لاتتوقف جهود الفنانة المصرية نصرة حسن تجاه إحياء تراث النسيج اليدوي باستخدام النول الخشبي البرواز، تعيد الحياة لفن مصري قديم يمتد إلى آلاف السنين، في صورة جديدة تواكب العصر، وذلك عبر إبداعاتها في هذا المجال والتي تحتوي على موتيفات وعناصرتراثية وفلكلورية عتيقة، فضلاً عن قيامها بتنظيم ورش فنية للمتدربات من مختلف الأعمار؛ لنقل هذا الإرث الثقافي العظيم إليهن، وتحقيق مفهوم الاستدامة.
.jpg)
من أعمال الفنانة نصرة حسن (الصورة من الفنانة )
والنول هو عبارة عن آلة التي يستخدمها النساج لإنتاج قماش منسوج، ويختلف شكل النول وحجمه ومكوناته تبعا لمساحة المنتج و مواصفاته، ويمكن تصنيف الأنوال الأساسية للنسيج اليدوي، إلى أنوال بسيطة وأنوال المعلقات والكليم والسجاد وأنوال المنضدة وأنوال الأرضية، ومن أبرزأنواع النول هو نول الإطار أوالمعروف باسم (البرواز) وهوالنول الذي تستخدمه الفنانة نصرة حسن، والتي توضح ل”أذواق” إنه:”أبسط أنواع الأنوال اليدوية، يتكون من إطارخشبي أومعدني أو بلاستيكي، مثبت على هذا الإطار كله أوجزء منه مجموعة من البنوز(مسامير او دلائل او أوتاد)، يتم استخدامها لشد خيوط السداء عليها بالترتيب الذي يحدده الناسج أو المستخدم ويكون عادة بمساحة المنتج المطلوب تنفيذه”.
قد يهمك أيضا : كعك العيد …احتفال شعبى وهوية ثقافية (azwaaq.com)
.jpg)
نصرة حسن مع المتدربات في متحف جاير أندرسون (الصورة من الفنانة )
في ورشتها تبدع حسن كل يوم في إنتاج قطعا جديدة في مجالات مختلفة منها نسيج الكليم العصري المناسب للبيوت في الحديثة، والكوشن ومفارش السفرة والحقائب والبورتيفهات ومعلقات ووحدات كوسترللأواني وعلب المناديل، وذلك باستخدام خيوط الكليم وخيوط الصوف بأنواعها وخيوط الجوبلان والخيش والدوبار والقطن فهي توظف ذلك كله، في النسيج اليدوي بحسب كل قطعة منسوجة.
النسيج اليدوي من أهم الصناعات
.jpg)
نصرة حسن تعيد إحياء التراث المصري في النسيج عبر أعمالها ( الصورة من الفنانة )
تقول نصرة حسن ل”أذواق”:”بدأت مشواري بشكل احترافي عام 2016 ، كنت متأثرة للغاية بتراثنا الضخم العظيم في هذا المجال، لقد وجدت أن النسيج اليدوي واحد من أهم الصناعات في العالم، وبعمل بحث عن النسيج اليدوي وجدت أن بداية النسيج بالنول كان في مصرالفرعونية؛ كما عرفت مصرالنسيج القباطي، الذي كانت تشتهر به بجانب البردي، وكان على رأس صادرتها في العالم القديم، وكان الكتان هوالخام الرئيسي الذي قامت عليه صناعة النسيج المصرية القديمة، وأنتجت الأنوال المصرية كتانا من نوع ناعم كالحريرللملوك والأمراء ولف المومياوات، وكتانا آخرخشنا لعامة الشعب” .
وتتابع:”أصبحت صناعة منزلية في المنزل الريفي على مرالعصورقبل أن يصبح مهددا بالإندثار للأسف” وتتابع:”أشتهرت مدن إخميم وقرية أبوشعرة بالدلتا بالنسيج اليدوي، وكانت معظم بيوت المصريين القديمة بها أنوال نسيج، وتوارثت الأجيال هذه الصناعة التي مازالت موجودة إلى اليوم بالقرى المصرية القديمة، وتؤدي الوظيفة نفسها بنفس الطريقة القديمة، لكن بشكل محدود للغاية”.
