عندما يمتزج التراث مع قطع الديكورالحديثة تستطيع أن تستشعرعبق التاريخ وأصالة الجذورفي مختلف أرجاء المنزل، والتراث العربي ثري بالكثيرمن الروائع التي تنتظر من يستلهمها ويعيد توظيفها بشكل عصري، ومن أشهرالمبدعات في هذا المجال الفنانة الجزائرية ـ السورية عليا عداي التي تقدم كل يوم الجديد والمختلف من قطع الديكور والإكسسوارات المنزلية فضلا عن المستلزمات الشخصية المستلهمة من التراث الذي تحول على يديها إلى واقع يومي ملموس ستمتع مقتنيه بما ورائه من رموز ودلالات.
تقول الفنانة عليا عداي ل“أذواق” :لاحظت أن الكثير من البيوت العربية قد طغت الحداثة على تفاصيلها وأركانها من خلال الأثاث و قطع الديكور القادمة من ثقافات أخرى، ومن هنا توصلت إلى ضرورة الإستلهام من تراثنا العريق”.
وتنذكر كيف كانت بدايتها في هذا المجال قائلة:”عندما انتقلت إلى الجزائر بعد الأزمة السورية قررت العمل على إعادة إحياء التراث بشكل عصري، و إكسابه جانبا وظيفيا، وساعدني على ذلك تأثري بثقافتين هما الثقافة السورية بلدي التي ولدت ونشأت، والثقافة الجزائرية حيث تنتمي أمي إلى الجزائر”.
تبدع عليا عداي في انتاج قطع عديدة مثل المرآة والصناديق التراثية التي تستخدمها العروس إضافة إلى الأطباق والصواني والمفروشات وأعمال الزجاج و المزهريات و اللوحات الفنية، تقول:”من أكثر أعمالي المحببة لي هو “صندوق السبت” أو صندوق العروس الذي كانت تحتفظ فيه بأغراضها الشخصية من ملابس وأدوات زينة وعطور، وغير ذلك، وكان يُصنع من خشب أشجارالسنديان، ويدمج بالفضة والصدف والمساميرالمعدنية، وأقدمه بلمسات حديثة بعد أن تحول قطعة ديكور تضفي على المنزل أجواء من الجمال والأصالة ورائحة الجدات”.
ومن صندوق العروس إلى العديد من القطع الأخرى التي تقدمها الفنانة، فهي على حد تعبيرها تهتم ب”كل ما يخص الصناعة التقليدية بكل أشكالها أعشقه وأحب العمل فيه وتطويره، وإضفاء ملامح عصرية عليه، وبالقطع من دون مساس بالهوية الأصلية لهذه الفنون”.
تستوحي الفنانة ألوان أعمالها من الطبيعة وتعشق تمازج الألوان بشكل هاديء لا يزعج العين، وتطعم أعمالها بالنقوش البربرية والأمازيغية إضافة إلى الأرابيسك، وتحرص على اختيارأشكال وأنماط تتماشي العصر، متبعة أسلوب حديث وألوان جديدة تكسب القطع مزيدا من الأناقة والتفرد.
شاركت الفنانة بالعديد من المعارض في مختلف أنحاء الجزائر وشاركت في مهرجان “إفريقيا في عيون الفنان الدولي” بالقاهرة، وبخلاف إنتاجها الفني الغزيروالفريد تعمل عليا عداي في مجال تعليم تقنيات الرسم على جميع المحامل والخشب والسيراميك والزجاج والقماش في العاصمة الجزائرية، تقول ل “أذواق”:”هنا في الجزائرهناك اهتمام كبيربالحرف اليدوية، فلا تكاد تجد منزلا يخلو منها، وقدأحببت عملي الفني للغاية؛ لما ينطوي عليه من قيمة ودور في المحافظة على التراث العربي الأصيل”.
إلى هذا تعتز الفنانة علية عداي كثيراً بانتمائها المزدوج السوري الجزائري وتؤكد أن هاتين الثقافتين قد أسهما في ذائقتها الفنية وفي أعمالها اليدوية التي تنطق بالتراث العربي الأصيل.

من أعمال الفنانة عليا عداي (خاص أذواق )


صناديق مستلهمة من التراث إبداع الفنانة عليا عداي (خاص أذواق)


تفاصيل ورموز مستلهمة من الجذور تقدمها الفنانة عليا عداي (خاص أذواق)

الفنانة عليا عداي