المعاصر، فيما يمثل لعشاق الفن الإسلامي، والباحثين، و الأكاديميين، و الفنانين، رحلة ممتعة بين أرجاء الفنون الإسلامية، وتبرز قدرته على المزج بين أساليب التعبير الكلاسيكية، وسمات الإبداع الحديث بتناغم فريد.
وأشرَفت على اختيار المعروضات وتنسيقها ثلاثُ سيدات إماراتيات متخصصات في تأسيس المتاحف، ذهبنَ إلى متحف “الآغا خان” في تورونتو بكندا أواسط هذا العام؛ لحضور برنامج تدريبي متخصص، وذلك في إطار مذكرة تفاهم وُقّعت نهاية العام الماضي بين متحف الآغا خان ووزارة الثقافة الإماراتية؛ بهدف فتح المجال أمام مبادرات التعليم المشترك والتبادل الثقافي من خلال برامج تدريب ميداني سنوية، وورشات عمل للطلاب والمحترفين الشباب حول الحوار بين الثقافات، وأخذت المشرفات الثلاث عند تصميم المعرض واختيار معروضاته بعين الاعتبار طريقة تلقي زواره في أبو ظبي، بينما سيشهد هذا المعرض عند إنتقاله إلى كندا في صيف العام المقبل إجراء بعض التغييرات عن المعرض الحالي.
من جهتها قالت فاطمة المحمود، من الفريق الإداري في متحف المستقبل (في دبي)، وإحدى المسؤولات عن اختيار المعروضات ل”أذواق”:” إن جائزة البردة تغيرت كثيراً على مدار العشرين عاماً الماضية من خلال:
إضافة فئات جديدة: مثل الفنون المعاصرة والخط العربي التجريدي والتصميم، فضلاً عن إطلاق مبادرات بارزة: منها المهرجان الثقافي، معرض منحة البردة ومنحة البرد، كما شمل التغير تنوع الرؤى؛ فمع كل وزير ثقافة أضيفت لمسات خاصة، مثل تطوير الأداء، اختيار المواضيع السنوية، وتعزيز التفاعل المجتمعي، كما أصبحت الجائزة منصة شاملة للاحتفاء بالإبداع الإسلامي بجميع أشكاله.
وتتيح هذه الجائزة للفنانين والشعراء من مختلف أنحاء العالم فرصة الالتقاء والتعبير عن تقديرهم واحترامهم وحبهم للفنون الإسلامية، من خلال الكلمة المكتوبة أو المنطوقة أو الفنون البصرية، وفق سارة بن صفوان من المشرفات على متحف غوغنهايم أبو ظبي (قيد التأسيس) وإوإحدى المسؤولات عن اختيار معروضات معرض البردة، والتي قالت ل”أذواق”:”يسهم ذلك بدوره في نقل وإبراز أهمية الفنون الإسلامية عبر القرون إلى العالم، بالإضافة إلى تسليط الضوء على الفلسفات الإسلامية التي تُعزز نجاح وإزدهار الإنسانية جمعاء.”
وقالت الدكتورة أولريكا الخميس مديرة متحف “آغا خان” للفنون الإسلامية ” :”إن تشكيلة متحف آغا خان فيها أعمال فنية إسلامية عمر بعضها ها يصل إلى ألف وثلاثمائة سنة، وتسعى إلى إبراز التنوع الموجود في العالم الإسلامي والترابط والتفاعل الذي كان حاضراً طوال التاريخ بين الحضارات المختلفة للعالم الإسلامي والمجتمعات والدول غير المسلمة الموجودة”.
وأضافت” أن الأعمال الجميلة والقيمة في المجتمع تركز دائماً على الحوار بين الثقافات والفهم المشترك للثقافات، وكذلك تسلط الضوء على ما يربطنا ببعضنا جميعاً كبشر” وأشارت إلى :” هناك ركنان أساسيان لوجود المتحف؛ الأول الاحتفاء بإنجازات ومساهمات المسلمين والحضارات المسلمة عبر التاريخ. والثاني تسليط الضوء على الترابط الموجود بين شعوب وحضارات العالم ككل”.