ومن هنا ولدت في ذهن نصرة فكرة إعادة إحياء هذا الفن.. النسيج اليدوي بالنول حتى في القاهرة “حيث ينشغل الجميع بالآلة وأعمال أخرى حديثة” على حد تعبيرها، لكنها اختارت أبسط أنواع الأنوال وهو نول البرواز؛ لأنه أسرع و مناسب للعصر أكثر من الأنواع الأخرى”.
قد يهمك أيضا : الزجاج المنفوج البلدي (azwaaq.com)
تتعاون الفنانة المصرية مع جهات عديدة ثقافية وفنية في تنظيم ورش عمل لتعليم الجميع هذا الفن، ومنها متحف جايرأندرسون، كما تقدم مقاطع فيديو على يوتيوب تتضمن كورسات مصورة لتعليمه، تقول “سعادتي لاتوصف حين أجد إقبالا كبيرا من المرأة المصرية لتعلم النسيج اليدوي بالنول، إنه تراثنا، وفننا القديم الذي يجب أن نحافظ عليه، ونمنع إندثاره” وتتابع:” كما أشعر بفخر كبير حين أجد كثير من المتدربات أصبحن يتقن هذا الفن، ويقدمن روائع حقيقية من النسيج، يقمن ببيعها، وزيادة دخلهن عن طريق إنتاجهن، وذلك بعد الالتحاق بالورش التي أقدمها”.
نصرة … قصة ملهمة في النسيج اليدوي
.jpg)
من معلقات النسيج اليدوي للفنانة نصرة حسن (الصورة من الفنانة )
لاتزال نصرة تتذكر البدايات، وتتمنى أن كل إمرأة تفكر في مشروع يدوي من تراث أجدادنا” كانت البداية صعبة، لكنها ممتعة ومفيدة” وتواصل سرد حكايتها الملهمة :” أردت إطلاق مشروع هاند ميد يخصني، لأنني أحب أشغال الإبرة والخياطة اليدوية، و كانت في ذاكرتي تستقر بعص الأفكار عن شكل النول الخشب، الذي كانت المدرسة المصرية تهتم زمان بتعليمه للأطفال، ومن هنا بدأت أحضر قطع القماش وأحولها إلى شرايط، وأحضر الكرتون اشتغل عليه شغل النسيج، وهذا كله جسد البداية لمرحلة جديدة في حياتي، بعدها بدأت أنفذ نول خشب مقاس 70 *90 أتعلم عليه، وبدأت اشتغل، وأعلم نفسي بنفسي خطوات وتفاصيل العمل، خطوه بخطوة، و هدفي وقتها إني اتعلم بجدية”.
قد يهمك أيضا : الفخار.. تاريخ فني وتقني طويل (azwaaq.com)
وبالفعل اتقنت الفنانة الحرفة وبدأت تفكر أن تتتوسع في مشروعها”بدأت بخامة القماش، إعادة التدوير، بعدها عملت بخيط الكليم، اشتغلت قطع مفارش، ومشايات، مرحله بعدها صممت وصنعت منتجات مثل وحدات مطبخ وكوسترات وبورتيفهات أحجام، كما عملت في مجال تصنيع الاسكارف من النسيج اليدوي، وهو منتج مميز جدا، واشتغلت بخامات مختلفة، مثل خيط القطن والصوف الصناعي، واتجهت كذلك لعمل المعلقات”، وفي عام 2018 بدأت نصرة مرحلة التدريب علي النول الخشب، كما عملت بالكليم، وفي عام 2020 بدأت تحضر نفسها لدخول خامة الصوف الطبيعي ( الجوبلان)، وغيرت حجم حجم النول، واستخدمت تقنيات جديدة تعلمتها ذاتيا، وعملت في النسيج المرسم ( التبيستري ) ونفذت معلقات بأشكال مختلفة وسجاد بمقاس النول 50 متر.
أحلام نصرة للنسيج اليدوي
.jpg)
حاليا تستعد نصرة لإنتاج جديد، وتتعلم تقنيات جديدة، في مجال النسيج اليدوي، تقول:”أتمنى أن يكون النول الخشب موجود في كل بيت مصري، نتعلم عليه ونعلم أولادنا؛ لأن إحياء التراث مهم جدا للحفاظ على هويتنا وأصالتنا”.
مزيد من أعمال الفنانة نصرة حسن على النول الخسب
.jpg)
.jpg)
.jpg)