تصوير : علي الدين أحمد
إذا زرت مصر أو كنت من أهلها وقررت القيام بجولة سياحية في القاهرة، للاستمتاع بأجواء رمضان على الطريقة المصرية، فثمة أماكن عديدة يمكنك التوجه إليها، لكن يبقى لمنطقة “ “تحت الربع “ طابع خاص يميزها عن سائر الأحياء و المناطق الأخرى، ليس فقط لأنه يحتضن العديد من الورش الصغيرة التي تقوم كل عام بتصنيع فوانيس رمضان استعدادًا للشهر الكريم، ولكن لأنك داخله تستنشق رائحة التاريخ وتتمتع بمجموعة من المعالم الأثرية و المعمارية التي تتحدى الزمن؛ ومن هنا هي وجهة سياحية رمضانية بامتياز ترشحها لك ”أذواق” لزيارتها في هذا الشهر الفضيل، سيما إذا كنت ترغب في شراء فوانيس وزينة رمضان بسعر زهيد .
قد يهمك أيضا : أهم وجهات سياحة الأكواخ في مصر (azwaaq.com)
منطقة “تحت الربع” … هنا تشتري زينة رمضان بأسعار زهيدة ـ تصوير علي الدين أحمد (أذواق)
يقول الفنان المصور علي الدين أحمد ل”أذواق”:”هو من أروع الأماكن التي تجتذب السياح والفنانين لرسمه أو تصويره فوتوغرافياً؛ ولذك قمت بالعديد من الجولات فيه، وقمت بالتقاط الكثير من المشاهد التي تعبر عن الاستعداد لاستقبال رمضان، ووثقت مشاهد من البهجة والعناصر التي تزينه والتي يحرص الكثيرون على شرائها من الباعة والورش الموجودة فيه”.
ويرتبط تاريخ إنشاء سوق “تحت الرَبع” ببناء مدينة القاهرة نفسها على يد جوهر الصقلي عام 358هـ عندما جعل سكن عساكرالبربر والسودان على يمين الخارج من باب زويلة، وعرف هذا المكان باسم “حارة السودان”، وكانت تنتهى عند الخليج المصرى بباب الخلق.
قد يهمك أيضا : 7 أسباب لزيارة “حديقة الأزهر ” (azwaaq.com)
متاجر وورش فنية ومساجد وبنايات تاريخية في “تحت الربع ” تصوير علي الدين أحمد (أذواق )
واستمر هذا الاسم يطلق على الشارع حتى فترة حكم الملك الظاهر بيبرس الذى قام بتطوير الشارع وتقسيم المساحة المحيطة به و أنشأ ربعاً، وأسفله سوق كبير عام 1263م كمنطقة سكنية و تجارية، على أن يستخدم دخلها للإنفاق على بناء مدرسته المشهورة في شارع “بين القصرين”، وأطلق عليه اسم “الرُبع” بضم الواو ، ولكن حرّفته العامة بعد ذلك إلى “الرَبع” بفتح الراء.
اشتهر “تحت الربع” بأنه من أهم المناطق الحيوية في القاهرة، وتميز بتصنيع وبيع فوانيس رمضان بالطريقة التقليدية القديمة المقربة لوجدان المصريين، ولطالما توجهت إليه الأسر المصرية لاقتناء الفوانيس والزينة والمجسمات مثل الدمى و عربات الفول المرتبطة برمضان منه في أجواء احتفالية حميمية بينما تعلو أصوات الأغاني الشهيرة التي تأتي من الراديو والمسجل والمرتبطة بالشهر الكريم لتضفي مزيدا من الفرحة و الدفء في القلوب، ويستمتع الجميع بروائح البخور التي تلف المكان وتزيده روحانية .
التراث المادي واللامادي يسكنان منطقة “تحت الربع ” على مر العصور تصوير علي الدين أحمد (أذواق)
وبرغم ماشهده الشارع من عمليات تطوير كثيرة وتحديث على مر العصور إلا إنك حين تزوره تشعر إنك إنتقلت عبر الزمن إلى مصر القديمة بكل عبق التاريخ والأصالة؛ فهو لايزال يحتفظ بأهم معالمه وملامحه التارخية الفريدة، فضلاً عما يتمتع به من فنون العمارة التي تجسد وتتحدث عن مرحلة زمنية مهمة من التاريخ المصري العريق.
المكان يسرد حكايات البشر و يعكس تراثهم ـ تصوير علي الدين أحمد ( أذواق)
إذ إنك داخل منطقة “تحت الربع” تستطيع الاستغراق في التراث المصري سواء كان التراث المادي مثل البنايات و الجوامع العتيقة، التي تأخذك إلى طرز معمارية متفردة و محتويات وتفاصيل أثرية نادرة، كما إنك تعيش مع التراث اللامادي عبر ما تلتقي به من طقوس وعادات وتقاليد باقية عبر مئات السنين، يدهشك إنها لم تتغير ولم يمسها الزمن بسوء، وستبقى في وجدان وفكر المصريين.
مجسمات وفوانيس و زينة رمضان في كل ركن بالمنطقة تنقل إليك دفء وروحانيات الشهر الفضيل ـ تصوير علي الدين أحمد (أذواق
الفنان علي الدين أحمد (أذواق)