الدفء الإنساني هوموضوع أثير لدى الكثيرمن التشكيليين، قد تختلف رؤى أو أساليب تناوله لكنه يبقى حاضرا بقوة على مسطح أعمالهم الفنية، وفي معرض”لقى” للفنان جوزيف الدويري تتعدد مظاهر ومشاهد هذا الدفء في لوحات نابضة بالحياة، مُعبرة عن مشاعروقيم جميلة مثل الحب والرضا والونس والإحساس العميق بمكانة الأسرة.
يضم المعرض المقام بغاليري “أكسيس “بوسط البلد 25 لوحة إكريلك، سيطرت عليها الألوان الساخنة، حيث طغى اللون الأحمر والأصفر والأرجواني على الأعمال، ما منح شخوصها مزيدا من معاني السلام النفسي وعمق التواصل والسكون، يقول الفنان جوزيف الدويري ل”أذواق”:”تقوم ثيمة المعرض على الالتقاء بين البشر؛ حيث يجمعهم شغف أوهدف ما دوماً، لكن ما يربط بينهم في الأساس هومشاعر نبيلة يغلفها الدفء والتفاعل الإنساني”.
“قديكون ما يجمع الشخوص على مسطح اللوحات هو الاحتفال بمناسبة ما، أوالتنزه، أو قضاء لحظات من السعادة أوالبهجة، كما قد تكون حالة رومانسية بين ثنائيات، أيضا قد يكون الالتقاء بهدف حضور حفل موسيقي للاستمتاع بالفن الراقي، أوغيرذلك” يقول الدويري ل”أذواق” ويضيف:” كلها مظاهرللألفة والسكن والهدوء النفسي والونس، وكلها أيضاً أشياء أصبحنا نفتقدها في عصرالتكنولوجيا، وقد أردت أن أسلط الضوء عليها؛ لعلنا نتذكرها ونستعيد وجودها القوي في واقعنا”.
تتسم اللوحات بالمعرض المستمرحتى أول أكتوبر(تشرين الأول) المقبل بالتناغم واللمسات الحيوية والإضاءات الفياضة، ويتخلل ذلك مظاهرالحنوبين الشخوص، وجماليات الحياة الهانئة، وأجواء من الأمان والسلام، فضلاً عن المرح والإنطلاق والبهجة التي ربما أدت وسائل التواصل الالكترونية في الحد منها وفق الفنان الذي أضاف قائلاً:”ليس هناك إنسان يستطيع العيش بمفرده، كل منا يحتاج إلى الآخرين حوله، ولا ينبغي أن ننسى أهمية التواصل فيما بيننا، إن قضاء أوقات مشتركة مهما اختلفت الأمكنة أوالأغراض هو شيء ضروري للغاية، على أن يكون الدافع الأساسي هو الالتقاء الدافيء المفعم بالمشاعرالجميلة”.
وكعادته جاءت وجوه شخوصه في اللوحات متشابهة من دون ملامح ظاهرة أو خاصة، وهو ما يتعمده الفنان ليعززمن مبدأ الإنسانية والتشابه بين البشر”إن ثمة عوامل مشتركة كثيرة تجمع بين البشر، مهما اختلفوا، وعليهم أن يعملوا دوماً على البحث عن هذه العناصر التشاركية وأن تكون سببا لالتقائهم بدلا من تركيزهم على أوجه الاختلاف والخلاف فيتسبب ذلك في فراقهم”.


