صدر هذا العام وتزامناً مع انعقاد معرض القاهرة الدولى للكتاب فى دورته السادسة والخمسين، كتاباً جديداً للمهندس زياد عبد التواب، بعنوان “العصابة:محاكمة شات جى بى تى” عن مؤسسة بتانة الثقافية، ومن عنوان الكتاب نستطيع ان نتقوع ما يثار بين دفتيه؛ فالكتاب يتحدث عن تطبيقات الذكاء الإصطناعى التوليدى الجديدة والتى أحدثت ضجة كبيرة منذ انتشارها فى الثلاثين من نوفمبر( تشرين الثاني) عام 2022 ، وتلقاها كافة مستخدمو شبكة الإنترنت بالتجربة والإندهاش.
أهمية تطبيقات الذكاء الإصطناعى
فتلك التطبيقات تستطيع أن تنتج محتوى جديد بناء على ما يقدم إليها من طلبات أو إسئلة؛ حيث تستطيع البحث الحر على شبكة الإنترنت والآتيان بالنتائج من المواقع المختلفة، كما تستطيع أن تقوم بصياغة ردود على البريد الإلكترونى أو الخطابات، أو تقوم بتاليف قصائد أوقصص قصيرة أو مسرحيات أو روايات.
كما يمكن استخدامها فى عمل خطط للعمل أو إستراتيجيات للشركات و للدول، هذا جانب بسيط مما تستطيع تلك التطبيقات عمله، وبالطبع يمكن أن تستخدم فى مجال التعليم بداية من المعاونة فى حل الواجبات المدرسية وصولاً إلى عمل رسائل ماجيستير و دكتوراه كاملة، يستطيع المستخدم أيضاً إمدادها بما قام به من عمل فى أى مجال، و تقوم تلك التطبيقات بتقييم الأعمال و إبداء ملاحظات عليها.
تطورت تلك التطبيقات فيما بعد؛ فتم إضافة خاصية توليد الصور ومقاطع الفيديو أو المقاطع الصوتية الموسيقية ايضاً، وهنا ظهر عدداً من المحاذير للاستخدام، وظهرأيضا عدداً من الإنحيازات الواضحة فى النتائج التى تنتجها تعتمد بالدرجة الأولى على انحيازات البيانات، أو الإنحياز فى أسلوب معالجتها، وهنا احتاجت الشركات والمؤسسات والدول إلى وضع مواثيق أخلاقية للتطوير والإستخدام الأخلاقى، وصولاً إلى قيام الإتحاد الأوروبى إلى وضع أول قانون للذكاء الإصطناعى فى العالم خلال شهر فبراير ( شباط) من عام 2024.
صراع الشركات المنتجة لتطبيقات الذكاء الإصطناعى

يحاول الكاتب الإقتراب من تلك التطبيقات من خلال التعريف بها و بتطورها، وصولا ً إلى اللحظة الراهنة كما يكشف عن الصراع الدائر بين الشركات الكبري المنتجة لها، سواء داخل الولايات المتحدة الامريكية أو خارجها مثل التطبيقات التى ترد من الصين وباقى أنحاء العالم.
يعقد الكاتب عدة جلسات لمحاكمة التطبيق متهما إياه بالإنحياز وبالمساهمة فى الترويج للشائعات والأخبار الكاذبة، و إنتهاك حقوق الملكية الفكرية والتأثير السلبى على قدرات الانسان العقلية والذهنية، وصولاً إلى الاتهام بسيطرة تلك التطبيقات على البشر فى المستقبل سيطرة كاملة، و يسرد خلال المحاكمة أقوال”المتهم” ويقوم بالتعليق عليها.
الذكاء الإصطناعى المفترى عليه !
يحتوى الكتاب أيضاً على عدد من النماذج و الأمثلة للاستخدام فى المجال الثقافى والبحثي، ويوضح كيفية الاستخدام المفيد والآمن لتلك التطبيقات بصورة تتجنب الإتهامات أو المخاطر السابق الإشارة إليها.
يقول الكاتب عن المحاكمة عبر الغلاف الخلفى للكتاب ” هذه المحاكمة هى الأولى من نوعها؛ فالجانى ليس قاتلاً ولا سارقاً، إنه الذكاء الإصطناعى المفترى علينا، والمفترى عليه!، الذى يقدم نفسه على أنه يحمل الخير للجميع وهو خير مختلف عليه؛ فالبعض يراه السم فى العسل، والبعض الآخر يراه خيراً خالصاً.
صراعات العصابة
وفى هذا الكتاب نحاول أن نقترب منه، نعرف كيف نشأ وكيف تطور، وما هى علاقته بوليم شكسبير ونجيب محفوظ ومعبد الكرنك وأهرامات الجيزة، وغيرها من الموضوعات، وما هى الصراعات التى تدور بين أفراد العصابة، وكيف يختلفون فى أمور، ويتفقون فى أمور أكثرها وضوحاً الاتفاق على الإنسان، وعلى عقله وقلبه ومشاعره وقناعاته، الإنسان ذلك الجانى والمجنى عليه فى الوقت ذاته، ولأول مرة وقائع محاكمة بدأت قبل كتابة هذه السطور بأعوام، نترقب جميعاً الحكم النهائى لعلنا نصل إلى العدالة الغائبة.
إقرأ أيضا : ماذا تقرا هذا الأسبوع ؟
إقرأ أيضاً : كتاب جديد يسرد حكايات منسية عن “الشرقية”
إقرا أيضا : جلسة نقاشية لرواية “سيرة الفيض العبثية” في أتيليه القاهرة
إقرأ أيضا: بعيداً عن نظرية الفن للفن : قراءة في “إستروبيا”للكاتب د. محمد فتحي عبد العال
الكلمات المفتاحية
#كتاب “العصابة .. محاكمة شات جى بى تى”،#كتاب جديد،#كتاب للمهندس زياد عبد التواب،# مؤسسة بتانة الثقافية،# شات جى بى تى،#الذكاء الإصطناعي،#تطبيقات الذكاء الإصطناعي،# الذكاء الإصطناعى التوليدى ،#شركات التطبيقات،# الذكاء الإصطناعى المفترى عليه،# معرض القاهرة الدولى للكتاب،#ثقافة،#كتب،#زياد عبد التواب.