بقلم : الكاتب الصحافي محمود مطر
إملأ قلبك بالأمل ولا تبتئس ولا تحزن ولا تستسلم لفشل أوعثرة أو حفرة ..قم وانهض وتذكر أن الله يمنحك دائما فرصا للسعادة والنجاح فلا تضيعها؛ استوقفني كثيرا ما كتبه منذ سنوات الفنان البارع الناجح المتحقق أحمد حلمي أحد أبرزنجوم جيله على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك ..كتب أحمد حلمي قصة التحول الغريبة في حياته من الفشل إلى النجاح ومن الياس إلى الأمل، ومن الإحباط والاكتئاب إلى التفوق والنجاح .. أحمد حلمي وطبقا لما كتبه وذكره بكل فخر كان طالبا فاشلا في الثانوية العامة .. رسب في السنة الأولى وحصل على ثلاثة بالمائة فقط من مجموع الدرجات، ثم رسب في السنة الثانية، وحصل على أربعة وعشرين بالمائة، ثم نجح في السنة الثالثة بدرجة الحد الأدنى للنجاح (خمسون بالمائة).!
وبحث حلمي عن كثير من المعاهد المختلفة التى يمكن أن تقبل مجموعه، لكن بعضها كان يقبل بحد أدنى أعلى من درجاته وبعضها الآخر لم يعجبه فعزف عنه ..كأنه كان يتوقع أن الله عز وجل يدخر له أمرا لا يحلم به .. وجائزة لا تخطر له على بال، لم يكن أحمد حلمي يفكر في أن يصبح ممثلا ولا فنانا معروفا ..لم يخطر بباله مطلقا أن يكون نجما سينمائيا شهيرا ..لم يذهب بخياله إلى إمكانية أن يدخل إلى عالم الفن بأضوائه ووهجه ببساطة وسهولة .
.لكن “العبد في التفكير والرب في التدبير” سأل أحمد حلمي كثيرا، وتقصى هو ووالده ووالدته وشقيقه خالد وشقيقته سالي عن معهد يقبل بمجموعه ويكون مناسبا له؛ فقد كان من المستحيل أن يلتحق بأى كلية جامعية بمجموعه الضعيف ، لكن لم يصل هو أو أهله إلى حل أوإلى نقطة ضوء أو بارقة أمل.
و في ذلك الوقت في صيف عام ١٩٩٣ توفي أحد أقرباء حلمي، ونشرت أسرة الراحل نعيا له في صحيفة يومية كبرى، واشترى أبوه العدد الذي نشر به النعي، وفي البيت قرأ النعي، وانخرط في بكاء شديد؛ فقد كان ذلك الراحل عزيزا على والد حلمي وصديقا مقربا له .. ونسيت الأسرة النعي والجريدة وتواصل البحث والكلام عن مستقبل الابن الذي رسب عامين في الثانوية، ونجح في العام الثالث بدرجات الحد الأدنى، ووصلت الأسرة كلها إلى ذروة يأسها وحزنها على ابنها أحمد الذي يبدو أن مستقبله قد ضاع وأن قادم أيامه لا ينبئ بخير، لكن ولأن كما قال الشاعر الحكيم “ضاقت فلما استحكمت حلقاتها فرجت وكنت أظنها لا تفرج ولرب نازلة يضيق بها الفتى ذرعا وعند الله منها المخرج” حدث هذا المشهد العجيب الذي لا يبدعه خيال أعظم مؤلفي الدراما!.
أسرة حلمي تستعد للغداء .. وكان السمك هو الوجبة التي سيتغدون بها ..أم احمد تجهز السمك والأرز والمقبلات ..أحمد أخذ صفحتين من الجريدة التي كان قد نشر بها منذ أيام عزاء قريبهم صديق والده؛ ليفرشهما على السفرة .. فوجئ أن الصفحتين مفتوحتان على النعي الذي أبكى والده ..فقلبهما بسرعة على الوجه الآخر؛ حتى لا يرى والده النعي، فيتذكر قريبه ويداهمه الحزن من جديد ..ثم جاءت أم حلمي؛ لتضع الأطباق، ففوجئ بها حلمي ووالده تحدق بشدة في الصفحتين المفرودتين على السفرة ثم تشير لهما على خبر يقول عنوانه ..معهد الفنون المسرحية يعلن عن قبول دفعة من حملة الثانوية العامة بحد أدنى خمسين في المائة..أشارت لهما على الخبر وابتسمت وابتسم احمد حلمي وابتسم أبوه ..ليبدأ حلمي في اليوم التالي مباشرة إجراءات التقديم لمعهد الفنون المسرحية .
ويقبل فيه وتبدأ بعدها مسيرته الفنية الحافلة والناجحة كواحد من أهم نجوم الكوميديا في الجيل الحالي للسينما المصرية، حكاية احمد حلمي دفعتني للبحث في حياة كثيرين من النجوم والمشاهير، لاكتشف حكايات وحواديت أغرب من الخيال كان فيها للصدفة البحتة الدورالأهم في تحويل مسارات هؤلاء النجوم والمشاهير من أشخاص عاديين يحلمون إلى نجوم كبار حققوا النجومية والشهرة والنجاح والأحلام ..سأسرد في المقالات القادمة قصة كل واحد منهم ..فحكاياتهم يمكن أن تفتح طريقا للأمل والنجاح لليائسين أوالمحبطين ..ويا صديقي الذي يقرأ اقول لك بكل محبة : افتح ذراعيك للحياة بلا خوف أو حزن لأن هناك دائما أمل.