أتاحت التفاعلات المختلفة عبر منصات التواصل الإجتماعي الكشف عن قضية “النفسنة الرقمية”، إضافة إلى الكثير من الإهتمامات والعلاقات السرية بين المستخدمين.
وهذه النفسنة والعلاقات والإهتمامات موجودة وحاضرة بقوة في العالم الرقمي مهما حاول البعض إخفاء ذلك.
والحقيقة أن هذه الإتاحة ليست متوفرة بسهولة؛ فتطبيقات التواصل الإجتماعي لا تتيح الحصول على هذه المعلومات ببساطة.
ذلك بالرغم من أنها معلومات علنية؛ فهي مجرد تجميع لما يقوم به المستخدم من أنشطة وتفاعلات في النطاق العام.
إقرأ أيضا للكاتب: منير مراد والزمن الجميل
النفسنة الرقمية … علنية !
وليس في الغرف السرية، ومع ذلك فإن الحصول عليها لا يمكن إلا من خلال المجهود الفردي، والذى يتمثل في متابعة الحسابات و التفاعلات و المنشورات و الصداقات بين المستخدمين.
هذه المتابعة-إذا استثنينا عامل الخوارزميات- تمكننا من معرفة درجة قرب، أو بعد المستخدمين بعضهم عن البعض.
كما يمكن من خلالها التعرف على حالاتهم النفسية وأنماط حياتهم، مثل أوقات اليقظة، وأوقات النوم، وأوقات العمل، وأوقات الترفيه وخلافه.
كما يمكن التعرف على الحالة النفسية، وعلى الإهتمامات والتوجهات؛ إذ أن الأمر يكون واضحاً للغاية، وهو ما يتحقق أيضاً بالنسبة للإتزان النفسي.
ذلك أن الحياة ليست كلها منشورات دينية، أو رياضية، ولا يمكن أن تكون كلها مقولات للعظماء.
فهذا يدل في أغلب الأحيان على إضطراب ما، كما أن الصمت لسنوات، أوعدم تغيير صورة الحساب لسنوات أيضا له دلالة تختلف عن دلالة التغيير المستمر أكثر من مرة في نفس اليوم.
النفسنة الرقمية … مشكلة عصرية
تظهر أيضاً النفسنة الرقمية، مثل الحقد والغيرة والكره الدفين، كما تظهر مشاعر التملق والنفاق أو المجاملة الحقيقية أو المصطنعة.
كما يظهر إحساس المستخدم بنفسه، وبالحياة من حوله، وتعطى إنطباعاً عن آماله و أحلامه، و ما يرغب في الوصول إليه في المستقبل.
والحقيقة أن الوصول إلى قناعة ما حول شخص بعينه، لن تكتمل إلا برؤية هذا الشخص رؤية العين.
ففي الكثير من الأحيان ترى صورا لرجل فارع الطول، وهو في الواقع شديد القصر أو تري صور لفتاة رائعة الجمال وهى في الحقيقة ليست كذلك.
ببساطة الأول يقوم دائماً بالتقاط الصور من زاوية تعالج قصره، و تلك الفتاه تمتلك فلتراً يعطيها الجمال المفقود.
من الأمور التي تكتمل بالرؤية والمقابلة أيضا هي نبرة الصوت وهذا يعطى إنطباعا وجدانياً عن روح الشخص كما يعطى إنطباعا عن مستواه الإجتماعي والثقافي والتعليمي والأخلاقي أيضاً.
إقرأ أيضا للكاتب: العادات السبع للأشخاص الأكثر فاعلية
مشاعر دفينة
أما المشاعر الدفينة كنقاء السريرة، أو ما قد تحمله من حقد وغل – نفسنة – فتظهر في التفاعل حول منشورات الأصدقاء التي تحمل حدثاً سعيداً أو نجاحات ما.
فنجد أن البعض يتجاهلها عمداً، و البعض الآخر قد يجامل في المواقف المأساوية.
ليس كنوع من الترابط الإنساني ولكن كنوع من التشفي.
أما النوع الصامت تماماً على مواقع التواصل الإجتماعي الذى لا يقوم بنشر أي أخبار، ولا يتفاعل مع أي من منشورات الأصدقاء ولسنوات عدة فإنه يقوم بالولوج إلى تلك التطبيقات مشاهداً ما يحدث فقط!.
فهذا ينبئ كثيراً عن حالته النفسية، وربما يحتاج بعض منهم إلى علاج نفسى سريع.