بقلم : عبد السلام الزغيبي
ذات يوم دعتني الدكتورة دينا، لشرب فنجان قهوة في مقهى الأميركيين الشهير في وسط البلد القاهرة، هو كافيه ومطعم “الأميريكين” الذي تأسس سنة 1943 في مصر؛ لتقديم الأكلات والمشروبات المتنوعة، قالت “ماذا تشرب؟” ولكنها لم تنتظرني لأجيب، فواصلت حديثها قائلة” لا تقلي ( كاباتشينو) مثل عادتك في كل مرة نلتقي فيها، جرب مشروب تاني مختلف”.
قلت: وماذا يكون هذا المختلف؟ قالت: أنا سأطلب لك مشروب “الكافيه لاتيه”، أنه مشروب ساخن، ولا يختلف كثيراً عن معشوقك” الكابتشينو”، قلت في نفسي، وبدون أن أظهر لها جهلي بالمشروبات الساخنة، وأنا القادم من أثينا، و “مالوا أشرب واحد لاتيه”، ومنيت النفس بمشروب لذيذ يتفوق على الكابتشينو.
وجاء النادل بلباسه التقليدي الأنيق، يقدم لي المشروب الذي انتظرته، وإذا بي أمام كوب زجاجي كبير، به كمية كبيرة من الحليب المغلي، مضاف إليه قطرات من القهوة، ورغوة كثيفة!!.
رتشفت منه القليل، ورحت أبحث عن طعم القهوة فلم أجده، وقلت يا ليتني بقيت على مشروبي الذي أعرفه وتعودت عليه، ولم استمع لنصيحة الدكتورة، جاملتها وشربت نصف الكباية، وعزمت ألا أتذوق اللاتيه ثانية، واكتفي بالمشروبات الساخنة التي تعودت عليها وأعرفها جيداً، مثل، القهوة العربية والإسبريسو والنسكافيه، و المكياطة التي أدمنت عليها بعد رجوعي ليبيا بعد 2011.
وبمجرد رجوعي للهوتيل، بدأت البحث في الشبكة العنكبوتية عن قصة ” اللاتيه” أو كما يعرف أيضا “كافيه لاتيه”، أو “قهوة لاتيه” عرفت أنه من مشروبات القهوة التي يتم إضافتها مع الحليب على البخار، والإسبريسو واستخدم الكافيه لاتيه لأول مرة في عام 1867 من قبل الإيطالي وليام دين هاولز، وذكره في مقالاته الخاصة بالرحلات وفضله كثير من الإيطاليين مع وجبة الإفطار.
ومن بعده انتشر بقوة في أميركا والعالم، قلت لدي الوقت الكافي للتوسع في مزيد من المعلومات حول هذا المشروب، ربما أحضر يوماًما ماجستير أو حتى دكتوراه في علم “اللاتيه”؛ فهو من المشروبات المفضلة في الصباح؛ بهدف الحصول على الطاقة اللازمة لبدء اليوم والاستيقاظ، بفضل كميّة الكافيين الموجودة بهذه المشروبات.
ونظراً لأنّ اللاتيه أحد المشروبات التي تنّتمي إلى مشروب القهوة؛ حيث تحتوي في تحضيرها على نسبة من القهوة خاصّة قهوة إسبريسو؛ فإنها تمدّ الجسم بفوائد مثلها مثل مشروب القهوة، ويرجع الفضل في تلك الأهميّة التي يحظى بها مشروب اللاتيه إلى احتوائه على مضادات أكسدة، وعدد من الفيتامينات ومجموعة مختلفة ومهمّة من المعادن.
وتشير التقارير إلى أنّ مشروب اللاتيه يساهم في حرق الدهون، ويسهّل عملية الهضم، ويعالج مشكلة عسر الهضم، كما يعمل على ضبط معدّل الكولسترول في الدم، كما يزيد من النشاط والتركيز ويحسّن وظائف المخ والحالة المزاجية، و يزيد اللاتيه من قوة الأوعية الدموية والعضلات، ويحمي من أمراض القلب ومرض السكر.
قلت في نفسي، كل هذا في مشروب واحد وأنا لا أعرف!، مع هذا لن أخبر الدكتوره بهذه الكمية الكبيرة من المعلومات والفوائد الذي يجنيها شارب قهوة اللاتيه، لسببين: أولاهما إني متأكد أنها لا تعلم شيئاً عن هذه المعلومات الثمينة، وثانياً إذا علمت فإنها ستصر إصراراً شديداً على شرب هذا المشروب في كل مرة نلتقي فيها!.
وبإعتبار أن مذاقه لم يروق لي، فأنا أفضل أن أشرب أو أتناول أي شيء يعجبني وأتذوقه، بغرض النظر عن فوائده الجمة من عدمها، وبغض النظر عن الماركة أو الدعاية لنوع معين من البن أو مقهى عالمي مشهور ؛ فكل ما يهمني في الأمر، رائحة القهوة مع اللمة الحلوة و الأحاديث ذات الشجون.
إقرأ أيضاً للكاتب : “السلام على الغريب في أرض الأحلام”… معرض لروبرت مكابي
إقرأ أيضا للكاتب : كوستاس بالافاس..شيخ المصورين اليونانيين
إقرأ أيضاً للكاتب : زيارة إلى متحف كفافي
الكلمات المفتاحية
#الكافيه لاتيه في مقهى الأميركيين،#مشروب الكافيه لاتيه،#اللاتيه،#اللاتيه وليام دين هاولز # كاباتشينو،#قهوة لاتيه،#فوائد اللاتيه،#الإسبريسو،# المشروبات الساخنة،#القهوة،# المكياطة،#النسكافيه،#الكافيين،# مضادات أكسدة،#فوائد،# مقهى الأميركيين،#وسط البلد،#عبد السلام الزغيبي.