تزخرلوحات الفنانة السعودية علا حجازي بالقصص الإنسانية، كما لو كانت ترصد حكايات الأصدقاء والمعارف والجيران، وتحولها إلى رسومات وألوان؛ حتى أنه يمكن اعتبار كل لوحة لها عملا دراميا
مستقلا، وغنيا بالمشاعر والمعاني و الأحداث المشوقة، ويكاد المتلقي يبحث عن نهاية الحكاية التي تحملها له اللوحة، وربما يساهم هو أحيانا في وضع هذه النهاية!.
تأثرت حجازي بدراستها للأدب في جامعة الملك عبدالعزيزفي جدة، و بقراءات والدتها لروائع الأدب العربي، سيما روايات نجيب محفوظ وإحسان عبدالقدوس وعبدالحليم عبدالله؛ فدوماً تشعرحين تشاهد لوحاتها أن الشخوص هم بشر حقيقيون يشعرون ويسعدون، يتألمون بما حولهم ويتحدثون فيما بينهم، بل يهمسون إليك شخصياً، إنهم يسردون قصصهم، ويعبرون لك عن أحاسيسهم.

البيوت والناس والإرث الثقافي في أعمال الفنانة علا حجازي
وهومايفسرلك أيضا لماذا تحتفي الفنانة السعودية بتسجيل حضوراللغة وحروفها ومفرداتها في لوحتها، فكأنما تنظرللغة نفسها كلوحة فنية تزدان بالألوان والزخارف، إلى حد أن الحرف هو في حد ذاته يشكل في اللوحة ثيمة متكاملة تنثرها بتلقائية وبعفوية محببة على مسطحها وبين ثناياها.
وبالرغم من إنها كثيرا ماتجعل لوحاتها تسكن بالموتيفات والرموزوالدلالات إلا أن حجازي لا تعد لوحاتها أعمال رمزية؛ إنما هي على حد قولها “مذكرات لونية” تتوغل داخل النفس الإنسانية، وتروي حكايات متنوعة عن الناس والأجداد والتراث، متأثرة بذلك أيضا بحكايات جدتها الشيقة في طفولتها؛ مايضفي على أعمالها إحساس عميق بالدفء والهدوء والنوستالجيا، يساعد على ذلك إنها كثيرا ماترسم البيوت التي تجعلها مسكونة بالعاطفة، وأحيانا تجعل أمامها شخوص يمارسون نشاطات مختلفة، مثل الأطفال الذين يلعبون الألعاب العربية التقليدية القديمة.

موتيفات ورموز من التراث السعودي ( أذواق)
و تقدم الفنانة تصميمات فنية وتشكيلية جمالية للمنازل ولعناصرمن التراث والفلكلورالسعودي؛ فالفنانة تعشق وطنها، وتمثل لها “جدة” على وجه الخصوص بمبانيها التراثية وإرثها التاريخي مكانة خاصة في قلبها؛ ولذلك سبق لها تجسيدها في الكثيرمن اللوحات؛ كما شاركت من قبل في مشروع«جدرانية جدة» الهادف للتوثيق للمدينة.
إلى هذا يشعرالمتلقي بزخم الألوان الصادحة الطازجة في تفاعلها مع الطبيعة عبر أعمالها؛ تأثراً بالبيئة الثرية التي نشأت فيها بمفرداتها وامتدادها التاريخي؛ مايحثك على الإحساس بالتفاؤل والسعادة والانتماء للبيئة والحضارة العربية بكل اعتزاز بها.
.jpg)
تجسد الفنانة الألعاب التقليدية في إشارة إلى الاعتزاز بالجذور
لاتكتفي التشكيلية السعودية علا حجازي بإبداع لوحات فنية، إنما تقوم من وقت إلى آخر بالرسم على الأخشاب فتقدم قطع من الأثاث والإكسسوارت المنزلية لكنها تبقى محتفظة بطابعها الخاص وهو السرد القصصي باللون والريشة .

قوة الألوان وتناغمها في أعمال علا حجازي التي تزخر بالسرد القصصي ( أذواق )
شخوص لوحاتها لديهم الكثير من الحكايات المفعمة بالإنسانية ( أذواق)