بقلم : الدكتورعاصم حجازي أستاذ علم النفس التربوي المساعد بجامعة القاهرة
لماذا ينبغي أن نتغير؟ وكيف نتغير؟ ومتى نتغير ؟ كلها إسئلة ينبغي أن تدور في ذهنك من حين إلى آخر، حتى تتطور إلى الأفضل، فالعالم من حولنا يتغير باستمرار، إنه أمر لا مفر منه، وبالتالي نحتاج إلى تعلم كيفية التكيف حتى لا نصاب بالتأخر عما يدور حولنا، عندما تتغير الأشياء.
البعض منا يدرك تماما أن لديه نواقص ونقاط ضعف، وهو يتمنى دائما أن يتخلص من هذه السلبيات وتتغير حياته للأفضل، نعم ذلك شيء إيجابي، غير أن عملية التغيير ليست بالأمر السهل؛ وذلك لأن السلبيات نظرا لتكرارها أصبحت عادات متأصلة في شخصية الفرد، ومتجذرة بحيث يصعب التخلص منها بسهولة .
ولكن لحسن الحظ لا يعتبر التغيير مستحيلاً، ولكنه فقط يحتاج إلى تخطيط وإجراءات يتبعها الفرد لكي تثمر عملية التغيير هذه وتؤتي نتائجها بسرعة وسهولة.
في البداية عليك أن تدرك أن أفضل طريقة للاستعداد للتغيير والتعامل معه هي أن تكون أكثر ثقة في نفسك، لا أحد قادر على إكتساب المزيد من المهارات، و القدرات والخبرات من دون الثقة في النفس، ولكي تصبح أكثر ثقة في نفسك، عليك أولا بقبول الذات، أتذكر مقولة شهيرة لجوان جويل في كتابها “الحياة المجنونة للاري جو” وهي : “التغيير لا يتعلق بدفن هويتك الماضية، بل يتعلق بتعلم التوفيق بين من كنت ذات يوم وبين من أنت اليوم”.
وعبر هذا الكتاب يعيش القاريء قصة صعود شخصية ناجحة ، حيث تتبع الكاتبة رحلة لاري جو من دوغلاس، وهي بلدة فقيرة في كيب الشمالية عبر نظام العقوبات القاسي في جنوب إفريقيا. ثم إلى النجومية على مسارح شهيرة مثل مسرح كاريه الشهير في أمستردام.
إقرأ أيضا : الأسرة والتربية الأخلاقية
و تثبت لكم تحتاج قصة التحول إلى الحاجة إلى مقاومة جاذبية الماضي. وقيمة الالتزام بالحاضر وتعلم كيفية التوفيق بين الاثنين. وبالتالي تظهر كيف يمكن لقبول الذات أن يؤدي إلى إنجاز الأشياء التي تحلم بها.
من المهم كذلك لكي تتغير إلى الأفضل السيطرة على المعتقدات والأفكار الداخلية التي تعوق عملية التغيير والسيطرة على الوهن النفسي وفقدان الثقة بالنفس والمفهوم السلبي عن الذات؛ فقد تعوق الفرد عن إتمام عملية التغيير بعض المعتقدات والأفكار أو قد يعوقه شعوره بالعجز والنقص وعدم القدرة على التغيير..
ولكي تتغير عليك ألا تبالغ في جلد الذات وتحميل نفسك فوق طاقتها، وكن متعاطفا مع نفسك فهذا الشعور تجاه النفس يجعل إجراءات التغيير أكثر فعالية ورسوخا، ولايوجد تغيير وتطوير للذات من دون مثابرة وطموح، لا تيأس ولا تتعجل النتائج.
إقرأ أيضا : كيف تدير التنافس بين الأبناء ؟ !
وعليك أن تحدد أهدافًا قصيرة المدى إذا كانت لديك رؤية واضحة طويلة المدى لحياتك، فهذا رائع، ولكن من ناحية أخرى، فإن تحديد الأهداف قصيرة المدى وتحقيقها أمر رائع؛ فهو يسمح لك ببناء شعور بالإنجاز تدريجيًا، وتعزيز الثقة والشعور بالرفاهية في هذه العملية. يمكن أن تشمل الأهداف قصيرة المدى أشياء مثل البدء في تعلم الرسم، الموسيقى خلال شهرين، ممارسة الرياضة ثم زيادتها إلى أكثر من مرة في الأسبوع.
إحرص على تكوين عادات جديدة مضادة للعادات السلبية التي تود التخلص منها.، وواجه خوفك من التغييرغالبا ما يميل الأفراد إلى الركون إلى ما تعودوا عليه وألفوه ليس لميزة فيه ولكن لخوفهم من التغيير وخوفهم من المستقبل مدفوعين دائما بقلق المستقبل والخوف من المجهول .
ويساعد التخطيط السليم الواعي الأفراد على التعافي من قلق المستقبل ويجعلهم أكثر قبولا لفكرة التغيير، وابحث عن الدعم من الأسرة والأصدقاء وأحط نفسك ببيئة إيجابية محفزة وابتعد عن أي مثيرات بيئية تدعم السلوك السلبي، ابتعد عن منطقة الراحة وضع لنفسك خطة بإجراءات محددة والتزم بخطواتها بكل دقة.
و لابد من أن تضع يدك على نظام قوي لتحفيز نفسك يشتمل على تحفيز داخلي وتحفيز خارجي ولتحفيز نفسك داخليا عليك بالنظر دائما إلى خط النهاية أو الفوائد التي ستعود عليك وعلى شخصيتك من عملية التغيير هذه
ويجب مراعاة التدرج في عملية التغيير والانتقال السلس من مرحلة لأخرى فالتغيير التدريجي أقوى وأبقى أثرا.، والنصيحة الذهبية كن متفائلا ومنفتحا على خبرات الآخرين ممن استطاعوا أن بحققوا نجاحا في عملية تغيير مشابهة لحالتك.
الكلمات المفتاحية
#التغيير #التغيير إلى الأفضل #التغير #أهمية التغيير # كيف تتغير #متى تتغير #لماذا تتغير # ينبغي أن تتغير # جوان جويل #طرق التغيير #التغير والطموح #التغير والثقة في النفس
#عاصم حجازي