أثينا/ عبد السلام الزغيبي
تعتبر الأعمال المنزلية ورعاية الأطفال “عملاً نسائياً” بحتًا في اليونان وإيطاليا ورومانيا مقارنةً بالدول الأوروبية الأخرى، وفقاً لمسح أجراه “مركز الدراسات الديموغرافية” في برشلونة، وتم نشره في الصحافة اليونانية.
قام الباحثون باستطلاع آراء 74.630 شخصاً، من الأزواج الذين لديهم أطفال تقل أعمارهم عن 18 عاماً، في 15 دولة أوروبية (النمسا، بلجيكا، إستونيا، فنلندا، فرنسا، ألمانيا، اليونان، المجر، إيطاليا، النرويج، بولندا، رومانيا، صربيا، إسبانيا، المملكة المتحدة).
وأظهرت النتائج التي نُشرت مؤخراً، أن الوقت الذي تقضيه النساء في الأعمال المنزلية في جميع البلدان أكبربشكل كبير، حتى في بلدان الشمال الأوروبي مثل فنلندا والنرويج، إلا أن إيطاليا واليونان
ورومانيا هي الدول التي حصلت على الكعكة!.
قد يهمك أيضاً : هل يهدد البودكاست بقاء الإذاعة الصوتية؟ (azwaaq.com)
في الواقع، حتى النساء العاملات في اليونان اللاتي يجلبن إلى المنزل أموالاً أكثر من أزواجهن ينتهي بهن الأمر إلى القيام بالطهي وغسل الأطباق، وتقضي الأم المتوسطة في اليونان 4.7 ساعة يوميا في الطهي والتنظيف والغسيل وتمشية الكلب وترتيب جداول أفراد الأسرة، بينما يقضي الأب العادي خمس الوقت المقابل.
الفارق في إجمالي الرواتب بين الجنسين
إلى هذا تم العثور على نتائج مماثلة في إيطاليا ورومانيا، وفي اليونان على وجه الخصوص، يصل الفارق في إجمالي الرواتب بين الجنسين إلى 45.2%، بينما يبلغ المتوسط الأوروبي 41.1%.
وأكدت المستشارة الإقليمية فوتيني فرينا: “إن المرأة مثقلة بأدوار متعددة مثل الزوجة والأم والمسؤولة عن رعاية كبار السن في الأسرة وفي نفس الوقت العمل؛ ونتيجة لذلك فهي عدم القدرة على تخصيص الوقت اللازم لنشاطهم الاجتماعي.
والاستثناء وليس القاعدة، هوحالات إعادة توزيع الالتزامات داخل الأسرة بين الشركاء وإعادة توزيع الوقت داخل الأسرة لصالح المرأة أيضاً، ووفقا لبيانات “يوروستات”، تصل الفجوة في الأجوربين الجنسين في اليونان إلى 15%. الفجوة العامة في الأجور بين الجنسين هي الفرق بين متوسط الدخل السنوي للنساء والرجال.
مشكلات تواجه المرأة في اليونان
وهو يأخذ في الاعتبار ثلاثة أنواع من المشكلات التي تواجهها المرأة وهي : انخفاض الأجر في الساعة، وعدد ساعات عمل أقل في الوظائف مدفوعة الأجر، وإنخفاض معدلات العمالة (على سبيل المثال الانقطاع عن العمل لرعاية الأطفال أو الأقارب).
وفي اليونان، يمثل الفارق في إجمالي الدخل بين الجنسين 45.2%. وفقًا للسيدة كارميسيني، يرجع ذلك إلى مزيج من انخفاض الأجور (27% إلى 37% في الاتحاد الأوروبي)، وعدد أقل من ساعات العمل مدفوع الأجر (9% إلى 28% في الاتحاد الأوروبي)، فضلاً عن انخفاض معدل التوظيف.
قد يهمك أيضاً : أبناؤنا… كيف نجعلهم يتسمون باللطف ؟ (azwaaq.com)
عوامل تقف وراء هذه النتائج
وكما تشير نتائج بحث المفوضية الأوروبية، فإن هذه الصورة ترجع إلى عدد من العوامل؛ على سبيل المثال، يشغل الرجال المناصب الإدارية والإشرافية بشكل رئيسي. في كل مجال، يتم ترقية الرجال أكثر من النساء، وبالتالي يحصلون على أجور أفضل، ويبلغ هذا الاتجاه ذروته في المناصب العليا؛ حيث تشكل النساء أقل من 3% من الرؤساء التنفيذيين.
وفي الوقت نفسه، كثيرا ما تتولى المرأة مهام هامة غيرمدفوعة الأجر، مثل الأعمال المنزلية ورعاية الأطفال أو الأقارب إلى حد أكبر من الرجل، و يقضي الرجال العاملون ما متوسطه 9 ساعات أسبوعياً في الرعاية والأنشطة المنزلية غير مدفوعة الأجر، بينما تقضي النساء 26 ساعة، وهو ما يعني 4 ساعات على الأقل يومياً.
إنعكاس هذه الأرقام على سوق العمل
وتنعكس هذه الحقيقة في سوق العمل؛ حيث تقوم أكثر من إمرأة واحدة من كل ثلاث نساء بتخفيض ساعات عملهن مدفوعة الأجر للعمل بدوام جزئي، في حين أن رجلاً واحداً فقط من كل 10 رجال يفعل الشيء نفسه. أي أن النساء يملن إلى قضاء فترات بعيداً عن سوق العمل أكثرمن الرجال، ولا تؤثرهذه الإنقطاعات المهنية على الدخل بالساعة فحسب، بل لها أيضا تأثيرها على الأرباح والمعاشات التقاعدية المستقبلية.