بقلم الكاتب والناقد المغربي : بوسلهام عميمر
الكتابة تجريب. فبعد مجموعتيه القصصيتين “في فلك الحكايات”، و “حتى يحبك الله”، يطلع علينا الكاتب المقتدر د. محمد فتحي عبد العال بمجموعته المتفردة “إستروبيا”، ابتداء من عنوانها، استلهمها ليعبر من خلالها عن خساراتنا غير المبررة، بما أنه يمكننا أن نكون أحسن. فكل مقومات الانعتاق من تخلفنا واللحاق بركب الأمم المتقدمة متوفرة لدينا، لكن للأسف حالنا ليس أحسن مما عبر عنه الشاعر الجاهلي أبلغ تعبير، بقوله :
كالعيس في البداء يقتلها الظمأ والماء فوق ظهورها محمول
مجموعة متميزة شكلا ومضمونا، مبنى ومعنى. متفردة في مزاوجتها بين فن القصة القصيرة و فن القصة القصيرة جدا، بقصتين هادفتين، تنمان عن علو كعب عال في مجال هذا الجنس التعبيري الراقي، الأولى بعنوان “فرح” تحيل على المثل المأسوف عليه “احذر عدوك مرة واحدة و احذر صديقك مرات ومرات”، إذ المفروض الصديق سند عند الشدة والضيق، يفرح لفرحك ويأسى لأساك، وليس مثل ما نجده في هذه القصة، مدة وهي تسر لصديقتها بترددها في الإقدام على محادثة حبيبها ومصارحته بحبها له، فكانت تنصحها بالتريث، إلى أن طلع فجر يوم لتجدها بدلها بجانبه.
الثانية بعنوان “نسيان”، فما أشد على النفس من مقابلة الإحسان بالنكران، والمد بالجزر والود بالصدود والجحود وخاصة لما يكون من أقرب المقربين
وظلم ذوي القربى أشد مضاضة على المرء من الحسام المهند
فبعدما توفيت زوجته ندر نفسه لابنتيه، فحرم الزواج على نفسه إلى أن تزوجتا، فانقطعت أخبارهما عنه حتى من مكالمات يتيمة. وعلى هذا المنوال سار في بقية نصوصه الستة بما قوامه حوالي تسعين صفحة، كالجراح بمشرطه الدقيق يضعه على ما يؤلم جسمنا العربي الجريح، من ظواهر اجتماعية موغلة في التخلف والجشع والأنانية وازدواجية الشخصية، بلغة شفيفة ومنسابة كشلال حطه السيل من عل، وبخيال جامح جموح الخيول في البرية.
دور الأدب في التغيير المجتمعي

فبعيدا عن نظرية الفن للفن، فالكاتب مؤمن بدور الأدب في التغيير المجتمعي، مما جعله يمتح أحداث قصصه وشخوصها من واقعه المعيش، من هنا كان تنويهه من البداية أن “أي تشابه بينها وبين الواقع هو من قبيل المصادفة لا أكثر”ص6 وبحكم تخصصه باعتباره صيدلاني وخبير في مجال إدارة الجودة الطبية الشاملة، وبحكم تكوينه في الدراسات الإسلامية، و بحكم اهتمامه بالتاريخ، وبحكم ولعه بالأدب وشغفه بالقراءة والكتابة، فكتاباته من العمق بمكان، تعكس بفنية عالية هذه الخلطة الكيميائية الغنية. إنه المتعدد في واحد. فحضور كل هذه المكونات كان لافتا في قصصه.
بمهارة المتكن من صرة صنعته، ينقلنا على صهوة قصصه الماتعة إلى رحاب الصيدلة وما يرتبط بها من مستشفيات وأطقم طبية وأدوية، محاولة منه لردم الهوة وتجسيرها بين الأدب والعلم. الأدب بما يعنيه من جموح خيال، ونصوص موشاة بمستلزمات الإبداع الأساسية، والعلم بما يفرضه من إعمال عقل بتعبير القدامى و ملاحظة دقيقة و منطق و تحليل وتحريات و مقارنات وغيرها من أدواته المعروفة.
