مع قرب بداية مرحلة جديدة في حياة الشباب، ينتقلون خلالها إلى الحياة الجامعية لأول مرة، يعاني عدد كبيرمن الطلاب من الإحباط والإحساس بفقد الشغف تجاه المستقبل؛ بسبب عدم التحاقهم بإحدى كليات القمة التي كانوا يحلمون بها، فكيف يمكن لهم تخطي هذه الأزمة؟ وما هودورالأسرة في مساعدتهم على تجاوزمشاعرهم السلبية؟.
يقول دكتورأحمد علام خبير التنمية البشرية واستشاري العلاقات الأسرية ل”أذواق”:”يقبل الآلاف من الطلاب خلال الفترة المقبلة على مرحلة مهمة فى حياتهم، وهى مرحلة الدراسة الجامعية ، وبعضهم للأسف يشعر بالفشل و الحزن و تبدد الأحلام، بسبب عدم الالتحاق بالكلية الحلم وهي في الغالب إحدى كليات القمة” ويتابع:” ويرتبط ذلك في الأساس إلى حد كبير بأنه نشأ على أن الغاية الكبرى من التعليم أو التتويج الحقيقي لسنوات الدراسة هو بلوغ مايسمى ب”كليات القمة”، والأغلبية لا يكون عندها أفكار لكليات أخرى فى مرحلة الثانوية العامة والأزهرية، ولكن قد تأتى نتائجهم لتغير هذه الأحلام والأهداف”.
ويقول علام:”فكما هو معروف لاتستطيع الغالبية العظمى الالتحاق بكليات القمة، ما يعني إضطرارهم إلى الالتحاق بكليات ومعاهد أخرى وهو مايؤدي بدوره إلى بدء الدراسة الجامعية من حماس ونشاط وطموح، وهو أمر غاية في الخطورة على مستقبلهم”.
وينبغى بالتأكيد تفهم مشاعر الشباب وأسباب هذا الإحباط، فكما أشرت الأممر يرتبط بأفكار ترسخت داخلهم منذ الطفولة بأن كليات القمة هي المرادف والطريق الوحيد للمستقبل المشرق! ولكي نضع حلا لهذه المشكلة علينا أن نصحح هذه المفاهيم الخاطئة، فالدراسة في تخصص بعينه عزيزي الشاب لاتعني نجاحك أو ثرائك في المستقبل بالضرورة، ودعنا نتفق على أن هناك أعداد ضخمة من خريجي كليات القمة لايجدون فر ص عمل وأعداد أخرى ضخمة يعملون في أماكن لاتمت بصلة لتخصصهم فضلا عن هؤلاء الذين يعملون في تخصصهم لكنهم غير ناجحين أو مميزين و يحصلون على مرتبات متواضعة للغاية .
فالتفوق الدراسي أو التخصص المستهدف لم يكن مطلقا مقياسا للنجاح أوالفشل، إنما الناجحين هم أصحاب الطموح الذي يدفعهم إلى تغيير مفاهيمهم وتبديل إستراتيجياتهم للوصول لأحلامهم وتحقيق أمانيهم.
فلماذا لاتجعل أمامك حلم جديد وهدف أفضل يقودك إلى النجاح أو الثروة التي تحلم بها؟ وحتى لو كانت الدراسة التي كنت تطوق إلى التخصص فيها هي شغفك فلماذا لاتجعلها ضمن قائمة اهتماماتك بمعنى أن تظل تقرأ في هذا التخصص أو تزود معرفتك به كنوع من الثقافة العامة و المعرفة الواسعة، وتصبح شغوفا في الوقت نفسه بالدراسة التي ستلتحق بها؟.
يا صديقي الشاب من الضروري حين يضع الإنسان حلما له أن يحرص على أن يكون له حلم بديل، حتى لا يشعر بالفشل إذا لم ينجح في تحقيق الحلم الذي وضعه في المرتبة الأولى، وعليه أن يبحث عن هواياته لتحديد تلك الأحلام البديلة.
ويمكن للإنسان أن يحقق أهدافه بوسائل مختلفة إذا ما لم يتمكن من الالتحاق بمجال قريب من الذي كان يطمح في الوصول إليه، أو أن يضع أمامه هدفا أنه بعد مدة معينة سيحاول تحقيق هدفه مرة أخرى من خلال بعض الكورسات والدبلومات المختلفة، مثل الحصول على كورسات متخصصة في البرمجة أو تكنولوجيا المعلومات.
أما أولياء أمورأبنائنا الطلبة فعليهم إعادة شحذ همم أبناءهم ودعمهم من جديد من أجل تحقيق أهداف أخرى يستطيعون من خلالها تحقيق ما ينشدوه من نجاحات من أجل إسعاد أنفسهم والوصول إلى النجاحات في مجالات مختلفة.
دكتورأحمد علام خبير التنمية البشرية واستشاري العلاقات الأسرية