من أبجديات الحياة الزوجية وخاصة في السنوات الأولى التي تلي الزواج مباشرة وقوع بعض الخلافات وردود الفعل الغاضبة، ويعتبر هذا الأمر طبيعيا طالما أنها خلافات محدودة ووقتية وسريعة، ويعمل الطرفان على إزالة أسبابها، ولكنها إذا استمرت إلى مراحل متقدمة من عمر الحياة الزوجية فإنها تصبح نذير خطر وعلى الجميع أن يبادر إلى حلها حتى لا يتسبب ذلك في هدم الأسرة وما يترتب على ذلك من مشكلات خطيرة للطرفين وللأولاد أيضاً.
قد يهمك أيضا : “الصمت الزواجي” .. الهدوء الذي يسبق العاصفة ! (azwaaq.com)
وحتى يكون الزوجان على بصيرة من أمرهما فإننا سنشير إلى أهم الأسباب التي تنشأ بسببها الخلافات الزوجية وأفضل الطرق لتجنبها أو حلها، ومن أشهر أسباب الخلافات الزوجية هي اختلاف القيم والعادات والتقاليد وأسلوب التربية، ويكون ذلك بين الأزواج من ثقافات مختلفة، وكلما كانت الفجوة كبيرة كانت الخلافات أكبر، كما أن عدم امتلاك كل طرف من الطرفين لقدرمناسب من الذكاء الثقافي والذكاء الاجتماعي يسهم في تفاقم الأمور بشكل أسرع ، وعلى الزوجين أن يسعيا للتفاهم وتقبل الاختلاف، وليس للتناحر وفرض ثقافته وعاداته على الطرف الآخر فمن المهم أن يتقبل كل منهما خصوصية وتفرد الطرف الآخر، وأن يكون أكثر تسامحا مع عاداته وقيمه التي يؤمن بها.
أيضا يمثل التفاوت في العمر أوالمستوى الاقتصادي والاجتماعي وكذلك الذكاء أو الخبرات سببا بارزا للخلاف، وهي من العوامل المهمة التي تتسبب في كثير من الخلافات الزوجية؛ حيث يعتبر التكافؤ والتقارب في هذه الأمور من الأهمية بمكان؛ إنها حقاً من أبجديات الحياة الزوجية؛ حيث إن التفاوت الكبير والمدى الكبير للفروق في هذه العناصر يحتاج إلى خبرة كبيرة جداً وحكمة بالغة في التعامل قد لا تتوافر بسهولة لدى الكثيرين من حديثي الزواج .
ولتجنب مثل هذا التأثير على الطرفين أن يبحثا عن نقاط التقارب ونقاط الاتفاق، ويمنحانها مزيدا من التركيز والاهتمام وأن يتغاضيا عن نقاط التفاوت وأن يتجنبا ذكرها أو الحديث عنها أو التفكير فيها قدر الإمكان..
و تلعب أيضا ضغوط الحياة اليومية دورا كبيرا في نشوء الخلافات وتأججها، ولكن المعرفة الكافية بكيفية إدارة الضغوط والخبرة التي تتكون لدى كل من الطرفين مع مرور الوقت بطبيعة الحالة النفسية للشريك، فضلاً عن لغة الجسد التي تدل عليها تجعل كل طرف منهما يتجنب أوقات الغضب والثورة والحزن والتوترعند مناقشة الأمور المهمة.
ويدخل في إطار ذلك أيضا كذلك تقديم المساعدة والدعم النفسي المناسب للشريك أثناء مروره بهذه الأزمات والضغوط بما يحقق الهدف الأسمى من الزواج وهو السكينة والرحمة. – وهناك أسباب أخرى سلوكية تتمثل في عدم الاهتمام أو الملل والرتابة أو الغيرة ومحاولة الطرفين لفرض الرأي والسيطرة والفهم الخاطىء من الطرفين لطبيعة الدور الخاص بكل منهما وانعدام التقدير والاحترام بين الزوجين.
وهنا لابد من التأكيد على أهمية الحوار والمناقشة الهادئة في أجواء هادئة وفي أوقات مناسبة، فذلك من أبجديات الحياة الزوجية، ويمكن أن تطلب الزوجة مثلا من الزوج أن يخبرها بموعد مناسب لمناقشة أمرمهم معه وتترك له حرية اختيار هذا الوقت، وحينما يتوافقان على موعد يناقشان فيه هذه الأمور بكل هدوء ومنطقية ويسعيان سويا للكشف عن أسبابها والعمل على التخلص من هذه الأسباب نهائيا.
ويمكن لبعض الأفكار البسيطة أن تدعم الشعور بالتفاؤل والإيجابية والسعادة داخل الأسرة مثل الخروج للتنزه في الأماكن المفتوحة الهادئة أو زيارة أمكان جديدة لم تتم زيارتها من قبل أو إعادة ترتيب أثاث المنزل أو المشاركة في نشاط جماعي مرح أومفيد ويجب ألا تكون جميع الحوارات والنقاشات بين الزوجين عن المشكلات والمطالب.
قد يهمك أيضا : الأبوة رسالة ومسؤولية … هل تقوم بوظائفها؟! (azwaaq.com)
وإنما لابد من تخصيص أوقات لنقاشات عامة في موضوعات ليست لها صلة مباشرة يالأسرة وتجنب الحوارات في الموضوعات الخلافية واعتماد استراتيجية التركيز الإيجابي حيث يركز كل طرف من الطرفين على إيجابيات الطرف الآخر وأن يذكرها أمامه ويعبر له عن امتنانه وحبه ، كذلك على الزوجين أن يكونا حريصين على وجود أهداف مشتركة وأحلام مشتركة يسعيان معا لتحقيقها؛ فإن ذلك من أهم الطرق التي تعمل على تحقيق التقارب والألفة والاهتمام والشعور بالمصيرالمشترك والتماسك الأسري.
وفي كل الأحوال يجب أن يحرص الزوجان أيضا على عدم مشاركة هذه الخلافات مع العائلة قدر الإمكان لأن اتساع دائرة المشكلة يصعب الحل واختلاف وجهات النظر يتزايد بتزايد العناصر الداخلة في حل المشكلة وهو ما يجعل مهمة الحل أصعب.
وهناك بعض السمات التي يجب أن يتحلى بها الزوجان لضمان استقرار الأسرة و تتمثل في التسامح والاعتراف بالخطأ والاتزان الانفعالي والتحكم في النفس، وثقافة الاعتذار عن الخطأ، ومن الاستراتيجيات المهمة التي يمكن استخدامها لتفادي الخلافات الزوجية استراتيجة التركيز الإيجابي أي التركيزعلى الجوانب الإيجابية في كل مشكلة واستراتيجية تحويل الانتباه أي التغافل عن الأشياء السيئة وتجاهلها وكأنها غير موجودة بقدر الإمكان، وبقدر الرغبة في استمرار الحياة الزوجية والإبقاء على مفهوم الأسرة.