لماذا أتطرق إلى تأثير الإذاعة و التليفزيون الآن ؟!.
خلال السنوات الماضية، والتي انتشر فيها استخدام منصات التواصل الاجتماعي، وارتفعت أعداد المشاركين فيها والعالم لم يعد كما كان!.
فالإعلام التقليدي من خلال الإذاعة والتليفزيون ـ بمختلف المحطات والقنوات ـ يحاول أن يستمر في إحداث التأثير القديم.
في زمن لم يكن هناك أسرع منه في نشر الأخبار والآراء مقارنة بالصحف والمجلات، ولكن هل نجح في هذا؟!.
إقرأ أيضاً للكاتب : محمد مظهر الذي لا يعرفه أحد
تباين الآراء حول تأثير الإذاعة والتليفزيون
دعونا نستعرض الآراء المختلفة بين تلك التي تؤكد أن السطوة والانتشار والتأثير مازالت لدى الإعلام المرتبط بالإذاعة والتليفزيون من جهة .
ومن جهة أخرى بين تلك التي تؤكد أنه زمنه قد ولى إلى غير رجعة.
بل بين تلك التي ترى أن تأثير الإذاعة و التليفزيون سيستمر، ولكن بصيغ جديدة ، وأدوات وآليات مختلفة.
ربما يكون منها القبول بالدمج والتزاوج؛ فالأمر لا يعدوا إلا مجرد انتشار الكثير منها.
أدوات جديدة
في حين أن هناك قنوات أخرى غير تقليدية في شكلها، ولكن في الحقيقة الأمر يختلف اختلافا جوهريا.
وذلك لأن ببساطة الأدوات الجديدة ليست أجهزة استقبال فقط ، بل هي أجهزة استقبال وإرسال في نفس الوقت. فالجميع متلقى، و من يرغب في أن يكون مرسلاً فالأمر لن يكلفه شيئا.
ماذا لو كان للجمهور فرصة الإرسال عبر الإذاعة و التليفزيون؟ !
تخيل عزيزي القارئ هل كان الإعلام سيستمر في العقود السابقة إن أمكن اختراع جهاز تلفزيون قادر على الإرسال مثلما هو قادر على الاستقبال؟!.
بحيث يستطيع أي شخص الجلوس أمام هذا الجهاز، والبدء في بث ما يرغب فيه، حتماً كان الأمر سيختلف كثيراً.
وبالتأكيد كان دورالإذاعة والتليفزيون ـ وتأثيرهما ومستقبلهما ـ مختلفاً إلى أقصى الحدود .
لم يكن الناس لتلتف حول التلفاز لمشاهدة برنامج ديني، أو علمي، أو أدبى، أو ثقافي، أو انتظار نشرة الأخبار أو فيلم السهرة.
ولم يكن العقل الجمعي ليتشكل بنفس الصورة، ولم يكن الجميع ليتسمع إلى أم كلثوم أوعبد الحليم وغيرهما من المطربين.
بل ربما كان البعض سيستمع الى مطرب قابع في الريف، أو أقاصي الصعيد، أو في أي مكان مجهول يغنى كما يحلو له.
إقرأ أيضاً للكاتب : ب””الهداوة ” !
مواقع التواصل الإجتماعي و الوضع الحالي
هذا هو الموقف الحالي، الجميع يشاهد الجميع، والجميع يدلو بدلوه فيما يفهم وفيما لا يفهم.
ونجد أنماطاً جديدة، مثل وجود أشخاص مؤثرين، يأتي تأثيرهم من حجم المتابعة والمشاهدة.
وهنا تكمن الخطورة؛ فالحجم لا يدل على القيمة، ولا يدل على الأهمية، أضف إلى هذا أن الأمر لا يقتصر على النطاق المحلي.
بل يتخطاه إلى أي مكان على وجه الأرض، على أن يوجد في هذا المكان شخص يمسك بيده جهازاً متصلاً بشبكة الإنترنت.
المحتوى وأسلوب العرض
التحليل السابق غير مجدي؛ فالقطار تحرك ويسير بسرعة هائلة نحو نهاية لا يعلمها إلا الله وحده.
فهل نستطيع أن نتدخل لتكون نهاية سعيدة وآمنة؟، هل يكون ذلك بالتركيزعلى محتوى الإذاعة والتليفزيون و أسلوب العرض؟.
ومن خلال أيضاً التخلي عن الأنماط القديمة التي لا تناسب عصر السرعة المجنون الذى نحيا فيه؟.
هل من الضروري أن يضع الخبراء خارطة طريق لخطة الإنقاذ، ويكون المحتوى هو الأولوية الأولى والوحيدة ؟.
ومن ثم نركز على آليات وصول المحتوى لأكبر عدد ممكن من البشر ؟ .
و كذا أيضا مكافحة المحتوى المغلوط، أوالفاسد؟ أم سيستمر أسلوب العزف المنفرد لكل فريق، وفى النهاية يصاب المتلقي بالصمم، وتشتيت الفكر؟.