بقلم :الدكتورعاصم حجازي أستاذ علم النفس التربوي المساعد بجامعة القاهرة
أحدهم يقابل شخصا ما لأول مرة فيحاول أن يكون لطيفا معه فيبالغ في مدحه بأوصاف بعيدة كل البعد عن شخصيته . وآخر يقابل طالبا في الدراسات العليا لا زال يتلمس طريقه للحصول على السنة التمهيدية فيناديه ب “الدكتور”!.
بل ربما يذهب أحدهم إلى إحدى الجمعيات أوالمؤسسات غير المنتمية لمجال التعليم العالي، بل إلى مجال التعليم عموماً ويحصل على تكريم مزعوم ودكتوراه فخرية وهمية، ومن باب المجاملات يناديه أصدقاؤه والمتملقين لأي سبب من الأسباب له بلقب الدكتور.
إن مثل هذا الإفراط في مجاملة الآخرين عواقبه وخيمة على الفرد والمجتمع؛ فهو يعطي صورة غيرحقيقية للفرد عن ذاته، ويجعله يتكاسل عن تطويرذاته، واكتشاف قدراته بشكل منطقي وواقعي، وكذلك التوقف عن العمل على تنميتها، كما أنه يزهد المراقبين في السعي والكفاح والإنجاز؛ فهم يرون بأعينهم أن الحصول على المكانة الأدبية ممكن بالكذب والتزويرتحت مسمى المجاملات.
كما أنه فيما يتعلق بالدرجات العلمية يفقدها رونقها الذي يعتبرمن المحفزات الأدبية لكثيرمن الباحثين، وهو أمر خطيراتخذت إجراءات لمواجهته بالفعل، ولكن لا زلنا ننتظر الكثير.
قد يهمك أيضا : أبناؤنا… كيف نجعلهم يتسمون باللطف ؟ (azwaaq.com)
إن اللطف واجب ومهم، ولكن لاينبغي له أن يرتبط بالكذب، ومنح الشخص صفات وألقابا ليست فيه .. يكفي أن تبحث في الشخص عن إيجابياته؛ فلكل شخص مهما كان سلوكه سيئا جانب إيجابي، يمكنك أن تركزعلى هذا الجانب الموجود بالفعل وتبرزه.
ويمكنك أيضا أن تتغاضى عن زلاته، وألا تركز على سلبياته، وأن تتغافل عن نواقصه وهناته، فكل هذه الأمور يمكن أن تحل محل المجاملات التي شوهت كثيرا من أفكارنا، وأصابت الكثير منا بالغرور، كما تسببت في إحساس آخ