كتبت : جيرمين كامل
للفن لغته الخاصة وجمالياته المغايرة التي يجسد من خلالها كافة القضايا ويتطرق إلى مختلف المجالات، وارتباط الفن بالسياسة كان ولا يزال يمثل قائماً، ويبرز في الكثير من الأعمال التشكيلية، التى واكبت أحداث تاريخية معينة، أو ظروف سياسية كانت هى المحرك لإبداعها.
وفي أحدث معارضها التي تقيمها بغاليري مصر بعنوان “اقتراع للرصاص” تقدم الفنانة التشكيلية اللبنانية تغريد درغوث 28 لوحة تستكشف من خلالها الصراع والأزمات المستمرة ما بين السلام والسلطة، وخلال ذلك تطرح عبر أعمالها العديد من القضايا السياسية ومنها تناقضات الديمقراطيات التي تعزز الحرية أثناء دفع الصراع.
وتثير أعمال الفنانة تغريد درغوث من خلال أعمالها في المعرض الذي تفتتحه في السادسة مساء يوم الأحد 2 فبراير(شباط) المقبل تساؤلات من جديد حول الإتجاهات المختلفة للفن السياسي، وأساليبه التعبيرية؛ للوصول إلي وسائط تشكيلية تسهم في الكشف عن معطيات جديدة تمس المواطن والمجتمع والقضايا المعاصرة للفنون في المجتمعات العربية، وعلاقة ذلك بالفن المعاصر .

وحول فكرة المعرض الفني المستمر حتى 20 فبراير المقبل تقول الفنانة تغريد درغوث في البيان الصحفي الصادر عنه:”فكرته الرئيسية تتمحور حول ذلك التحول، المثير للقلق، لأفرادٍ من الجنود أصبحوا سلعاً تُنتج بالجملة، مجسمات صغيرة خضراء تشبه لعب الأطفال في آلة تقوم بدمج القيم بالأرباح، ومن خلال تسليط الضوء على هذا التناقض، يثير العمل في المشاهد الرغبة في التأمل وأيضاً التساؤل حول تماهي السعي لتحقيق العدالة مع استمرارية الميل للعنف!”.
وحول التجربة كتب الناقد ياسر سلطان”إن الأعمال التي تقدمها تغريد درغوث ليست مجرد تأمل في العنف، بل هي محاولة لفهم تناقضاته واستيعاب أبعاده. هي تثير على نحو غير مباشر تساؤلات حول مصير الإنسانية في مواجهة قوة الآلة الحربية، لوحاتها المعروضة هنا تُظهر التحديات التي يفرضها هذا التناقض، بين الجمال كفكرة رمزية والعنف كواقع مادي قاسٍ، ما يدفعنا للتفكير في دورنا كبشر وسط كل هذا الدمار، كل لوحة معروضة هنا هي قصيدة صامتة يمكن إعادة قراءتها كل مرة بمنظور جديد، عند النظر إلى هذه الأعمال قد يلح علينا السؤال: هل يمكن للفن أن يُداوي جراحنا، أم أنه فقط مرآة تُظهر لنا عمق هذه الجراح؟.”

ولدت تغريد درغوث في عام 1979، درست التصوير والنحت في الجامعة اللبنانية للفنون الجميلة في بيروت عام 2000 تلتها دراسة الفن التركيبي في المدرسة الوطنية العليا للفنون الزخرفية (ENSAD) في باريس عام 2003 كما تدربت تحت إشراف الفنان السوري- الألماني مروان قصاب باشي في دار الفن بعمان خلال عامي2000 ،2001عرضت الفنانة أعمالها على نطاق واسع في الساحة الدولية.
تستخدم تغريد درغوث أسلوب الإنطباعية التجريدية وتقنيات الإيمباستو، مستفيدة من ضربات الفرشاة التعبيرية لمناقشة مواضيع تتعلق بالعنف، الثقافة الشعبية، والمهمشين. غاليري مصر ( 4 أ شارع ابن زنكي من شارع حسن صبري – الزمالك ).




إقرأ أيضا : “سينما ترسو” … يفتح أبواب الذكريات وأحلام البسطاء وحكايات الفن
إقرأ أيضاً : معرض “شرقيات … حسن الشرق ” في غاليري “سلامة “
إقرأ أيضاً : الفنان كلاي قاسم يفتتح معرضه “رسائل مؤجلة” في غاليري “موشن” غداً
الكلمات المفتاحية
#معرض اقتراع للرصاص للفنانة اللبنانية تغريد درغوث،# معرض”اقتراع للرصاص”،# الفنانة اللبنانية تغريد درغوث،# غاليري مصر،#التشكيلية،#معرض فني،#الفن التشكيلي،#التجريدية،#الفن والسياسة،#لوحات،#الإنسانية.