تمثل ورشته متحفا فنيا يضم قطعا أصيلة من التراث المصري، التي يعمل بنفسه على إعادة إحيائها، وصياغتها بأسلوب عصري عبر استخدام فن الزجاج المعشق، إنه الحرفي الفنان القدير أيمن عبد العال كامل… أحد فرسان حماية الإبداع في مصر.
“عرفت مصر الزجاج المعشق منذ القدم، على أرضها قام الفنانون على مر التاريخ بتقديم روائع من تصاميم الزخارف على قطع الزجاج”، يقول الفنان أيمن عبد العال الشهير ب”أيمن برويز” ل”أذواق” ويتابع:”مصر أرض الفن والإبداع، وكان من الفنون التي علمها المصريون للعالم هو فن”الزجاج المعشق”” ويتابع:”وهذا الفن هو عبارة عن تصميم زخرفى يتكون من قطع الزجاج الملونة، وذلك بعد تقطيعها إلى أجزاء، ومن ثم إعادة تجميعها وإدخالها في بعضها البعض، وتتنوع الزخارف والرسوم بها، ومن أشهرها الطيور والنباتات و الأشكال الهندسية، وحين تقع عليها أشعة الشمس تزداد ألوانها جمالاً وتشع المزيد من الأناقة على المكان، سواء كان منزلا أو مكتب عمل أو مدرسة وغير ذلك، وهو مايضاعف من قيمة هذا الفن الذي يناسب كل الأجواء، والأمكنة “.
تقع ورشة الفنان أيمن براويز في منطقة الخليفة في “مصر القديمة” ذلك المكان الشهيربأصالته وعراقته وزخمه الفني اليدوي، وفي ورشته تبهرك أعماله الفنية، وتنتقل ما بين قطعة وأخرى في متعة بصرية لاتضاهي، فضلاً عن استعادة الإحساس بالنوستالجيا، إذ لايقدم براويز مجرد أعمال تدمج في المنزل كألواح من الزجاج الملون، أوكإكسسوارات ومجسمات منزلية، لكنه يقدمها برؤية واعية ناضجة؛ وفهم لجذوره بما تحمله بين ثناياها من عبق التاريخ وعظمة الحضارات، فأنت هنا ستجد نفسك أمام “لمبة الغاز”التي لطالما كانت وحدة الإضاءة الوحيدة في البيوت المصرية في النصف الأول من القرن العشرين، يلتف حولها أفراد الأسرة ، لتناول الطعام، و المذاكرة وأحيانا العمل، حيث كانت تقوم الأم بالحياكة أو الطهي على نورها الضئيل الذي كان ينير مستقبلهم.
كما تجد أيضا “الوابور” قبل دخول البوتوغازالبيوت، فكانت المرأة المصرية تعد طعام الأسرة باستخدامه وتقدم لأبنائها أجمل الأطباق الشعبية، وكذلك أيضا السبرتاية التي كانت تستخدمها الجدات في إعداد القهوة، ويتبادلن الحكايات على أنغام الموسيقى
تلقى جهود الفنان أيمن عبد العال صدى طيباً للغاية من جانب عشاق التراث سواء من جانب المصريين أو الأجانب؛ بسبب اتقانه العمل، وموهبته البارزة، وخبرته الطويلة في هذا المجال، فضلا عن تمتعه برؤية وفلسفة خاصة وراء أعماله .
لا يكتفي براويزبإبداع الزجاج المعشق والبراويز القديمة في ورشته، إنما يقوم بجهود كبيرة للإبقاء على التراث المصري و الحفاظ عليه من الإندثار عبر المعارض الحرفية والفنون اليدوية التي ينظمها في المؤسسات والمراكز الثقافية والمتاحف و القصورالتاريخية في مصر.