يعتبر العلم أهم الثروات القومية التي تسعى الدول للحفاظ عليها، ومن هنا تكتسب العملية التعليمية أهمية خاصة في أي مجتمع يسعى للتقدم والرقي.
ومن هنا تسعى الدول إلى تعليم أبناءها أفضل تعليم؛ باعتباره وقود هذه الثروة التي تقوم بتطوير وتقدم المجتمع.
وعلى هذا الأساس تهتم بإنشاء المدارس والجامعات من حيث الكم و الكيف لتعليم أبناءها.
إقرأ أيضاً : رؤى شبابية : الحب أجمل شعور
المرحلة الأولى في العملية التعليمية
وتعتبر المرحلة الأولى من العمر هى أهم مرحلة في العملية التعليمية؛ فالطفل يكتسب كل شئ حوله سواء صحيح أم خاطئ.
ولا يقتصر التعليم على الجانب العلمي فقط؛ فهناك أيضاً الجانب الأخلاقي.
وعلى هذا الأساس أطلقت الدولة اسم “وزارة التربية والتعليم” على الوزارة المعنية بالتعليم، ولم تكتف بكلمة “التعليم” وحدها.
بل سبقت التربية كلمة التعليم؛ ويدل ذلك على أهمية التربية، ودورها المحوري في العملية التعليمية.
مبادي ينبغي أن تسود العملية التعليمية
إذ أن هناك مبادئ يجب أن يتعلمها الطفل؛ وبناءاً عليها يتم بناء العلم، وفي مقدم هذه المبادئ هو الاحترام.
والاحترام يجب أن يكون من قبل المعلم بل جميع العاملين في المدرسة من جهة، والطالب من جهة أخرى.
وهكذا لاينبغي له للإحترام أن يكون من طرف واحد؛ فيجب على المعلم أن يتعامل مع طلابه بطريقة يسودها التقدير للطالب.
وينبغي ألا يتلفظ بألفاظ خارجة، أو يصل الأمر إلى التعدي على طلابه بالضرب المبرح.
حتى وإن انفعل ذلك فهناك أسلوب أرقى من ذلك للتعامل؛ حتى ينعكس ذلك على طلابه بالاحترام لبعضهم البعض كذلك.
ولا يعني ذلك أن المعلم إذا أخطأ يتجرأ الطالب عليه بأي تجاوز أخلاقي سواء بالقول أو الفعل.
فإذا صدر عن المعلم أو أحد المشرفين خطأ على الطالب أو أسرته التوجه للإدارة المختصة لتقديم شكوى، واتخاذ اللازم تجاه المخطيء.
إقرأ أيضاً : أفضل وظائف عن بعد للشباب “ريموتلي”: زود دخلك وحقق ذاتك
تجاوزات الطالب وأسرته تجاه المُعلم
ولكن ما نراه الآن هو شئ يكاد أن يصيب العقل بجنون، فنرى الطالب يتكلم مع المعلم بأسلوب غير لائق، ويرفع صوته ويتفوه بألفاظ غير لائقة.
بل نجد الآباء يأتون إلى المدرسة، ويرفعون أصواتهم على المعلمين، وبتلفظ بألفاظ خارجة بدلاً من تهذيب أبناءهم وإعلامهم بأن طريقتهم لاتليق بمُعلم الأجيال.
أسباب التجاوزات في العملية التعليمية

و إزدادت هذه الحالات مع ظهور ظاهرة المدارس الخاصة المهتمة بالمكسب على حساب العملية التعليمية، فلايعنيها سوى جني المال.
ومن ثم تسمح المدارس بالتجاوزات التي كان من المستحيل أن تشهدها العملية التعليمية في الماضي .
لقد أصبح ولي الأمر يرى أن المدرسة مجرد مكان يُعلم فيه أبناءه بنقوده، فيرفع صوته ويتلفظ بألفاظ خارجة مع المعلمين .
ولكن أغفل ولي الأمر شيئاً مهما، إذا كان قد أدخل أبناءه المدارس الخاصة بدلا من الحكومية،فهو يدفع مالاً؛ كي يحصل أبناؤه على مستوى تعليمي أفضل.
فضلاً عن تمتع الأبناء بفصول تكون بها كثافة الأعداد قليلة، وأنشطة ترفيهيه كثيرة.
فهو يدفع كي يحقق تعليم أفضل لأبنائه من الصعب توفيره في المدارس الحكومية مع وجود هذه الأعداد الهائلة من الطلاب.
ومع إنسياق ولي الأمر وراء هذا الفكر يغفل تهذيب سلوك ابنه، بل يساعدهم على التمادي في هذا السلوك السئ.
أين الحل ؟!
ومع هذا التفكير أيضاً، تظهر تجاوزات أخرى أشد خطراً، بل إنها جرائم مكتملة الأركان، ولم يعد القائمون على التربية والتعليم في بعض المدارس آمنين على الطلبة!.
ورأينا بعض الحوادث أخيرا لاتصدق، من تحرش واغتصاب داخل أسوار المدرسة نفسها!، مثلما رأينا حادث الطفل ياسين التي تحولت إلى قضية رأي عام.
إلى جانب حادث مثل مشاجرة مدرسة التجمع الخامس الدولية، والتعدي على الطالبة كارما.
وهنا تطرح بعض الإسئلة نفسها ما أسباب حدوث ذلك؟ وما هي الحلول؟ .
فليبحث خبراء التعليم و الإجتماع و علم النفس عن الأسباب وليتضافروا معا مع الدولة من أجل إنقاذ العملية التعليمية من التجاوزات و”الجرائم” التي أصبحت تشهدها في أقرب وقت قبل فوات الآوان !.
