لاشك في أن النجاح ليس سهلاً، وأن طريقه دائما محفوف بالمخاطروالعقبات، وأن الإخفاق مرات ومرات هو أمرطبيعي في مسيرة نجاح أي شخص، ولكن متى تكون الأمورأصعب ؟ وفي أي مرحلة من مراحل السعي؟.
قبل الإجابة عن هذه التساؤلات ينبغي أن نؤكد على أن عقبات النجاح تتوزع على عوامل داخلية نابعة من الفرد وأخرى خارجية نابعة من البيئة المحيطة، وأن الطريق إلى القمة يسبقه حالة نقطة الانطلاق أو اللاشىء غالبا وحالة الوصول للقمة ويتوسطهما حالة الوسط.
وخلال هذه المرحلة يكون الفرد قد أصبح غيرمحسوب على حالة نقطة الإنطلاق، وغير محسوب أيضاً على حالة الوصول للقمة؛ فهو لا إلى هؤلاء، ولا إلى هؤلاء.
قد يهمك أيضا : لماذا الماضي دائما أفضل من الحاضر؟ (azwaaq.com)
وفي حالة نقطة الإنطلاق هذه تكون أصعب مراحل النجاح، سواء النجاح في الدراسة، أو النجاح في العمل، أوالنجاح في الحياة عموما، غير ذلك، بالنسبة للعوامل الداخلية النابعة من الفرد؛ حيث تتأثر قوة إنطلاقه بمدى ثقته بنفسه، وتتأثربمستوى طموحه ومستوى العزيمة والمثابرة والتحدي، وقد يعوقه شعوره بالهزيمة النفسية عن الإنطلاق، وقد يعوقه تدني تقديره لذاته، وإنعدام ثقته بنفسه، وقد يعوقه شعوره باليأس والإحباط، وإنخفاض سقف طموحاته.
وإذا استطاع الفرد التغلب على مشاعره السلبية، والتحلي بالتفاؤل والإيجابية والتخطيط الجيد، استطاع بكل بساطة أن يعبرهذه المرحلة، ليصل إلى مرحلة الوسط.
وفي مرحلة الوسط يكون الفرد متطلعاً إلى القمة، ولكنه لازال متصلاً بنقطة الإنطلاق، ولم يتخلص منها تماما وفي هذه المرحلة تحديدا يكون الفرد أكثرتأثراً بالعوامل الخارجية، وعلى رأسها ضغوط المنافسين، والأقران والمحيطين بالفرد .
قد يهمك أيضا : درس مهم من دروس الحياة (azwaaq.com)
حيث إن الطبيعة البشرية التي فطرت على مقاومة التغييروالمستويات المرتفعة من قلق المنافسة التي قد يتسم بها البعض، تدفعهم دفعاً إلى مقاومة تغيرك للأفضل؛ حيث يرون أن تغيرأحوالك، سوف يؤدي إلى تغير في طبيعة العلاقة التي تربطك بهم، وسوف تكثر الحدود والفواصل، هذا على أفضل تقدير، وأفضل ظن وقد يقاوم البعض نجاحك؛ لأنه سيشعرهم بالعجزوالنقص، وسيفضح كسلهم وعجزهم، وسوف يضعهم في مقارنات لا يفضلونها.
قد يهمك أيضا : 4 نصائح تساعدك على وصول عمرك إلى 100 عام! (azwaaq.com)
وسيكونون الجانب الأسوأ فيها، هذا بالنسبة لمن هم ما زالوا في نقطة الانطلاق، أما أولئك المتابعون على القمة فسوف يرون في اقترابك من القمة تهديدا لمكانتهم، وهوما يتطلب منهم بذل مزيد من الجهد للحفاظ على تصدرهم وتفوقهم، ويرون أن اقترابك من القمة يقضي على تميزهم وتفردهم، وبالتالي فهم يقاومون نجاحك للحفاظ على المكانة والصدارة والتميز.
إذا فأصعب مراحل النجاح هي تلك المرحلة المتوسطة، والتي تكون فيها متأرجحاً بين نقطتي الإنطلاق والوصول إلى القمة؛ لأن العوائق الخارجية أشد والسيطرة عليها أصعب، ومقاومتها تستلزم جهدا كبيرا.
أما العوائق الداخلية فإن الفرد لديه القدرة على ترويض نفسه، وتحسين خصائصه النفسية، إذا أراد ولن يتطلب الأمر سوى قدرمن العزيمة والإصرار، وسوف يتخطى هذه المرحلة بسهولة.
وأفضل ما يمكن للفرد أن يقوم به ليعبر منطقة الوسط بكل سهولة وأمان، هو التركيز على الأهداف والتخطيط الجيد وعدم الالتفات إلى الوراء .