مقولة “لولا اختلاف الأذواق لبارت السلع” هي أوما قيل لنا عندما كنا صغاراً، وأصبنا بالدهشة من الإقبال الشديد على شراء سلعة ما، الذي قد يصل إلى حد التهافت عليها، مقابل عدم اهتمام البعض بالسلعة نفسها، ووصفها بأنها غيرذات قيمة من جانبهم!.
“لولا اختلاف الأذواق لبارت السلع” هي مقولة سليمة جزئياً؛ فالسلع المختلفة ثم انتاجها بناء على الأذواق والتفضيلات المختلفة للمستهلكين، وليس العكس، وهو أمريحتاج إلى دراسات متعمقة؛ للتعرف على ثقافة الفئات المختلفة وعاداتها وتقاليدها ومقدرتها المادية والعديد من العوامل الأخرى؛ فلا معنى للترويج لمروحة أو تكييف هواء بارد في القطب الشمالي، أومدفئة بالقرب من خط الاستواء مثلاً.
ولاتمنع دراسة احتياجات الناس المختلفة من ظهور موجة أواتجاه عام Mainstream يتفق عليه الجميع وهي مساحة واسعة ومضمونة نوعاً ما بخلاف المناطق الخاصة، أو المتطرفة، ولكن وفى جميع الأحوال علينا أن نحترم هذا الاختلاف، وليس معنى أن بعض منا ينظر إلى الحياة، وإلى السلع بمنظورخاص أن على الجميع الإنصياع لهذا المنظور، ولكن يجب علينا الاعتراف به، واحترام أذواق من يميل إليه.
كما إننا ينبغي أن نضع في الاعتبار عامل القدرة الشرائية، واختلاف ميزانية كل فرد، أو أسرة عن غيرها، فليس الجميع بقادر على سبيل المثال على شراء ساعة يدوية الصنع سعرها 30 ألف دولار، أو أكثر حتى وان امتلك ثمنها، فمن يقتنيها هو شخص آخر صنعت خصيصا له.
قد يهمك أيضا : هل أنت عميق بما فيه الكفاية؟ (azwaaq.com)
والأمرهنا يتعدى الوظيفة الأساسية لساعة اليد، خاصة إذا علمنا أن الساعات اليدوية مهما بلغ دقة صنعها فإن دقتها لن تكون بنفس دقة الساعة الرقمية أوالكوارتز، والتي لن يزيد ثمنها عن عشرة دولارات!، ونفس الأمريتحقق فيما يتعلق بالهواتف المحمولة الذكية، وباقي الأجهزة الكهربائية والسيارات وخلافه، أو في أذواق الملابس وألوانها.
ومع ارتفاع المستوى المادي وصولاً إلى المليارديرات فإن الاهتمامات تختلف، وعليه فإن عناصرالحياة والهوايات تختلف أيضاُ، فلا يجب على الجميع اقتناء طائرة خاصة، أو لوحة فنية بعشرات الملايين من الدولارات، أوشراء جزيرة لتمضية عطلات الصيف.
قد يهمك أيضا : سيدي الذوق ! (azwaaq.com)
ولكن وكقاعدة عامة فإن أي سلعة لها سعر، ولها استمرارية في الأسواق، فإن معنى ذلك ببساطة إنها تناسب أحدا ما، ويسعى لشرائها،وليس هذا لزاماً على الجميع أن يقتنيها، أويحاول ذلك أيضاً، ولذلك فإنه على كل منا أن ينظرإلى ذوقه، وإلى قدرته المالية، وأولويات الإنفاق لديه قبل أن يقرر ماسيشتريه أوما يستفيد به من خدمات أو رحلات وغير ذلك.
وهنا سيعرف ما يناسبه، وسيجده حتماً، وعليه أيضاً ألايطيل النظرإلى ما فوق قدراته، ولا أن يرهق نفسه للحصول عليها، أويجلد نفسه لعدم قدرته على ذلك.
وعليه كذلك ألا يسخرممن يحصل عليها، وأن يتوقف عن نعته بصفات سلبية مثل العته، والبله، أوالسفه فربما يجد نفسه يوماً ما في مكانه، وحينها سيتجه إلى نفس السلع، ويتكالب على شرائها بنفس الإصرار أيضاً، باختصارعلينا أن نحترم اختلاف الميزانيات، الأذواق واختلاف الميزانيات و”لولا اختلاف الأذواق لبارت السلع “.