بقلم : شحاته زكريا
الحياة مليئة بالتحديات، ولكن ما يجعل الحياة مميزة هو قدرتنا على تغيير مسارنا في أي لحظة، لا يتطلب الأمر مننا أن نكون استثنائيين أو محظوظين، بل يكمن في امتلاك الإرادة والقدرة على اتخاذ القرارات التي تقودنا نحو الأفضل، و في خضم الحياة اليومية نتأقلم مع الروتين، لكن في داخل كل منا يكمن الرغبة في التغيير.
من أين يبدأ التغيير ؟
قد نريد تغيير مسارنا المهني، تحسين علاقاتنا، أو ببساطة أن نصبح أفضل مما نحن عليه، ولكن كيف نبدأ هذا التغيير؟ وكيف يمكننا السير في هذا الطريق بثبات؟ الخطوة الأولى في أي تغيير هي الإعتراف بأن هناك شيئاً يجب تغييره، الكثير من الأشخاص يظلون في مكانهم؛ لأنهم يخشون التغيير أو يعتقدون أن هناك دائماً وقتا لاحقا، ولكن الحقيقة هي أن اللحظة المثالية لن تأتي بمفردها، بل هي نتاج لقرار شجاع نتخذه بأن نكون أفضل.
التغيير يقتضي تغيير الأفكار
التغيير لا يعني بالضرورة التخلي عن كل شيء في حياتنا، بل قد يعني اتخاذ خطوة صغيرة، نحو حياة أكثر توازناً ورضا، والتغيير يبدأ بتغيير الفكر، كلنا نملك أفكاراً قديمة عالقة في أذهاننا، تتعلق بمن نحن أو بما يمكننا تحقيقه، قد تكون هذه الأفكار مستمدة من تجاربنا السابقة أومن تأثيرات المجتمع من حولنا، ولكن لبدء التغيير يجب أولا أن نتحدى هذه الأفكار.
كيف نرى أنفسنا؟ هل نؤمن بقدرتنا على النجاح؟ هل نعتقد أن لدينا الحق في أن نعيش الحياة التي نرغب فيها؟ تغيير أفكارنا هو الخطوة الأولى نحو تغيير حياتنا، إذا استطاع الشخص أن يرى نفسه في صورة أفضل، وأكثر قدرة على تحقيق أهدافه، فسيبدأ بالفعل في اتخاذ خطوات ملموسة نحو تلك الحياة.
إقرأ أيضاً للكاتب : لماذا أعجبني مسلسل”وتر حساس”.. برغم الهجوم عليه؟!
التغيير يبدأ بالأهداف الصغيرة
والتغيير لا يأتي بسهولة، ولكن يجب أن نبدأ بتحقيق الأهداف الصغيرة، كثيراً ما نقع في فخ الأهداف الضخمة التي قد تبدو بعيدة المنال، في هذه اللحظات قد نشعر بالإحباط أو الفشل، لكن السر يكمن في تقسيم الأهداف الكبيرة إلى خطوات صغيرة، وقابلة للتحقيق.
عندما ننجز خطوة صغيرة، نكتسب مزيداً من الثقة بالنفس التي تشجعنا على الاستمرار؛ فكل تغيير عظيم يبدأ بخطوة بسيطة، وهذه الخطوة هي التي تحدد مسارنا نحو التغيير الأكبر، من المهم أيضاً أن ندرك أن التغيير ليس عملية فردية بالكامل؛ فالدعم الاجتماعي يلعب دوراً كبيراً في مساعدتنا على التقدم.
قد تكون الأسرة أو الأصدقاء هم مصدر قوتنا في الأوقات الصعبة. لذا، يجب أن نحيط أنفسنا بأشخاص يدعموننا في مساعينا نحو التغيير، الأشخاص الذين يثقون في قدراتنا ويمكنهم منحنا التشجيع والمشورة، هؤلاء هم من يساعدوننا على الاستمرارعندما نشعر بالإحباط، بالإضافة إلى ذلك يمكن أن يساعدنا التفاعل مع أشخاص جدد، أوالإلتحاق بمجتمعات تشاركنا نفس الأهداف والطموحات أن نحقق التغيير .
هل تخاف من التغيير ؟
المسألة الأكثر تحديا في التغيير هي التغلب على الخوف. الخوف من الفشل، الخوف من عدم النجاح والخوف من مواجهة المجهول، ولكن، مع مرور الوقت سنكتشف أن هذا الخوف ليس إلا وهماً، والحقيقة هي أن كل شخص ناجح في حياته، قد مر بلحظات من الخوف والتردد، ولكن الفرق بين من ينجح ومن يفشل هو في كيفية التعامل مع هذا الخوف.
أولئك الذين يواصلون السير قدماً رغم خوفهم هم الذين يصنعون الفرق في حياتهم، وحياة من حولهم. التغيير يحتاج إلى شجاعة، والشجاعة لا تعني غياب الخوف ، بل القدرة على المضي قدماً رغم هذا الخوف.
إقرأ ايضاً للكاتب: حين تضيع الذهب بيديك!
الخلاصة
في النهاية التغيير ليس وجهة، بل هو رحلة مستمرة. تبدأ بتغيير أفكارك، ثم اتخاذ خطوات صغيرة نحو أهدافك، ثم تتطلب الدعم والبيئة المناسبة، ولكن، الأهم من كل ذلك هو أن تكون لديك الرغبة في البدء، لا تنتظر اللحظة المثالية؛ لأن اللحظة المثالية لا تأتي إلا إذا قررت أن تصنعها بنفسك، و الحياة التي ترغب فيها هي في متناول يديك، فقط تحتاج إلى الشجاعة؛ لتأخذ أول خطوة نحوها.
إذا كنت تشعر اليوم بأنك بحاجة إلى التغيير ، فإعلم أن الطريق أمامك، ليس طويلاً كما يبدو. كل بداية هي فرصة جديدة، لبناء حياة أفضل، وكل خطوة صغيرة تضعك على الطريق الصحيح.
الكلمات المفتاحية
#التغيير،#بداية التغيير، #الخوف من التغيير،#الحياة، # التغيير والثقة بالنفس،#أهداف،#الحياة،# الطريق إلى التغيير،# تغيير الأفكار #كيف تصنع الحياة التي ترغبها،#شحاته زكريا.