ظواهر تنخر المجتمع
فمن خلال شخوص قصصه وأحداثها، يستعرض مجموعة من الظواهر الإجتماعية، تنخر المجتمع المصري، وإن كان فهي العملة المشتركة بين كل المجتمعات العربية والبلاد المتخلفة عموما. ظواهر لا تقتصر على طبقة دون أخرى، وإن كان تركيزه الأكبر كان على النخبة المتعلمة، أو ما يعرف بالطبقة المتوسطة، تأكيدا منه أنها من تتحمل المسؤولية العظمى فيما نحن عليه، بدل تركيزه على واقع الفئات الهشة، بما أنها مفعول بها وليست فاعلة.
فقد وضع أصبعه على الجرح، لما استهدف في قصصه بالخصوص قطاعي الصحة والتعليم، إيمانا منه بأنهما أساس تقدم الأمم أو تأخرها. فليس اعتباطا أن يكونا ضمن أهم المؤشرات على سلم التنمية البشرية في تصنيف الدول بجانب الدخل الفردي ومتوسط العمر وغيرها. فلا تنمية بدون صحة جيدة بنوعيها الجسدية والنفسية وبدون تعليم جيد بمواصفات عالمية انتداء من وضع الرجل المناسب أو المرأة في المكان المناسب. وما استهلاله لقصته الثانية “الغاية والوسيلة” بعبارة “البحث عن الثراء .. ذلك هو الدافع الذي جعل وديع فني الصيدلة .. للعمل بإحدى المستشفيات الاستثمارية في مصر”26 فماذا ينتظر من شخص هذا دافعه الأساس لامتهان هذه المهنة؟ ويوافق شن طبقة لما يجد على رأس هذا المستشفى الغريب شخص أغرب، لا علاقة لإسناده المسؤوليات بكفاءة ومهنية.
يقول في ص26 “فحتى انتقاء الكادر الطبي فمسائل اعتماد المؤهلات المطلوبة للقبول بالوظيفة والامتيازات السريرية والخبرات العلمية لا تدخل كمعايير انتقاء وعلى حد قوله :”لا تدخل في ذمته بنكلة” “وهو يباهي أنه جعل من أحد العمال لديه مديرا لإحدى الصيدليات”. وبدل تأديب عاصم على خطأ مهني فادح في حق أحد المرضى مؤكدا بتقرير وزاري، تمت ترقيته في منصب مراقب عام للمستشفى. وليس عبثا أن يضع هذه النقطة تحت مجهر قلمه. إنه السلوك العام في كل البلاد المتخلفة. فضدا على كل القوانين تتم ترقية الانتهازيين وضعاف النفوس بما أنهم أدوات طيعة، بيدي الحيتان الكبيرة من مصاصي الميزانيات. فالغاية تبرر الوسيلة كما هي مثبتة بعنوان هذه القصة.
“ما الذي يصلح الملح إذا الملح فسد؟”
قد يستساغ الفساد في هذا المجال أو ذاك، لكن أن يعشش في التعليم قاطرة بقية القطاعات ويبيض ويفقس وأين؟ في الجامعة، فعلى الأمة السلام. وما تخصيص الجامعة في هذه القصة سوى لمحوريتها ومركزية دورها في صرح بناء الدول.
كما لا يخفى فالجامعات هي مشاتل الأطر العليا تتولى مسؤولية المراكز الحساسة بالدول. فأنى لها أن تضطلع بهذه الأدوار إذا كان على رأسها ومن يتولى تدبير دواليبها أمثال “زهران” في القصة الخامسة، يقول عنه الكاتب “كان البحث العلمي أبعد ما يكون عن اهتمامات زهران”64 فأول ما قام به عند إسناد رئاسة القسم له أن استخدم الميزانية كاملة في تأثيث مكتبه الفخم.
وليقرب الصورة أكثر عن فساد هذا المسؤول، وللإشارة فأمثاله كثر للأسف في واقعنا العربي، يقول في ص65 “وحتى تتسع الغرفة لكل هذا أمر بكل الرسائل الجامعية، التي أشرف عليها طيلة حياته بنقلها من الدولاب الكبير بغرفتيه إلى غرفة السكرتارية الضيقة لتكون ملاصقة لسلة المهملات، ووضع بدلاً منها مجموعة من “البلغ” .. والتي أدمن على ارتدائها بعد إصابته بمرض السكر” فشغله الشاغل كما يقول الكاتب هي النميمة مع الأساتذة، والمكوث مع الزميلات الحسان و “أمره لإحداهن بصنع القهوة .. وفي أوقات انشغالها يرمق جميع أجزائها بنظرات فاحصة ..
