بقلم : مهندس زياد عبد التواب الرئيس السابق لمركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار برئاسة مجلس الوزراء
لا شك في أن اللغة العربية ومن بعدها العامية المصرية يزخران بالكثير من التعبيرات اللغوية البليغة بصورة لا أعتقد إننا نستطيع أن نجد لها مثيلاً في أي لغة أخرى سواء على مستوى التشبيهات والاستعارات أوعلى مستوى التنوع والتخصص أيضاً.
إقرأ أيضا : الزير مش سالم !
لسان العرب والأسماء
الأمر نفسه نجده على مستوى الأسماء؛ فعلى سبيل المثال نجد أن للأسد أسماء كثيرة منها الليث والفرهود والناجد والقشعم والضرغام والهصور وغيرها الكثير، هذا الكثير قمت بالبحث عنه على شبكة الإنترنت فوجدت موقعاً يحتوي على 347 اسماً للأسد فيما تؤكد مواقع أخرى أن أسماء الأسد تزيد على 500 اسم، نفس الأمر مع أسماء السيف، والتي يتجاوز عددهم ال 300 إسماً لا نعرف منهم إلا الحسام والمهند والقشيب والبتار والحازم والصارم.
بالطبع ليس كل تلك المترادفات معروفة، ولا مستخدمة حالياً، ولكن نجدها في المراجع القديمة والتدوينات القديمة، ونفس الأمر نجده للتعبيرات ذات الدلالة، والتي ربما يكون لكل تعبير منها سبب وموقف ومناسبة أصلية ثم تناقلها العرب بعد ذلك ونسوا أصل الحكاية.
مواعيد عرقوب ولسان العرب
فعلى سبيل المثال نجد تعبير”مواعيد عرقوب” تستخدم للدلالة على الكذب وخلف المواعيد والمواثيق و القصة ـن شخصا يدعى عرقوب، أتاه أخ له يسأله المساعدة ، فما كان من عرقوب إلا ان أشار إلى نخلة صغيرة ووعد صديقه باأن يعطيه مما ستنتجه نخلة صغيرة أمامه إذا طلعت وكبرت، فلما حدث ذلك أتاه للوفاء بالوعد فما كان منه الا ان اشترط ان تبلح، فلما ابلحت اتاه مرة أخرى فاشترط ان تزهى-أي يصبح لون البلح زاهياً .
فلما حدث لك أتاه مرة أخرى فأشترط أن ترطب، فلما أرطبت أتاه ليسأله مرة أخرى، فوعده أن يجيب مسألته عندما تثمر، فلما أثمرت أتاها عرقوب ليلاً، فجنى كل ما في النخيل، ولم يعط صاحبه أي شيئاً منها.
خبط عشواء ولسان العرب
من التعبيرات أيضا تعبير “خبط عشواء” للدلالة على الحركة غير المدروسة تصيب مرة وتخطئ مرات، مثل الناقة العشواء أي التي بعينيها مرض يمنعها من الرؤية السليمة، وخاصة في الليل من الفعل “تعشو” وهو التعبير الذي استخدمه الشاعر زهير ابن أبى سلمة في قصيدته التي يتحدث فيها عن حاله بعد أن بلغ من العمر ثمانين عاماً “رَأَيْتُ الْمَنايا خَبطَ عشواءَ من تُصب تُمِتْهُ وَمَنْ تُخطئ يُعَمَّرْ فَيَهْرَمِ”.
إقرأ أيضا : بمناسبة مسلسل “عمر أفندي”: عن “عمى الدبب” و”مشش الركب” و”البو” !
لسان العرب لإبن منظور
ولجمال الدين ابن منظور الأنصاري كتاب شهير في شكل معجم كبير بعنوان “لسان العرب” يصنف فيه كم هائل من مفردات اللغة العربية ومعانيها من الممكن ان يقضى المهتم باللغة بقية حياته، ممسكاً بهذا المعجم الهام مستمتعا بغزارة وعمق وبلاغة اللغة العربية، أما العامية المصرية فتحتاج إلى مقال آخر.
الكلمات المفتاحية
# التذوق اللغوى بلسان العرب #لسان العرب #لسان العرب والأسماء # خبط عشواء ولسان العرب #لسان العرب لإبن منظور # معجم لسان العرب # معجم لسان العرب لإبن منظور #اللغة العربية # العامية المصرية #زياد عبد التواب #مقالات