بقلم : الدكتورعاصم حجازي أستاذ علم النفس التربوي المساعد بجامعة القاهرة
إن اللطف والود والتعامل الحسن مع الآخرين هو مفتاح السعادة والنجاح للأفراد والمجتمعات، وتعاني الأسر في السنوات الأخيرة من انتشار بعض مظاهر العنف البدني واللفظي بين فئات مختلفة من الطلاب، وهو أمر بلا شك يثير القلق، وفي الوقت ذاته يثير كثيراً من التساؤلات حول أسباب انتشار هذا السلوك وكيفية القضاء عليه و تعزيز وتنمية سلوك اللطف في المقابل.
أما عن أسباب تبني العنف كأسلوب لحل المشكلات فكثيرة ولكن أبرزها: اعتياد الوالدين على الخلافات الزوجية العنيفة أمام الأبناء والتي تحتوي على إيذاء لفظي أو نفسي وأحيانا بدني، غياب العدالة في تربية الأبناء وشعورهم بالظلم والإضطهاد أوبمعنى آخر”التفرقة بينهما”.
وكذلك استخدام القسوة والتهديد في تربية الأبنا، فضلاً عن مشاهدتهم لأفلام وبرامج تحتوي علي مشاهد عنيفة تؤديها شخصيات جذابة ومحبوبة تمثل قدوة بالنسبة للأبناء، وتعزيز السلوكيات العدائية التي يقوم بها الأبناء في مقتبل حياتهم، ومقابلتها بالضحك والفرح .
عدم وضوح الطريق الصحيح لحل المشكلات أمام الأبناء نظراً لعدم تدريبهم على ذلك من الوالدين. يٌعد من الأسباب أيضاً، كما أن غياب لغة الحوار والتفاهم بين أفراد الأسرة وعدم الإنصات للأبناء والاستماع إليهم. ومما سبق يتضح أن التنشئة الاجتماعية هي الأساس في تعزيز اللطف لدى الأبناء وتنميته؛ وعليه فإن من أهم تنمية شخصية لطيفة محبة هوعكس هذه الأسباب السابقة.
ومن هنا نؤكد إنه من الضروري لجعل أبناءنا يتسمون باللطف تحقيق العدالة وتربية الأبناء على الحوار والمشاركة والإقناع ومعاملتهم بلطف وتقديرهم، والإنصات إلى آرائهم ومقترحاتهم، وتدريبهم على حل مشكلاتهم بطريقة صحيحة والتزام الهدوء في التعامل بين أفراد الأسرة، وتجنب حدوث خلافات زوجية، سيما أمام الأبناء إن حدثت.
ومن المهم سيادة الاحترام والتقبل والود والاهتمام بين أفراد الأسرة؛ فكل هذه العوامل ستؤدي بلا شك إلى وجود أجيال تتمتع بقدر كبير من اللطف والود وتحظى بالقبول في المجتمع ،وتستطيع أن تحقق الإنجازات لنفسها وللمجتمع.
ومن الفوائد المعروفة للطف أنه يحسن الصحة الجسمية والنفسية للأفراد، كما أنه يعزز تعاون الأفراد داخل المجتمع ويعمل على تقوية الروابط بين الأفراد؛ وهو ما ينعكس بشكل مباشر على زيادة الإنتاجية وجودة العمل.
وفي النهاية يجب أن ندرك أن العنف أواللطف ينتقل من خلال القدوة والنموذج إلى الأطفال؛ فعلينا أن نكون أكثرحرصاً على تبني اللطف كأسلوب حياة؛ حتى نكون بذلك قدوة طيبة لأبنائنا؛ وذلك إيماناً منا بالأثار الإيجابية التي يتركها اللطف على سلوك وحياة أبنائنا في المستقبل.