بقلم مهندس زياد عبد التواب الرئيس السابق لمركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار برئاسة مجلس الوزراء
“كتاكيت…كتاكيت”….. كانت تلك هي الصيحة التي أطلقها الفنان عبد الفتاح القصرى مدعياً الجنون؛ لإسترجاع أمواله التي حصل عليها شخص نصاب أدعى الجنون، وذلك في أحد أكثر مشاهد السينما المصرية طرافة.
و فكرة إدعاء الجنون أتت إليه عندما وجد الشخص الآخر يرجع إليه عملة معدنية؛ بحجة أنها مزيفة؛ وهو ما جعله يفكر، ويتساءل كيف لمجنون أن يتعرف على العملة البراني قائلاً “هو المجنون بيفهم برانى من جوانى؟”.
“الحداية ما بتحدفش كتاكيت”!
ويشير الموروث الشعبي من الأمثال العامية أيضاً إلى استحالة أن تلقى “الحداية” بالكتاكيت، مؤكداً ذلك بمقولة “الحداية ما بتحدفش كتاكيت”؛ دلالة على استحالة الحصول على أي فائدة أو خيرمن أمر ما أو شخص ما، والحقيقة أنه وبالرغم من ذلك نجد أن الكثير منا يقع ضحية الإعتقاد بأن الحداية قد تلقى إليه بكتكوت أوأكثر لسبب أولآخر، أو ببساطة من أجل “سواد عيون” الشخص الضحية؛ ولذلك عندما ينتهى الأمر بمأساة، وتتساءل الضحية كيف حدث لها ذلك يكون الرد بأنها هي التي صدقت أن الحدأة من الممكن أن تلقى إليه بكتاكيت!.
والكتاكيت في العصر الرقمى !
للأسف هذا الإعتقاد مازال سائداً في العصر الرقمى، وهو ما يجعل البعض يقع فريسة رسائل تأتيه عبر البريد الإلكتروني، أو من خلال إحدى منصات التواصل الإجتماعى، أو أحد برامج الدردشة يتم من خلالها الإعلان بان هذا الشخص قد فاز في مسابقة، و له مكافاة مالية كبيرة، أوأن أحد المحال الكبرى تقدم عروضاً، و خصومات بمناسبة عيد الأم مثلاً، وأن كل ما على المستخدم هو أن يضغط على الرابط الموجود بالرسالة ليقوم بتسلم الجائزة.
إقرأ أيضا للكاتب : سيدي الذوق !
معركة سيبرانية
والحقيقة أنه وبمجرد الضغط على هذا الرابط فإن برمجية خبيثة سيتم تحميلها على الحاسب، أو الهاتف الذكي تقوم بالسيطرة عليه بالكامل، والسماح للمخترقين بالحصول على ما به من بيانات أو تخريب، وإتلاف تلك الملفات أو استخدام هذا الجهاز، ليكون جندياً في معركة سيبرانية، سيتم شنها في المستقبل على أهداف أخرى في أي مكان حول العالم، فيما يعرف ب “هجمات تعطيل الخدمة الموزعة” Distributed Denial Of Service Attack (DDOS) .
إقرأ أيضا للكاتب :الزير مش سالم !
رسالة مجهولة
والغريب أن هذه الرسالة قد تأتي إلى المستخدم من مستخدم آخر، أورقم غريب لا يعرفه، كما يمكن أن تأتيه من مستخدم او رقم تليفون لشخص يعرفه بالفعل حيث يكون هذا الشخص قد تم اختراقه بالفعل و استخدام قائمة الأصدقاء لديه لإرسال نفس الرسالة؛ بحثاً عن ضحية جديد؛ لإعطاء الأمر المزيد من الثقة والأمان والمصداقية.
مرة أخرى “الحداية ما بتحدفش كتاكيت“!
القاعدة الذهبية هي أن “الحداية ما بتحدفش كتاكيت”، وأنه كلما شعرت بالرغبة في الضغط على رابط معين من مصادرمجهولة، فعليك التفكير ألف مرة قبل أن تفعل ذلك، ومن الأفضل لك ألا تضغط على الإطلاق؛ فليست جميع الحالات يمكن تداركها مثلما فعل القصري في نهاية المشهد!
الكلمات المفتاحية
#البراني من الجواني،#الفنان عبد الفتاح القصري،#السينما المصرية،#زياد عبد التواب،#أمثال مصرية،# الحداية ما بتحدفش كتاكيت،# هجمات تعطيل الخدمة الموزعة،# حرب سيبرانية،# الحاسب الآلي، #الهاتف الذكي.