بقلم : الكاتب الصحافي محمود مطر
كتب شاعر تونس والعرب العظيم أبو القاسم الشابي قصائد كثيرة في الحب، وفي المحبوبة اختار منها :
عذبة انت كالطفولة كالاحلام كاللحن كالصباح الجديد
كالسماء الضحوك كالليلة القمراء كالورد كابتسام الوليد
يالها من وداعة وجمال وشباب منعم املود
بالها من طهارة تبعث التقديس في مهجة الشقي العنيد
هذه الأبيات من قصيدة الشابي الخالدة (صلوات في هيكل الحب) وقد كتبها في حبيبة مجهولة يقال إن الشابي احبها بجنون، وربما ماتت أو تزوجت، أما هو فقد تزوج ابنة عمه شهلة التي كانت تصغره بعام واحد ..تزوجها لمدة أربع سنوات وأنجب منها ولدين هما محمد الصادق وجلال.
قد يهمك أيضا مقالات أخرى للكاتب “أكلة السمك” التي قادت أحمد حلمي إلى النجومية (azwaaq.com)
وعاشت زوجته بعده طويلاً، قالت شهلة الشابي عن زوجها الشاعر العظيم أن أبا القاسم الشابي كان يكتب قصائده في الظلام، ولم يكن يقرأ عليها شعره الخالد، وكان يعشق العيش في الخلاء والحقول “.
أبو القاسم الشابي شاعر الحب الكبير ولد عام 1909 ورحل عام 1934 أى في عمر الخامسة والعشرين ..وقد كان مصابا بمرض قاتل في القلب ..هذا الشاعر العربي الأبي الذي كتب أجمل الشعر وأعذبه في الحب، هو أيضا من كتب تلك الأبيات الخالدة في صفحة الفداء والأباء :
إذا الشعب يوما أراد الحياة فلابد أن يستجيب القدر
ولابد لليل أن ينجلي ولابد القيد أن ينكسر
ومن لم يعانقه شوق الحياة تبخر في جوها واندثر
هو أيضا من تحدى المرض وتحدى الأعداء الذين اتهموه بالكفر، بعدما كتب إذا الشعب يوما أراد الحياة كتب:
. سأعيش رغم الداء والأعداء كالنسر فوق القمة الشماء
وقد عاش فعلا وما زال يعيش كالنسر الأبي!
قد يهمك أيضا لقاء الصدفة الذي جعل أم كلثوم نجمة الغناء العربي (azwaaq.com)
كان أبو القاسم شاعر الحب والحياة والحرية قادرا على أن يبدع أجمل أبيات الحب، كما كان قادرا على أن يكتب أقوى أبيات التحدي والصمود والرغبة في مجابهة الأنواء.
كلام في الحب
ذات صبح بعيد طرقت قلبي فاتنة لا نظير لعينيها الساحرتين ..شعرها مسكون بالقصائد وثغرها يرتل في عشق الحياة ..ثم رحلت كما جاءت في لمح البصر ..اختفت فجأة كأن طائرا خارقا اختطفها واختطف معها فرحتي وطار بها إلى مجهول لا أعرفه ..منذ ذلك الصبح البعيد انتظرها ..واثق أنها يوما ستجئ!.