إفطار المطرية .. البيوت والشوارع تبتهج من جديد

تصوير محمد ورداني 

التقط الفنان محمد ورداني مجموعة صور توثق للإفطار الجماعي الذي  يقيمه حي المطرية سنويا احتفاءً بالشهر الكريم، وعكست الصور روح  التآلف والأسرة الواحدة، فضلا عن الوحدة الوطنية .

يقول ورداني ل”أذواق” :” المطرية تبتهج من جديد” ويتابع:” هنا تعيش أجواء رمضانية متفردة لايمكن أن تعيشها في أي مكان آخر بالعالم سوى مصر”.

ويضيف :” وتعكس الأجواء الفرحة والبهجة والتعاون، ففي هذا اليوم يتحول حي المطرية إلى لوحة فنية إنسانية تزدان بالحب والتكافل والسعادة، إنها حالة خاصة جدا أصبحت من سمات الحي الجميل” ويتابع :” ويقام الإفطار للسنة العاشرة منذ عام 2013 حتى أصبح من علامات الحي،  وسمة معروفة للعالم،  وتقوم الفكرة على عمل مائدة إفطار يشارك فيها كل الأهالي للتحول إلى  أطول مائدة رمضانية.

وشهدت شوارع المطرية منذ أمس حالة من الاستعداد  لتجهيز الموائد وتجهيز الطعام والحلويات  إضافة لتعليق الزينة والأنوار في مختلف  الشوارع التي سيكون فيها المائدة.

إفطار المطرية ..  لحظات احتفالية استثنائية (الصور  إهداء من الفنان محمد ورداني)

ومن الجديد في الإفطار هذا العام وفق ورداني هو حرص اللجنة المنظمة لحفل إفطار المطرية اليوم الإثنين، على توزيع الحاضرين لحفل إفطار المطرية على 7 شوارع كاملة العدد، وذلك  بإجمالي  نحو 25 ألف مواطن من أهالي المطرية وخارجها.

واللافت إنه تم دهان واجهات المنازل على أيدي أبنائها ، مع رسم الغرافيتي لأشهر شخصيات وعبارات شهر رمضان المبارك، مثل الفنانين فؤاد المهندس، وسمير غانم و شيريهان وشخصيات بوجي وطمطم،   وكذلك صور ورسومات للنقشبندي وغيره من الشخصيات، كما اتخذوا شعار الإفطار لهذا العام “لمة العيلة”، والذي كتب على اللافتات المعلقة على الشوارع.بالإضافة  إلى رسم أكثر من غرافيتي لدولة فلسطين، ورفع علم فلسطين بجوار العلم المصري  تضامنا مع أهالي غزة.

إفطار المطرية  يحتضن الجميع (الصور  إهداء  من الفنان محمد ورداني) 

إفطار المطرية … شخصيات عامة 

وبذلك جاء الاحتفال كنسخة مميزة لهذا الاحتفال الذى يتم تنظيمه للسنة العاشرة على التوالي، والذي صنف كونه أضخم وأطول إفطار في العالم فى موسوعة الأرقام القياسية التى ضمت العام الماضي نحو 5000 شخص، وساعد على ذلك حضور شخصيات عامة مثل وزيرة الهجرة السابقة السفيرة نبيلة مكرم،  التي شوهدت خلال وجودها في شرفة أحد منازل الأسر داخل حي المطرية، للمشاركة في الإعداد لحفل

الإفطار الرمضاني الضخم ، وقد ظهرت الوزيرة السابقة بجوار أحد الشباب وهي ترفع علامة النصر.

قد يهمك أيضا : الفقراء وصروح الرحمة في كتابات المؤرخ آدم صبرة (azwaaq.com)

كما بات الحي يجتذب أشهر المصورين الفوتوغرافيين الذين باتوا يتنافسون على تجسيد جماليات الاحتفالية ذات الأجواء الروحانية الدافئة.

إفطار المطرية … السعادة تعلو وجوه الجميع من كل الأعمار (الصور إهداء  من الفنان محمد ورداني ) 

إفطار المطرية … زينة وفرحة 

وتشهد شوارع المطرية استعدادات مكثفة لتجهيز الموائد وإعداد الطعام والحلويات، بالإضافة إلى تزيين الشوارع بالزينة والأنوار استعدادًا لاستقبال هذا الحدث، فيما يقوم السيدات بإعداد وجبات الإفطار ومنها ما يقرب لألف كيلو من المحاشي،  فضلا عن قيام الشباب بالطهي أمام المنازل استعدادا لتوزيع الطعام على الموائد ، وتناول الطعام بشكل جماعي بعد إنطلاق مدفع الإفطار، رافعين شعار”رمضان في المطرية حاجة تانية” وتحرص الأهالي كل عام على إضافة شيء جديد بالمقارنة مع المواسم السابقة،  وفي كل عام يحظى الحدث  بتغطية إعلامية واسعة محليًا وعالميًا بالإضافة إلى حضور عدد من الشخصيات الدولية، وكان من أبرز ضيوفها العام الماضي سفير كوريا الجنوبية في مصر.

قد يهمك أيضا : أغاني رمضان بين التاريخ و الفولكلور (azwaaq.com)

رفع علم فلسطين تضامنا مع الشعب الفسطيني ( إهداء من الفنان محمد ورداني )

ومن أروع مايثبته الاحتفال هو الأمن والأمان، بحسب ورداني الذي أضاف قائلا في حديثه ل”أذواق”:” إن المطرية أصبحت مرآة حقيقة لمصر، تعكس الترابط والإخوة بين الجميع،  فلا يوجد فرق بين مسلم ومسيحي” موضحا:” الجميع يشارك في تحضير الوجبات وتعليق الزينات، والرسم الغرافيكي، وجميع المنازل تكون مفتوحة لضيافة الجميع من دون خوف أو تفرقة، ومن جهة أخرى يساهم هذا الإفطار الجماعي في توطيد المحبة والمودة بين الجميع “.

إفطار المطرية … الروح الوطنية تسود المكان ( إهداء من الفنان محمد ورداني )