في دولة المملكة العربية السعودية الواسعة، المشهورة بحجمها وعدد سكانها، أثرت العادات والمناخات المختلفة على المهن والمهن التي دعمت أسلوب حياة الناس منذ فترة طويلة قبل اكتشاف النفط. على سبيل المثال، في المنطقة الشرقية من الأحساء، أدى وجود الطين الأحمر الغني إلى تعزيز الصناعات المزدهرة في المنسوجات والفخار والسيراميك، في حين تم الاعتراف بالمدينة نفسها من قبل اليونسكو باعتبارها أكبر واحة نخيل في العالم.
وعلى العكس من ذلك، في المنطقة الغربية من الطائف، لعب تواجد الورد بكثرة دوراً محورياً في نمو صناعة الورد المحلية، أما في القرى البدوية التقليدية، يشارك السكان في أنشطة مثل رعي الماشية واستخراج المواد الحيوانية، مثل الجلود للدباغة. وفي حين أن هذه الصناعات قد ازدهرت في الماضي، إلا أن فن نسج الباغوت الرائع لا يزال اليوم بارزًا بشكل خاص في الأحساء، التي يُنظر إليها على أنها بوابة الخليج العربي.
هذا الزي التقليدي، الذي يرتديه الملوك والشخصيات المهمة، لم يحتفظ بأهميته داخل المملكة العربية السعودية فحسب، بل امتد تأثيره أيضًا إلى دول الخليج الأخرى.
قد يهمك أيضا : قاموسك التراثي : الطاس المغربي (azwaaq.com)
تحفة فنية مثل “البشوت” تم صنعها بدقة على يد حرفيين ماهرين، بدلاً من الآلات الباردة التي لا روح لها. لقد كان هذا الالتزام بالحفاظ على الفن والحرفيين الذين يقفون وراءه أمراً محورياً.
لكن لسوء الحظ، أدى ظهور المصانع والأتمتة إلى زوال العديد من الحرف مثل الدباغة، والسيراميك، وسعف النخيل، والفخار. وسط هذا التراجع، يتحسر المهندس عبدالله الشايب، المؤسس الرائد لـ “مركز النخلة” الموقر في الأحساء، على قلة الدعم من التجار ورجال الأعمال.
ويبدو أن المجتمع فقد الاهتمام بمعظم الحرف اليدوية، باستثناء “البشوت” العزيز، الذي يحمل قيمة ثقافية كبيرة باعتباره لباساً وطنياً. علاوة على ذلك، يسلط الشايب الضوء على السجاد الرائع الذي نسجته الأيدي الماهرة لأهل حائل. ومع ذلك، فإن تراجع الحرف اليدوية لا يرجع فقط إلى قلة الطلب على المنتجات اليدوية.
قد يهمك أيضا : الحرف اليدوية ..الشاشية التونسية (azwaaq.com)
ذلك أن تصور المجتمع للحرفيين على أنهم أشخاص أقل يسهم بشكل كبير في هذا التدهور. يجادل الشايب بشغف بأن الحرفيين يمتلكون مهارة وفنية هائلة، تماماً مثل الفنانين البصريين الذين يتمتعون بالتبجيل والاحترام، ويقول ل”أذواق” :”من المفاهيم الخاطئة التقليل من قيمة الحرفيين وإبداعاتهم، فهم يمتلكون موهبة وبراعة فنية لا مثيل لها.
قد يهمك أيضا : “السدو”… فن جميل وتراث أصيل (azwaaq.com)
ويواجه الحرفيون والحرفيون عواقب تدفق الواردات الرخيصة، مما أثر بشكل كبير على تجارتهم. أحد الأفراد، الذي يعلق أهمية كبيرة على دور الحرف اليدوية في الاقتصاد، يتأسف للوجود الطاغي للحرير الكشميري والديكوباج الصيني في السوق. مع لمحة من السخط، يحكي لنا لقاءً حدث له أثناء تجواله في المتاجر التي تبيع سلعاً مقابل خمس ريالات فقط – حيث عثر على تحفة فنية مزينة بشكل مذهل، إن حقيقة أن هذه القطعة الرائعة من الديكوباج الصيني كان سعرها مجرد خمس ريالات، أو أقل من دولارين، تزيد من إحباطه وإحباط الحرفيين.
ويبقى البشت السعودي واحدا من أهم مفردات التراث السعودي، وشاهد على اتقان الحرفي العربي للفنون اليدوية .