بقلم : عبد السلام الزغيبي
وصل المترو متأخرا 20 عاما إلى عاصمة الشمال اليونان ثيسالونيكي، ثاني مدن اليونان، على بدء العمل لإنشائه، بسبب اكتشافات أثرية مهمة تشهد على التاريخ الطويل لهذه المنطقة خلال الفترة الهلنستية، ثم في ظل الإمبراطوريتين الرومانية والبيزنطية ينقل خط المترو الآلي، الذي قامت بتنفيذه شركة “هيتاشي” اليابانية للسكك الحديد، بالتعاون مع فرعها في ايطاليا، نحو 250 ألف راكب يوميا في هذه مدينة يزيد عدد سكانها عن مليون نسمة.
سيكون متاحاً لركاب المترو عند توقفهم في بعض المحطات مشاهدة مجموعة مختارة من 300 ألف قطعة اكتُشِفت أثناء الأشغال، من خلف واجهات زجاجية سميكة مدينة ثيسالونيكي التي نشأت في القرن الرابع قبل الميلاد وسميت على إسم الأخت غير الشقيقة للإسكندر المقدوني، كانت مركزاً مهماً للإمبراطورية الرومانية قبل أن تصبح المدينة الثانية في الإمبراطورية البيزنطية بعد القسطنطينية، ثم واصلت المدينة النمو في ظل الإمبراطورية العثمانية، وانتقل إليها آلاف اليهود المطرودون من إسبانيا في القرن الخامس عشر.
إقرأ أيضاً للكاتب : “السلام على الغريب في أرض الأحلام”… معرض لروبرت مكابي
كان من المفترض أن ينتهي العمل سنة 2012 في مشروع إنشاء مترو ثيسالونيكي الذي تقرر عام 2003، لكنّ الشركات المشاركة في المشروع أشهرت إفلاسها خلال الأزمة المالية التي شهدتها اليونان، كما كانت إدارة الآثار المكتشفة أثناء الحفريات محور دعاوى عدة أمام المحاكم.بلغت كلفة استخراج الآثار نحو 215 مليون دولار، وأعيد بعضها لاحقا لدمجها في المحطات الجديدة، فقد اكتُشِفَت “كنوز” خلال تنفيذ الأشغال، هي عبارة عن 50 ألف قطعة نقدية وساحتين من الرخام ونافورة بإرتفاع 15 مترا وكنيسة من القرون الأولى.
كذلك عُثِر على تيجان ومجوهرات ذهبية في أكثر من خمسة آلاف قبر، إلى درجة أن وزارة الثقافة اليونانية رأت أن بناء هذا المترو هو أكبر عملية تنقيب إنقاذية تنفّذ على الإطلاق في اليونان، هكذا تحافظ الأمم المتقدمة على كنوزها الأثرية، وتؤسس لحياة جديدة تخدم المواطن.
الكلمات المفتاحية
#إفتتاح مترو ثيسالونيكي، #اليونان،# مشروع إنشاء مترو ثيسالونيكي،# ركاب المترو،#مجوهرات، #السكك الحديد، #عبد السلام الزغيبي.