بقلم: مهندس زياد عبد التواب الرئيس السابق لمركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار برئاسة مجلس الوزراء
ليس المقصود الزير سالم الأسطورة التي تتحدث عن الزيرالذي أشعل حرب البسوس لمدة أربعين عاماً انتقاما َلمقتل أخيه كليب، ولكن المقصود هنا الزيربمعناه الدارج، ذلك الوعاء الفخاري الكبير الممتلئ بالماء والذي كنا نراه قديماً في شوارع القاهرة، ويستخدم لسقاية المارة.
هذا الإناء بدأ ظهوره منذ عهد الفراعنة؛ حيث تشيرالإكتشافات الأثرية إلى ذلك، وهو مصنوع من الطمى الخالص، أوتُضاف إليه بعض العناصر الأخرى كالطفلة؛ ليصبح أحمر اللون، ويختلف طوله وسعته من بلدة لأخرى في مصر.
إقرأ أيضا : رائحة الجوافة وأنوف لاتشم !
الزير … أصل الكولدير!
وكان الزير جزءاً أصيلا ًمن مستلزمات الزواج للحصول على ماء بارد، ويضاف إليه عدداً من الإكسسوارات كالحامل المعدني أوالنحاسي، وكذلك الغطاء والكوب أو الكوز المستخدم في الشرب.
انتقل الزير في مرحلة تالية إلى الشوارع والطرقات؛ حيث يقوم البعض بوضعه كنوع من الثواب وهو ما تطور في عصرنا الحديث إلى الكولدير، ولكن الأخير يحتاج إلى تجهيزات أكثر، ومساحة أكبر ومصدراً للتيار الكهربائي وصيانة مستمرة.
بطن الزير وفيلم إبن حميدو
أما “بطن الزير” فهي المنطقة الأعرض، والتي يتم تخزين الماء فيها، ولعل هذا الإتساع، وهذا العمق هو ما جعل العصابة في فيلم “إبن حميدو” تطلق على المكان العميق من البحر حيث ترقد المخدرات “بطن الزير” وهي العبارة التي تعجب لها كثيراً الراحل إسماعيل ياسين، وتندر عليها كثيراً خلال أحداث الفيلم.
إقرأ أيضا: مدينة الفلاتر !
الزيرسالم وأصل تسمية “زير النساء”
عودة إلى الزيرسالم والذي كان اسمه الأصلي عدى بن ربيعة، ويقال أنه سمى بالزير؛ لولعه بالخمر والنساء، وربما تكون هي أصل تسمية البعض ب”زير النساء”، والتي تأتى من كثرة الزيارة لهما، وبغض النظر عن الزير سالم وبطن الزير فان ماء الزير لمن تذوقه يوما ما يجد له مذاقا رائعاً خاصة إذا تم الشرب في يوم قائظ شديد الحرارة.
قصة “إدارة عموم الزير”
للكاتب الدكتور حسين مؤنس قصة رائعة بعنوان “إدارة عموم الزير” تتحدث عن البيروقراطية الإدارية بصورة ساخرة ومبكية ينصح بقراءتها، سواء كنت مقدماً على أن تصبح مديراً أم كنت تمارس الإدارة أيضاً.
خلال رحلة الزير تعرض للعديد من الحكايات والأساطيرالمقززة، والتي منعت الناس من الإستمرار في استخدامه، فكانوا يجدون ثعباناً أو فأراً بداخله، أو أن يقوم أحد المهابيل بالتبول في مائه، وهو ما دفع الزير إلى التلاشى تدريجاً، وتحول الى قطعة أنتيك، يتم وضعها للزينة في بعض المنازل أوالمطاعم، وإن كان مازال موجوداً في بعض الأماكن كبديل لصندوق القمامة.
إقرأ أيضا: بمناسبة مسلسل “عمر أفندي”: عن “عمى الدبب” و”مشش الركب” و”البو” !
لذلك “الزير غير سالم”
كل ذلك حول الزير من أداة لحفظ المياه والشرب إلى مادة للرعب وانتشارالأمراض؛ وهوما جعله بالفعل “غيرسالم”!.
الكلمات المفتاحية
# الزير سالم # الزير مش سالم # الزير # بطن الزير # زير النساء # قصة إدارة عموم الزير # الدكتور حسين مؤنس #فيلم إبن حميدو #إسماعيل يس #زياد عبد التواب