بقلم د.عاصم حجازي أستاذ علم النفس التربوي المساعد بكلية الدراسات العليا للتربية جامعة القاهرة
الثقافة هي المحيط الذي يدور المجتمع في إطاره، وهي خاصية من خصائص المجتمع تميزه عن غيره، وتشمل عاداته وتقاليده وقيمه ومعتقداته، وينبغي على الأسرة والمدرسة أن يشتركا في تربية الأبناء ثقافياً؛ حيث إن ذلك سيعمل على تحقيق العديد من الفوائد التي تعود على الأبناء وعلى المجتمع أيضاً.
وأرى أن من أهمها تقليل شعور الأفراد بالاغتراب عن المجتمع، والإندماج فيه بشكل مناسب بما يضمن تحقيق التواصل والتفاعل الاجتماعي الجيد بين أفراد، فضلا عن تعميق قيم الولاء والانتماء للمجتمع لدى الأفراد.ومن المهم كذلك – زيادة دافعية الأفراد ورغبتهم في المشاركة في الأنشطة المجتمعية وخدمة المجتمع.
ولاتقل أهمية عن ذلك تحقيق التواصل الجيد والفعال بين أفراد المجتمع، وزيادة معدل إنتاجية الأفراد وتحسين الخدمات نتيجة للتواصل الجيد بين أفراد المجتمع.
ويستطيع الفرد من خلال التعرف على ثقافة المجتمع واستيعابه أن يكون شبكة دعم اجتماعي من المحيطين تساعده على تجاوز مشكلاته من خلال التواصل الجيد معهم والحصول على القبول والاهتمام، ويلاحظ أن التربية الثقافية تساعد على تعميق الوعي بقضايا ومشكلات المجتمع.
وتساعد أيضا على النجاح في العمل نتيجة إدراك الفرد للقيم والعادات والتقاليد السائدة في المجتمع والعمل وفقا لها، وهي تعمل على تحصين الأفراد ضد موجات التغريب والاستلاب الحضاري وتعمل على دعم الهوية الوطنية والحفاظ على التراث الثقافي والحضاري.
ويمكن لكل من المدرسة والأسرة اتباع مجموعة من الإجراءات المهمة من أجل التربية الثقافية للأبناء ومنها: تنظيم رحلات متكررة للمتاحف والأماكن الأثرية، وزيارة المعارض الفنية التي تعرض المشغولات والأعمال الفنية التراثية، علاوة على اقتناء بعض الأعمال الفنية المرتبطة بتراثنا الثقافي والحضاري؛ ليشاهدها الأبناء باستمرار في المدرسة والبيت.
وكذلك حضور الندوات الثقافية والعروض الفنية التي تقيمها قصورالثقافة، وتشجيع الأبناء على قراءة كتب تاريخية عن الوطن وحضارته وثقافته، وزيارة الأماكن المميزة والفريدة التي يتميز بها الوطن والتي يعيش أهلها بطريقتهم التقليدية كواحة سيوة وغيرها، ومن الضروري كذلكعمل حفلات فنية في المدارس تتضمن عرض العادات والتقاليد المحلية والأزياء التي تتميز بها كل منطقة لزيادة الوعي الثقافي بين الطلاب.