فمنهن من كانت تدرك الدور وتقوم به أحسن أداء من أجل اختصار وقت المناقشة والحصول على الدرجة العلمية 65 كل هذا دون الحديث عن ظلمه الصارخ للطلبة سيئي الحظ يكون في لجنة الشفوي فشعاره الدائم “يا واضع الصفر تمهل في وضعه فالصفر موضوع لوحده”66 وبكاريكاتورية يصور جشعه بإرهاقه المادي للطلبة المناقشين باشتراطه عليهم “كباب ميزان اللحم أكثر من الكفتة”.
كل هذا وغيره كثير أبدع الكاتب في وصف فساده، وليزيد في بشاعة صورته، يقول عنه “كان متزوجا من بريطانية كانت تتوق للإنجاب ولما كان العيب فيه هو أوهمها عبر تحاليل مزورة “اصطنعها في معمل دكتور صديقه أن قدرته على الانجاب سليمة مائة في المائة”. فأنى لمؤسسات حساسة هذه حال مَنْ على رأسها، أن تضطلع بمهمتها في البناء والتقدم والتطور؟ !.
قريب منه بشكل أو بآخر نجد شخصية “د. مغربي” مديرالصيادلة ورئيس قسم الجودة بالمستشفى. كان معروفا بصرامته وقدراته وكفاءته. تكفي شهادته لتكون معتمدة لدى كل الجهات المعنية بالصحة والجودة “طبعا لم تكن مجانية، فلكل شيء ثمن والدكتور “مغربي” شعاره الذي يلقيه على مسامع طلابه دوما لا شيء ببلاش .. كل بثمن وما ضاع التعليم الطبي في مصر إلا مجانية التعليم .. ادفع تتعلم”37-36 أين هذه الدعوى من نضال عميد الأدب العربي طه حسين من أجل مجانية التعليم وجودته، الذي اشترطه ليتولى منصب وزارة المعارف في حكومة الوفد. فشعاره كان “التعليم كالماء والهواء”.
كيف تناولت إستروبيا قضية القدر ؟
وبحكم تخصصه في الدراسات الإسلامية وتخصصه العلمي، كانت له وقفة متفردة مع موضوع “القدر” و الأسئلة المرتبطة به من “تصيير وتخيير” لطالما أسال مداداً غزيراً منذ فجر الإسلام، لكن الكاتب تناوله ربما تناولا غير مسبوق. قد نتفق معه كليا أو جزئيا. فالكتابة سؤال قبل أن تكون جوابا، مؤكدا على لسان أحد شخوصه “بلال” «أوقات كثيرة أشعر أن الجينات ليست انتقال صفات مظهرية من الأجداد في الشكل أو المرض، و إنما نرث في كثير من الأحيان حظوظهم وثقل خطواتهم، بل وصنيع الاقدار معهم.
حينما أتأمل حياة أبي وحياة جدي أجد التفاصيل نفسها مع اختلاف الأسماء”54 في رأيه كل شيء يورث بمعنى آخر قدرا مقدرا لا يد للإنسان فيه “ألا تجد عائلات أوربية ملكية تتوارث الهيموفيليا ثمة عائلات أيضا تتوارث الجبن وعائلات تتوارث الحرص وعائلات تتوارث المغامرة وكلها جينات قابعة فينا بقدر معلوم … أنا وأنت وجدي وجدك صور متجددة لخزانة معلوماتية توجه جيناتنا الحياتية، بشكل لا نحيد عنه جميعا سوى في بعض التفاصيل البسيطة، كإختلاف الزمان والظروف الخارجية” 57-56 .
وهو العارف بثنايا غرز المجتمع، وإدراكا منه لما ينخر جسمه، ويبقيه غارقا في تخلفه، لم يفته في مجموعته القصصية هاته أن يسلط قلمه بشدة على آفة النفاق بتمظهراته المختلفة. فلم تكن اعتباطا أن يخصها القرآن الكريم بسورة كاملة تحمل اسمه، وأن يكون المنافقون في الدرك الأسفل من النار، في أكثر من موضع عرض صورهن أبلغ عرض. شخصية عاصم يلقب وسط العاملين معه بشهريار عصره.
