تصدرت المعلقات من السجاد اليدوي المستلهم من التراث العربي والحضارات المتنوعة المجموعة الأخيرة للفنان العراقي علي أمين الطائي، كما احتوت على تشكيلة كبيرة من المفارش المزدانة بالفنون العربية والألوان الخلابة.
تصدرت المعلقات من السجاد اليدوي المستلهم من التراث العربي والحضارات المتنوعة المجموعة الأخيرة للفنان العراقي علي أمين الطائي، كما احتوت على تشكيلة كبيرة من المفارش المزدانة بالفنون العربية والألوان الخلابة.
ويُعد الاهتمام بالفنون والاستلهام من القديم هوالشغل الشاغل للطائي الذي قال ل” أذواق”:”كلما تعمقت في التراث، وجدته بحرا للعطاء الإبداعي الغني لاينضب، والمنطقة العربية على وجه الخصوص تزخر بتفاصيل الارث الإنساني والحضاري الذي لا ينتهي” ويتابع:” ولاتقتصر مهمتي على أعادة إحياء التراث فقط، بل إعادة طرحه بشكل يناسب العصر، بحيث يكون أقرب للمتلقي ويخاطب أحاسيسة وذاكرته، فالأعمال الحديثة لاحصر لها لكن لكم هي قليلة تلك التي تحمل بين طياتها عبق الماضي وروعة ذكرياته”.
وحول مجموعته الأخيرة أضاف علي أمين الطائي في حديثه ل”أذواق” :”أقدم تشكيلة متنوعة من السجاد القديم المستلهم من التراث، والذي يُعد الآن تريند يقبل عليه أبناء الثقافات المختلفة، وليس الثقافة العربية وحدها، لروعة عناصره، وزخمه الحضاري” وتابع:”عرفت المنطقة العربية السجاد زمان بديلا للتابلوهات أو اللوحات الفنية، التي لم تكن معروفة حينئذ، فكان العرب في القدم يصنعون المعلقات من الموجودة في البيئة، أي بحسب الرقعة الجغرافية” ويوضح :” على سبيل المثال في في الجزيرة العربية كانوا يأخذون من الماعز الصوف ، لنسج السجاد ومن ثم يتم تزيينه، وفي بلاد الشام كانوا يستخدمون جريد النخيل والغار وأغصان الزيتون لنفس الغرض، أما في العراق فكانوا يصنعون البساط الذي يشبه الكليم في مصر، وقد قمت باستلهام هذه الأعمال، لكن واخذتها من الأرض و علقتها على الحائط ، وجددت فيها؛ وجعلتها غنية بالتصاميم الاسلامية الزخرفية و الهندسية و النباتية، وقدمت في بعضها موتيفات مأخوذة عن الحضارات المختلفة، ومنها الحضارة المصرية القديمة، حيث المثلثات رمزيوة الأهرامات على سبيل المثال؛ ولذلك جاءت كلها لتعبر عن التراث العربي بشكل عام، وليس التراث العراقي وحده “.
تتكون المجموعة من أقمشة وأقمشة متكرة نسج يدويا بين ثناياها خامات متنوعة منها المعادن والمرايا والأحجار والسيراميك، عبر تكوينات وموتيفات تمزج بين التراث و المعاصرة، واللافت أنه على سطح أعماله الفنية تتضافر مختلف هذه الخامات أو العناصر وتتجاور يقول ل”أذواق”:”أحرص على خلق خليط ما بين العناصر المتضادة، وهذا هو مايعطي قيمة للقطعة ؛ لأنه كلما كان العمل الفني الذي أقدمه زاخرا بالعناصر كلما اقترب هذا العمل من أصالة ورسوخ الأرض التي تمتلأ بالمعادن والمياه والتراب، وهكذا أحاول أن أجمع في العمل الواحد مكونات عدة تزيدها صلابة واستقرارا ما ينعكس على أجواء المكان الذي يضم قطعي الفنية” ويردف :”أحيانا لايكون رابط مباشر بين العناصر التي تنطوي عليها أعمالي، لكن تبقى التوليفة والاخراج النهائي هو مايمنحها الإحساس بقيمتها التراثية والمادية الخاصة بها.
إلى هذا يرى الطائي أيضاً أن اجتماع كل هذه العناصر في مكان ما فإنه يمنحه طاقات مختلفة؛ على سبيل المثال يزوده الحجر بالطاقة، والمرايات تعكس الضوء، فضلاً عن الألوان التي تمنح أي مكان البهجة والحيوية.
من إبداعات علي أمين الطائي (مصدر الصور الفنان )
وعبرالتعمق في أعمال الطائي يشعر المتلقي أن بين يديه قطع فنية لامجرد إكسسوارات منزلية تقليدية، يقول:” الفنون التي أقدمها تندرج بشكل أساسي تحت مسمى الفنون التشكيلية، وهي مجموعة غير محددة من الأعمال؛ ذلك أن كل ما يخص الفن يعني لي الكثيروالكثير، وكل عمل وإن كان يبدو ظاهريا بسيط، فهوبالنسبة لي فضاء رحب لتكوين قطعاً فنية” ويتابع :”إن الفن عموماًهو خلق الجمال من العدم؛ و لهذا كل ما أصنعه أوما أقدمه هو طرح فكري وعصف ذهني ورؤى مخزونة في عقلي أود طرحها وتنفيذها وإيصالها للمتلقي لكي يتزود بالجمال ويتواصل مع الجدود”.
لكن لايقبل العرب وحدهم على اقتناء المعلقات من السجاد و المفروشات ذات الطابع التراثي، فقد أصبحت هذه القطع الفنية تجتذب محبي الجمال والأصالة من مختلف أنحاء العالم، يقول :”بدأ انتشار المعلقات من السجاد بسبب صعوبة شحن اللوحات الفنية من الأخشاب أو المعدن، لارتفاع تكلفة نقلها، فبدأت أفكر في تحويلها إلى معلقات، تساعد العرب في الخارج على التواصل مع تراثهم، لكنها اجتذبت أيضا كل من يراها في بيوتهم من الأجانب” ويتابع:” وتوسعت بإنتاج المفروشات مثل الخدوديات و مفارش الطاولات و الجداريات التي تصل أبعادها إلى مترين في مترين” ويلفت :” اكتشفت أن المعلقات من السجاد قد بات تريند في الخارج، ليس فقط لقيمته الفنية والتريخية، إنما كذلك لأنه ربما يتخلص من كلاسيكية اللوحات الفنية و أطرها الجاهزة والحادة بسبب البراويز”.
ومثلما تكتسب بعض المقتنيات مثل السجاد العجمي قيمة أكبر كلما مر عليها الزمن، فإن الطائي يعتبر أعماله تكتسب مزيدا من الخصوصية والتفرد كلما مر عليها الوقت أيضا؛ حيث يضفي الزمن عليها تأثيراته وأصالته، كما إنني في الواقع أحيانا أتعمد أن أمنحها هذه التأثيرات منذ البداية، عبر الألوان والخيوط و المكونات الأساسية التي تدخل في نسجها”.
أعمال يدوية مستلهمة من التراث للفنان علي أمين الطائي (أذواق)
مفارش يدوية مُحملة بعبق التاريخ ومزيج الحضارات العربية (مصدر الصور الفنان )
أعمال الطائي … عندما يصبح التراث إطلالة يومية لمنزلك ( مصدر الصور الفنان)
الفنان العراقي علي أمين الطائي