الدكتور عاصم حجازي أستاذ علم النفس التربوي المساعد بجامعة القاهرة
البحث عن السعادة هوغاية ما تصبو إليه النفس، ولولاه ما قامت الحضارات، ولا تطورت الحياة بهذا القدر المذهل؛ ذلك أن البعض يسعى للحصول على المال ظناً منه أن المال هو مصدرالسعادة، وفي سبيل ذلك يسعى لتطويرحياته وعمله بالشكل الذي يدرعليه الكثيرمن المال.
والبعض الآخريرى السعادة في سهولة العيش ورفاهية الحياة، وفي سبيل تحقيق ذلك تظهرالوسائل المبتكرة والحديثة التي تدعم ذلك، وهكذا تتطورالحياة سعيا للحصول على السعادة، ولكن وبإمعان النظرنجد أن جوهرالسعادة لا يكمن في المال؛ فحياة أصحاب الثروات الضخمة لاتختلف كثيراً عن حياة أي إنسان بسيط من حيث دورانها حول اليسروالعسروالحزن والفرح واليأس والأمل.
نعم قد يكون هناك فرق في الأسباب، ولكن المحصلة في النهاية واحدة، وقد يرى البعض أن السعادة في المنصب والسلطة، ولكن هذه أيضا لها تبعاتها التي قد تكون سبباً في شعورصاحب المنصب بالكدر والحزن والقلق الدائم بسبب الرغبة في الحفاظ على المنصب، أوبسبب الخوف من فقد المميزات الممنوحة له بعد ترك المنصب، هكذا إذا بحثنا في أشهرما يظنه الناس سببا للحصول على السعادة لوجدنا أن لكل سبب ما ينقضه.
قد يهمك أيضا : أهمية الفشل في حياتنا! (azwaaq.com)
والحقيقة أن جوهر السعادة يكمن في القناعة والرضا و راحة البال والتسليم لقضاء الله أولاً، وسر السعادة يكمن أيضا في السعي واستمرارالسعي فإن الإنسان بطبيعته يتمنى ويتطلع، فإذا تملك ما يتمناه زهد فيه فهو دائماً يبحث عن جديد؛ ولذلك فإن جوهرالسعادة يكمن بعد الرضا في وجود أهداف دائمة يسعى الإنسان لتحقيقها، وينتقل دائما من هدف إلى هدف ومن سعي إلى سعي.
فإن هذا الكفاح لتحقيق الأهداف هو ما يضمن للفرد استمرار الشعوربالسعادة ونسيان الألم وتجاهله فإن الشعور بالاقتراب من الهدف يشعرك بالفخروالإنجاز، وبالتالي تشعربالسعادة وحينما لا يكون للفرد في حياته هدفا فإنه يفقد رغبته في الحياة ويستسلم لمشاعر اليأس والإحباط والتي تفسد عليه سعادته وتقوده إلى الهلاك، ولذلك فإن من التوجيهات القرآنية الحكيمة قوله تعالى”فإذا فرغت فانصب.. وإلى ربك فارغب”فتجدد الأهداف واستمرارالسعي هو الضمان لاستمرار السعادة واستمرار الدافعية والإفادة .