إزدواج الشخصية في أبشع تجلياتها، فبعد أن قضى وطره من إحداهن بمنزل “وديع” حتى طلوع الفجر “خرج مسرعا للحاق بصلاة الفجر خلف الشيخ المسكتاوي؛ كي لا يلحظ أحد من أسرته وجيرانه أن شيئا قد طرأ عليه أو على عاداته” وليظهر بشاعة النفاق أكثر فمن يكون هذا المسكتاوي الذي يصلي وراءه عاصم، كان “كلما أتت فتاة مراهقة لمحل العطارة أعطاها حساب الفيس بوك ليضمها لجروب “المرأة الصالحة” ثم بعدها ينصب شباكه نحوها كما كان يعمل مأذوناً في منطقته وكثيرا ما طلق سيدات، وتزوجهن مباشرة بعدها فقد كان يملك حسا فكاهيا مع النساء لا يبارى”ص33 نموذج آخر “سنباطي” أحد مديري الصيادلة بأحد المستشفيات يدلس بالتلاعب في بروتوكولات المضادات الحيوية المعتمد دوليا من أجل كسب أكبر.
“تتوسط رأسه زبيبة كبيرة من الحريصين على أداء الصلاة في جماعة بكل خشوع وخضوع حتى يخرج “ذيل” قميصه من بنطاله” ص 39، نموذج آخر “مغربي” كان معروفا عليه مواظبته على أداء العمرة في رمضان بينما “الأجازات ممنوعة في غيابه حتى يعود مهما كان العذر، ومن أبى فعليه أن يرحل حتى أن أحد الصيادلة كان “بين نارين زيارة أمه أو فقدان عمله. وماتت الام قبل أن يحسم الصيدلاني قراره وحزن لفقدها”42
وبحكم تخصصه في الصيدلة وولعه بالأدب انعكس ذلك بشكل جلي في منجزه هذا، فتوفق في هذا الدمج إلى أبعد الحدود. ففضلاً عما كشف عنه بخصوص بعض أسرار الصيدلة مما يصعب على الناس العاديين إدراكها، فالمجموعة مفعمة بالشروحات الطبية والصيدلية، في ص71 نجده قوله مثلا، “التهاب السحايا بالمكورات السحائية (هي عدوى تسبب تلف الدماغ)” وفي ص78 يقول عن دواء xanax (يحتوي على ألبرازولام .. عقار قصير المفعول من فئة البنزوديازيبين .. يستخدم كمنوم ومهدئ ومضاد للتشنجات كما يساعد على ارتخاء العضلات).
رسالة للتغيير المجتمعي
وإيمانا من الكاتب بأن الإبداع الأدبي فضلا عن مستلزمات الجمال فيه والتي لا مناص منها و غير مسموح التسامح قيد أنملة في درة فيها، فهو رسالة للتغيير المجتمعي نحو الأحسن، لذا فالمجموعة القصصية حافلة بالتوجيهات والرسائل. يقول مثلا في ص79 على لسان مأمون لما لامته ابنته عن تخليه عن امرأة خطبها بلا ذنب أو جريرة “أنت محقة يا ابنتي فالرجل هو الكلمة إن ارتبط فهي مقياس رجولته” وعن الموت قال بعد أن رأى مدى حزن ابنته على انتحار بيلسان بعد أن ترحم عليها “لا تعكري صفو حياتك فالكل راحل والموت هو الحقيقة الوحيدة في حياتنا”ص 84.