و لفتت الدكتورة أولريكا الخميس “إنه عندما ينتقل هذا المعرض إلى كندا في صيف العام المقبل سيضع المشرفون عليه بعين الاعتبار أنه يخاطب مجتمعاً مختلفاً عن الموجود في أبو ظبي، فعندما ننقل المتحف إلى كندا سنأخذ بعين الاعتبار أن الزوار مختلفون بالكامل، وعلينا أن نضع المعرض بالنسبة لهم ضمن سياق تاريخي يساعدهم على التواصل مع الأعمال وفهمها بشكل إيجابي. وهكذا سنضيف إلى المعرض الحالي الكثير من الأعمال التي في متحف الآغا خان ليحقق هدفه الأفضل مع زواره الكنديين”.
الفائزون بجوائز “البردة” في دورتها الثامنة عشرة

وكرّم معالي الشيخ سالم بن خالد القاسمي الفائزين بالجائزة في الحفل؛ حيث تم تقليد الشاعر ياسين حزقر بالجائزة الأولى عن فئة “الشعر الفصيح”، فيما حصل على المركز الثاني الشاعر نجم العلي، وحلّ ثالثاً الشاعر أحمد محسن أحمد محمد عبد اللائي، وذهب المركز الرابع من نصيب الشاعر حسين سليمان عبد الله، أما الشاعر محمد عبد الرؤوف علي الطيب فحلّ خامساً.
وعن فئة “الشعر النبطي” نال الشاعر عوض العوض المركز الأول، تلاه الشاعر محمد حمدان العنزي ثانياً، والشاعرة بدرية البدري ثالثاً، وحلّ رابعاً الشاعر علي محمد إبراهيم المجيني، وكان المركز الخامس من نصيب بدر حامد محمد البهلولي.
وفي فئة “الخط العربي التقليدي”، نالت المركز الأول مريم نوروزي خليلاني، فيما حصد أحمد علي نمازي المركز الثاني، وحل ثالثاً عبد الباقي بن أبو، وفي المركز الرابع محمد الحموي وخامساً صائم غوناي.
أما في فئة “الخط العربي المعاصر”، فنال المركز الأول داودي عبد القادر، وفي المركز الثاني سمية خراساني، وحل ثالثاً ضياء الجزائري، ورابعاً محمد سعيد، وخامساً رضا جمعي.
وفي فئة “الخط – الزخرفة التقليدية”، حلت افسانه مهدوی في المركز الثاني، يليها محسن مرادى ثالثاً، ثم محبوبه ابراهیمیان رابعاً، وفي المركز الخامس ريان شيدا كونن.
واستحدثت الجائزة ثلاث فئات جديدة هذا العام وهي “الشعر الحر” و”الزخرفة المعاصرة” و”التصميم التايبوغرافي”، حيث نال الشاعر أحمد الحطاب المركز الأول في فئة الشعر الحر، يليه الشاعر عادل زيطوط في المركز الثاني، فيم حل ثالثاً الشاعر عمرو حسين، أما في فئة “الزخرفة المعاصرة”، حلت في المركز الأول محبوبه مهدوی، وفي المركز الثاني فاطمة عنان دودوكخو، وزینب شاهی في المركز الثالث.
وتصدرت ياسمين نعيم المركز الأول، في فئة “التصميم التايبوغرافي”، يليها علي أورعي في المركز الثاني وفي المركز الثالث دعاء محمد الرشيدات أبزيد.
