بقلم الدكتورعاصم حجازي أستاذ علم النفس التربوي المساعد بجامعة القاهرة
التربية بالقدوة تعد من أنجح الوسائل وأكثرها تأثيراً وأبقاها أثراً وأقلها تكلفة، و قديماً قالوا “إن الحال أفضل من المقال”؛ فإذا أنفق الوالدان معظم وقتهما في توجيه نصائح للأبناء وهم غير ملتزمين بها، فلن يلقي لها الأبناء بالاً مهما تكررت النصائح مصحوبة بالترغيب أو الترهيب.
“نظرية التعلم الإجتماعي” والقدوة في التربية
والعكس صحيح فإذا ألزم الوالدان أنفسهما بفعل الصواب كسجية وطبيعة وبدون تكلف، فإن فرصة ظهور هذا السلوك الإيجابي لدى الأبناء ستكون أكبر، وهناك نظرية مشهورة في نظريات التعلم تسمى ب”نظرية التعلم الإجتماعي”.
وتركز هذه النظرية على دور القدوة والنموذج في تسريع وتسهيل عملية التعلم وإنتقال المعرفة، وتتجلى أهمية القدوة في عدة نقاط، منها أنها تبرز إمكانية حدوث السلوك الإيجابي وعدم استحالته؛ فالبعض يرى النجاح والإنضباط أمراً صعباً، ولكنه حينما يرى أمامه قدوة تحقق هذا النجاح، وهذا الإنضباط فإن الخوف من الفشل يتلاشى والشعور بالقلق والرهبة يتراجع وتزداد ثقة الفرد بنفسه وقدرته على أداء نفس المهام بنجاح.
أيضا القدوة والنموذج يتيحان للملاحظ فرصة جيدة لتقييم الأثر، والتعرف عليه، والتعرف عن كثب على نتيجة السلوك وجدواه؛ وهو ما يجعله أكثر اقتناعاً به وأكثر إيماناً؛ وتزداد بالتالي دافعيته نحو العمل.
إقرأ أيضاً للكاتب : كيف تدير التنافس بين الأبناء ؟ !
القدوة في التربية وسلوكيات الآباء
القدوة أيضا لا تقدم معلومات نظرية وإنما تقدمها في صورة تطبيقية يستطيع الفرد من خلالها الاطلاع على الإجراءات والأساليب والأدوات وأيضا المعوقات والمشكلات وكيفية تجاوزها. وحتى يكون تأثير القدوة فعالا وكبيرا لابد من توافر شروط، منها أن يكون السلوك طبيعياً وبدون تكلف وغير مصطنع.
وأن تتم عملية الربط والنمذجة في مرحلة مبكرة من عمر الطفل، وأن تتوفر في النموذج عناصر الجذب والتأثير التي تمكنه من لفت انتباه الطفل وكسب ثقته، وأن يسهل ملاحظة السلوك لدى النموذج بحيث يكون واضحا وبسيطا وأن تكون مراحله وإجراءاته واضحة لا غموض فيها.
القدوة في التربية و ثبات السلوك
ووجود القدوة لا يلغي دور التعزيز؛ فالتعزيز مطلوب كلما اقترب الطفل من النموذج والقدوة، ونشير إلى أن الاتساق والالتزام والثبات من العناصر المهمة التي يجب توافرها في القدوة والسلوك معاً؛ فلا ينبغي للقدوة أو النموذج أن يلتزم بالسلوك الإيجابي تارة ويهمله تارة أخرى؛ لأن هذا يؤدي إلى حالة من التذبذب وعدم اليقين تؤثرعلى اقتناع الفرد بالسلوك والتزامه به.
القدوة في التربية وطرق أخرى للتعليم
جدير بالذكر أن التعلم من خلال القدوة والنموذج يكون أكثر وضوحاً في تعلم القيم والمهارات وأساليب حل المشكلات، ويجب أن ندرك أن القدوة على الرغم من أهميتها، فإنها لا تكفي وحدها لتحقيق تعلم جيد، إذ لابد من الاستعانة بوسائل وطرق أخرى للتعليم والتربية .
الكلمات المفتاحية
#القدوة في التربية، # القدوة في التربية : الحال أفضل من المقال، #نظرية التعلم الإجتماعي والقدوة في التربية، #التربية، نظريات التربية، #الآباء، # الحال أفضل من المقال، #سلوكيات الآباء والقدوة في التربية، # طرق التعليم، # الوالدان، #الأبناء،#الأسرة، #القدوة، #عاصم حجازي