المحسنات التعبيرية في المجموعة القصصية إستروبيا

وتبقى الكتابة الأدبية، مهما كانت قوة القضايا التي تطرق أبوابها وتضعها تحت مجهر القلم، ومهما كانت حساسية الرسائل التي تبعثها إلى من يهمه الأمر، فإنها لا تنال وسام شرف الانتماء إلى جنس الإبداع الأدبي، إلا إذا كانت في قالب فني راق، فيه منسوب عال من ماء الإبداع وروائه. المجموعة القصصية “استروبيا” للكاتب محمد فتحي عبد العال، حافلة بالمحسنات التعبيرية من تشبيهات واستعارات وتناصات، يصعب الإتيان عليها مجتمعة، لكن ما لا يدرك كله لا يترك جله. لنتابع معه بعض المقتطفات البديعة، تعبيرات بقدر عمقها الفكري بقدر جمالها الفني، تنم عن علو كعب الكاتب في الفن القصصي، يقول في ص 79 على لسان “مأمون” والد “د. فرح” “حقيقة لم أكن مطمئنا لبليسان فقد كانت متعددة العلاقات قبلي وهوائية القرارات” وفي حديثه عن نفسه بوصف دقيق “كنت لا زلت حديث العهد بالعلاقة مع المرأة لم يكن لي أي تجارب قبلها .. تستطيعين القول كنت “خاما” .. فضعفت وقررت أن أعود إليها”. و في إطار تناصاته، نعرج على ما أورده في ص63 “حل في ظاهره الرحمة لكن في باطن حقيقته العذاب”، إشارة إلى الآية الكريمة في سورة الحديد” فضرب بينهم بسور له باب باطنه فيه الرحمة وظاهره من قبله العذاب”.
كما يحفل المجموعة القصصية”إستروبيا” بتعبيرات آية في الجمال. يقول مثلا في سياق مناقشة بلال لمختار في موضوعة القدر ص57 “فجدك في حقيقة الأمر لم يمت، كل ما هنالك أن جسده انتهت صلاحيته لكن بقيت روحه التي تحمل جيناته القدرية”.
وفي نفس السياق يقول أيضا على لسان بلال “هذه جينات عائلتك تمرح في دمك وتأخذك لمسار تاريخ عائلتك كلها في خدمته”59. و لما للأمثال من دور في تقريب المعنى بشكل دقيق وعميق، فحضورها بارز على امتداد صفحات هذا المنجز الأدبي المتميز. ففي ص69 نجده على لسان والد فوزية ردا على رفضها الزواج من زهران بحجة أنه يكبرها سنا “يا بنتي الراجل ميعيبوش إلا جيبه”. و ليبرز جشع الشيخ عاصم وحتى يعفي نفسه من صداع مطالبهم المعقولة كان يرفع شعار “الشاطرة تغزل برجل حمار”ص28. وفي القصة السادسة “سلف ودين” على لسان بطها “مأمون” في حديثه لابنته “فرح” عن تجارب حبه السابق قبل الارتباط بأمها استدعى هذا المثل “مراية الحب عامية” ص76 أُنْجزت بشأنه دراسات علمية، تؤكد مضمونه بأن بالمخ منطقة مسؤولة عن النقد والتقديرات السلبية لدى العشاق تتعطل كليا، فلا يظهر للمحب أي عيب. ومثله أو قريب منه ما نجده لدى الإمام الشافعي بقوله:
وعين الرضا عن كل عيب كليلة ولكن عين السخط تبدي المساويا
ولما لفن التشبيهات من دور في تبليغ المعانى، تضفي على التعبير جمالية وشاعرية، أولاها الكاتب عناية خاصة، فنجده مثلا في وصفه لإحدى شخصياته التي لا تهش ولا تنش قوله “من طبائع عبد العظيم أنه كالثلج في برودة أعصابه .. لا شيء يستفزه” ولنتصور معه شخصية بهذا المستوى من برودة دم.
وقبل الختم لا بد من التأكيد، أن المجموعة القصصية “إستروبيا” للكاتب د. محمد فتحي عبد العال لغناها المعرفي، ولجمالها الفني، ولأهمية رسائلها وإشاراتها، فإنها تحتاج لأكثر من دراسة، تتناولها من زوايا مختلفة، ومن وجهات نظر متعددة.
إقرأ أيضا : محمد حامد سلامة يحصل على جائزة “الدرع الفضي ل”الأقصر للسينما الأفريقية”
إقرأ أيضا : كيف تخلق الإبداع في حياتك اليومية؟
الكلمات المفتاحية
#إستروبيا،#مجموعة قصصية إستروبيا،#قصة قصيرة،#قصة قصيرة جداً،# بوسلهام عميمر#كاتب وناقد من المغرب،#نظرية الفن للفن،# قراءة في “إستروبيا”،#محمد فتحي عبد العال،# فن،#المجتمع،#الفن للفن.