“البردة” … منصة عالمية تستلهم قيم الإسلام السمحة

وحضر حفل التكريم كل من معالي الدكتورة آمنة بنت عبدالله الضحاك، وزيرة التغير المناخي والبيئة، ومعالي نورة الكعبي، وزيرة دولة، ومعالي خليفة شاهين المرر وزير دولة، ومعالي الدكتور علي راشد النعيمي، رئيس مجموعة الشعبة البرلمانية الإماراتية في الاتحاد البرلماني الدولي ، ممثل المجموعة الجيوسياسية العربية في اللجنة التنفيذية للاتحاد، وسعادة الدكتور علي بن تميم، رئيس مركز أبوظبي للغة العربية، وسعادة هدى إبراهيم الخميس كانو، مؤسس مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون، وسعادة أحمد التازي سفير المملكة المغربية لدى الدولة، وسمو الأمير رحيم آغا خان، رئيس لجنة البيئة والمناخ التابعة لشبكة الآغا خان للتنمية، وجايان أوميروفا، رئيسة مؤسسة ﺗﻄﻮﻳﺮ اﻟﻔﻨﻮن واﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻷوزﺑﻜﻴﺔ، إلى جانب عدد من السفراء، ومسؤولين من الجهات الحكومية في الدولة.
وإنطلق الحفل بكلمة افتتاحية لمعالي الشيخ سالم بن خالد القاسمي، وزير الثقافة، أكد فيها أن جائزة البردة هي منصة عالمية تستلهم قيم الإسلام السمحة، وتُبرز عظمة الفنون الإسلامية وروعتها، بوصفها لغةً تجمع الشعوب، ووسيلةً لتعزيز الحوار الثقافي بين الحضارات المختلفة، بما ينسجم مع مساعي دولة الإمارات إلى تعزيز التفاهم المتبادل بين الشعوب في المنطقة والعالم.
ورحّب معاليه بالمملكة المغربية التي جرى اختيارها كضيف شرف لدورة هذا العام ، تقديراً لمساهماتها في عالم الفنون الإسلامية، وتأكيداً على التزام الجائزة بالاحتفاء بالتميز الفني والتراث الثقافي الإسلامي.

وحصلت “مدرسة الصنائع والفنون الوطنية” بتطوان، خلال الحفل، على جائزة تقديرية، تكريماً لإرثها العريق على صعيد تطوير المهارات الفنية للطلبة في عدة مجالات مثل النحت، والخزف، والتصميم، والتي كان لها أثر بارز في الحفاظ على التراث الثقافي المغربي الأصيل.
مذكرة تفاهم بين وزارة الثقافة وﻣﺆﺳﺴﺔ ﺗﻄﻮﻳﺮ اﻟﻔﻨﻮن واﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻷوزﺑﻜﻴﺔ
وجرى على هامش الحفل توقيع مذكرة تفاهم بين وزارة الثقافة، ممثلة بسعادة مبارك الناخي، وكيل الوزارة، وﻣﺆﺳﺴﺔ ﺗﻄﻮﻳﺮ اﻟﻔﻨﻮن واﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻷوزﺑﻜﻴﺔ، ممثلة بالسيد عزيز بيك مانوبوف، نائب رئيس المؤسسة، وذلك بهدف تعزيز التبادل الثقافي بين البلدين، مع التركيز على إحياء وتكريم التراث العريق المشترك في مجال حرف النسيج، وتشجيع الرؤى والتفسيرات المعاصرة لهذه الممارسات الإبداعية الأصيلة.
وكانت جائزة البُردة أُطلقت عام 2004، وتستمد اسمها من “قصيدة البُردة” الشهيرة التي نظمَها في مديح النبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) الشاعرُ الصوفي المصري الإمام البوصيري، في القرن الثالث عشر الميلادي، السابع الهجري، وتقدّم المسابقة الجوائز في فئات الخط العربي، والشعر العربي، والزخرفة الإسلامية، وتُضمّ الأعمال الفائزة كل سنة إلى مجموعة “البردة الفنية”.
الكلمات المفتاحية
# تكريم الفائزين بجائزة البردة العالمية،#حفل تكريم الفائزين بجوائز البردة، #جائزة البردة،# جائزة البردة الدورة الثامنة عشرة،#الفائزون في مسابقة البردة،# “قصيدة البُردة”،# الإمام البوصيري،#فئات جائزة البردة،# مجموعة “البردة الفنية”،#متحف أغاخان،# متحف “اللوفر”أبو ظبي،# الفنانين، #الشعراء،#الخط العربي،#الفنون الإسلامية،#الفنون البصرية، # معرض “حين تشرق الشمس في الأفق# أذواق.